عبد اللطيف البوني

نظرة يا ايلا

[JUSTIFY]
نظرة يا ايلا

*عندما نبدأ في تعداد المؤسسات التي كانت ملء السمع والبصر أي كانت لها (شنة ورنة) ثم جار عليها الزمان ولحقت أمات طه نذكر السكة الحديد ومشروع الجزيرة والنقل النهري والخطوط الجوية السودانية والنقل الميكانيكي و… و… أفتكر ما في داعي لتقليب المواجع، ولكننا ننسى أو نادرا ما نذكر سودان لاين أي الخطوط البحرية السودانية فهذة كانت (بت عم لزم) للسكة حديد من حيث الكفاءة والربحية والأثر الاقتصادي على البلاد كافة . هذه الموؤودة كانت عليها الرحمة دعامة كبرى من دعامات الاقتصاد السوداني ولكن يبدو بعدها عن مرمى عيوننا جعل دموعنا التي زرفت عليها أقل مما يجب في حقها.
*سودان لاين كانت في يوم من الأيام تمتلك 15 باخرة بالتمام والكمال وكانت تعبر بالبحر أغلب صادر البلاد وواردها فاليوم لها باخرة واحدة واسمها دارفور، بالطبع الملاحة لم تتوقف ونقل الصادر والوارد لم يتوقف بل ازداد ليس لانتعاش اقتصادي إنما لزيادة عدد السكان فالعلميات الملاحية البحرية تزداد وحركة النقل السودانية تتراجع . شركات القطاع الخاص السودانية هي الأخرى متراجعة فانفتح المجال للشركات العالمية وأصبح السودانيون وكلاء للخطوط العالمية ويبدو أن هؤلاء الأوائل كانوا السبب في ضرب الناقل البحري الوطني، وبدليل أن الزمن جار عليهم هم الآخرين فسحبت الشركات العالمية منهم تلك التواكيل وأصبحت تقوم بدور الوكيل بنفسها، بعبارة أخرى أصبح صاحب الخط يقوم بكل مراحل العمليات (لا سيادة ولا هم يحزنون).
*وصل الضرر موقف البلاد من العملة الصعبة السيد حمزة الطيب يس العامل في هذا المجال يقول: عندما كان الوكيل وطنيا كانت الباخرة تدفع أجرة الميناء بالعملة الصعبة التي تأتي بها، ولكن عندما أصبح الوكيل هو صاحب الخط أخذ يحاسب المصدر والمورد السوداني بأسعار العملة على حسب السوق الأسود ويكتب هذا السعر في الفاتورة (بقوة عين) وبعد المحاسبة يذهب ويشتري العملة من السوق الأسود ويحاسب بها هيئة المواني، فهذا يعني أنه عوضا عن رفد المواني بدولار من الخارج يشتري لها من الداخل فيساهم في رفع أسعار الدولار بطريقة (من دقنو افتلو)، ثالثة الأثافي الناجمة من غياب سودان لاين أن هناك شركات ملاحة وهمية ليست لها خطوط ولا بواخر تعمل بطريق السمسمرة من خط لخط ويخرمجون كما يحلو لهم في أسعار العملة والفواتير . فالحل أيها السادة في عودة سودان لاين أي عودة الدولة لهذا القطاع الحيوي المهم ولعلنا لا نحتاج لكثير جهد لإثبات الجدوى الاقتصادية والأمنية والسيادية لهذا القطاع, فمثلما تعمل الدولة جاهدة وإن كان دون نتيجة تذكر لعودة الروح للسكة الحديد وتحاول جاهدة لـ(فلفصة) الخطوط الجوية السودانية من الأيدي الماكرة التي اختطفتها يوم تشتريها من الدولة ويوم تبعيها لها لا بد للدولة كذلك من أن تلقي نظرة على سودان لاين ولو برفع شعار لا بديل لسودان لاين إلا سودان لاين مجردا. ولّا أقول لكم حاجة: أحسن نرفع الأمر للسيد ايلا فهو صاحب وجعة ونحسب أنه صاحب قدرة.[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]