تهريب .. ولكن عبر نهج بنك السودان..!!
** في اليوم الثامن من أكتوبر العام الفائت، عقد الأمين العام لشعبة مصدري الماشية مؤتمراً صحفياً بالغرفة التجارية، وقال فيه بالنص : (الفساد والجبايات يهددان صادر الثروة الحيوانية)، ولم يسترسل كاشفاً أوجه الفساد، وأما الجبايات على قفا من يشيل وليست بحاجة إلى جهة تكشفها..لم يكترث بنك السودان، ولا كل الجهات ذات الصلة بالصادر بذاك الحديث، بل حتى وزارة الثروة الحيوانية ظلت تحتفي – على مدار العام 2011- بسيول المواشي السودانية التي كانت ولاتزال تصب بلاضوابط في بحيرة أسواق الخليج، كأسوأ عملية إغراق تشهدها تلك الأسواق..وقبل نصف شهر تقريباً، صام بعض سادة وزارة الثروة وأقاموا إفطاراً جماعياً بمناسبة إغراق سوق الخليج بثلاثة ملايين رأس..فالأمر – في ظاهره – صادر ينفع الناس والبلد، ولكنه ليس كذلك.. فلنقرأ الوثائق التالية ..!!
** السفير خالد محمود محمد، قنصل السودان بجدة، يخاطب وكيل وزارة الخارجية – بتاريخ 4 يناير الحالي – بالنص القائل :(وردت إلينا معلومات تفيد بوجود عمليات إغراق للماشية السودانية بالسعودية، وبأسعار تقل بمقدار (50/ 100 ريال) في أسعار السوق، مما أغرى تجار الماشية بالسعودية إلى البحث عن إمكانية التعاقد معهم لتأمين احتياجاتهم من الماشية السودانية بأقل جهد وتكلفة ممكنة بدلاً من الاستيراد عبر القنوات الرسمية عن طريق خطاب اعتماد أو دفع مقدم)،هكذا النص الذي يوثق بأن ما أسموه بالصادر الغزير لم يكن إلا تهريباً متجاوزاً للقنوات الرسمية..ليس ذاك فحسب، بل تابع النص التالي لتعرف أين يذهب عائد الصادر؟، إذ يقول السفير خالد في ذات الخطاب :(نتيجة لهذه العروض المقدمة من قبل بعض تجار الماشية بالسعودية، أخذت ظاهرة تهريب العائد بمعدلات كبيرة، من (500رأس في الشهر) إلى (10 آلاف رأس في الشهر)، خاصة خلال موسم (سبتمبر/ ديسمبر)..)..والوثيقة لاتقف عند كشف عملية التهريب التي تتم تحت سمع وبصر نهج بنك السودان ووزارة التجارة الخارجية، بل تتجاوز كشف عملية التهريب إلى كشف شبكة التهريب، حيث تقول بالنص :(هذا بالإضافة إلى قيام بعض المتجنسين السعوديين بتأمين توزيع الماشية بالسعودية من خلال شبكة تتكون من (أ،أ)، (ع،س)،(ح،م)،(ر،ع)، وهم سعوديون من أصول سودانية..ومن خلال بحثنا عن الكيفية التي يتم بها تهريب العائد، نعتقد بأنها تتم عن طريق شراء استمارات صادر مزورة أو يتم التهريب من خلال طريقة الدفع ضد المستندات، ولايتم إعادة الصادر وبالتالي إلغاء السجل التجاري والذي يمكن استخراج سجل آخر باسم آخر لتنفيذ عملية أخرى)، هكذا تكشف الوثيقة منافذ التهريب بكل وضوح.. للأسف كلها منافذ رسمية بالدولة السودانية..إذ تلك الاستمارات المشار إليها تستخرج من المصارف التجارية بتفويض من بنك السودان، أما السجل التجاري فيُسأل عنه – وعن العبث الذي يحدث فيه وبه – وزارة التجارة الخارجية..هكذا نص الوثيقة التي تكشف بعض واقع الحال الاقتصادي المسمى بصادر الماشية، أي أنه – حسب الوثيقة – محض تهريب ليس إلا ..!!
** استلمت وزارة الخارجية ذاك الخطاب، وحولته – بتاريخ 12 يناير الحالي – لجهات عديدة منها بنك السودان والتجارة الخارجية – وهما أس هذا البلاء – بالنص القائل :(نرجو أن نبعث لكم تقرير القنصل العام بجدة، ويشير التقرير إلى أن هناك عملية منظمة من قبل أطراف سودانية وسعودية لإيصال الماشية السودانية للسوق السعودي عبر القنوات غير الرسمية، الأمر الذي أثر على أسعار الماشية هنالك، هذا من جانب ومن جانب آخر فقد السودان جزءا معتبرا من عائدات صادراته من العملة الصعبة..للتكرم بالعلم والإطلاع.. عبد الرحيم الصديق ع /وكيل وزارة الخارجية)..هذا هو التصدير حسب نهج بنك السودان والتجارة الخارجية، أي أن يفقد السودان عائد الصادر هو الذي أسعد سادة وزارة الثروة الحيوانية، وكمان)صاموا صيام شكر)..المهم، بعد خراب مالطا، انتبهت رئاسة الجمهورية وعقدت اجتماعا مطلع الأسبوع بوزارة الثروة الحيوانية، وطالبت كل الجهات بـ(وضع ضوابط).. وخلاص..أي لم ولن تحاسب أية جهة سادة بنك السودان والثروة الحيوانية والتجارة الخارجية، على ما وصفوه نصاب)فقد السودان جزءا معتبرا من عائد صادراته من العملة الصعبة)..لم ولن تحاسبهم أية جهة، لأن الذي فقد ذاك العائد هو السودان، وليس أحدهم ..!![/JUSTIFY]
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]