هنادي محمد عبد المجيد
امرأة ستايل
وبالطبع هناك أقلية من النساء تفهم وتقدِّر وتشجع وتحب بالقلب وبالروح ، وتعرف ما هو هذا القلق الذي يشعر به الرجل على المعنويات والقيم المجردة ،،
والفنان يكون محظوظاً إذا عثر على واحدة من هذه القلة الحساسة والتواقة بروحها إلى الجمال والكمال والقيم المعنوية ،، ولكن الأغلبية من الجنس اللطيف تنفعل أكثر
بالذهب والألماظ وتبرق عيونها مثل عيون القطط في الليل أمام واجهات العربات وتوكيلات المرسيدس وغيرها ، ووأنا لا أقول هذا لأهاجم المرأة أو أعيبها ،فليس هذا التفكير طبيعة فيها ، وليس غريزة ،وليس صفة أصيلة من صفاتها ،وإنما هو صفة مكتسبة لا ذنب لها في اكتسابها ، الذنب ذنبنا نحن ،، لقد اكتسبت المرأة هذه الصفة نتيجة تخصصها في مجال البيت وعزلتها بين جدرانه وانفصالها عن المشاركة العامة في المجتمع أجيالاً طويلة متعاقبة بناء على طلبنا وبناء على تسلطنا وتحكمنا وأوامرنا بأن تكون الست للمطبخ والرجل للمجتمع والفن ،، وكانت نتيجة توزيع الإختصاصات بهذه الطريقة ، هذه الثغرة بين تفكير النساء والرجال والخلاف بين الإثنين على أهداف لا يلتقون فيها أو يكون اللقاء فيها بالضرب وبالعافية ،، والحل في نظري ليس المقالات وحدها ،وإنما الحل الحقيقي هو الزمن ،، إن نزول المرأة إلى ميدان العمل واصطدامها بالمسئولية الإجتماعية وتسلمها مقاليد حريتها سوف يؤدي في البداية إلى موجات انحلال نتيجة انبهار المرأة بحريتها الجديدة ، واندفاعها في تجربة هذه الحرية للحصول على لذات سريعة ،ملموسة من كل نوع ،وهو انحلال سوف ينتهي بأن تعود من مغامراتها مُجَرَّحَة مُهانة مُبتذلة ضائعة خائبة ،، وتكون نتيجة هذا الإنحلال أن تثوب إلى نفسها ،وتفتقد القيم والمعنويات وتبحث عنها ،وتقلق عليها وتفكر فيها وتهتم بها ،وتسعى إليها كما يسعى الرجل ،وبذلك يلتقي الإثنان في التفكير وفي الحياة وفي الحب ، وقد اكتشفا معاً أن الأهداف المجردة والمعاني يمكن أن تكون ملموسة ومُقنعة ومرغوبة أكثر من الأكل والشرب واللبس ،، ومثل هذا التطور سوف يحتاج إلى مائة سنة ،نشربها نحن في الوحدة والإنتظار ويشربنها هن في الضياع ،، وقلة من النساء الذكيات بالطبع سوف تكون عندهن الفطنة التي يكتشفن بها هذه الحقيقة ويتطوَّرْن من تلقاء أنفسهن ويوفرن على أنفسهن المائة سنة ،لأنهن يمتلكن أرواحا حساسة قادرة ،، وهؤلاء النساء الذكيات النموذجيات سوف يعرفن كيف يقصصن عقولهن على الموضة ،وكيف يقصصن أرواحهن على باترون آخر مبتكرات الفكر والفن والحب والجمال ،، وكيف تكون الواحدة منهن حلوة في تقاطيعها ، حلوة في لبسها حلوة في سجاياها ،، كيف تكون مُشتهاة وبعيدة المنال ، كيف تكون ذات كبرياء وبسيطة ، وكيف تكون عاقلة وطفلة ،وكيف تكون لطيفة ومُهابة ،وكيف تكون ست بيت وقارئة ذوَّاقة ، وكيف تكون صديقة وعاشقة ،، لتحاول كل واحدة منكن أن تكون هذه المرأة الذكية النموذجية التي تفهم سير الدنيا وتوفر على نفسها مائة سنة من التطور ،، وتجسد موذج آخر ستايل تصل إليه ” كانت هذه تأملات رجل ، لما يجب أن تكون عليه كل إمرأة تحب أن تكون إمرأة على الموضة آخر موديل وآخر صيحة ، ولكن ليس من ناحية الملبس كما هو المتعارف ولكن من الناحية الوجدانية والفكرية فهل تستطيعين أن تكوني (إمرأة ستايل) ؟ حاولي وستصلين فعزيمة النساء لا تفتر إن أردن ،، من كتاب (في الحب والحياة ) كانت هذه الكلمات الناضجات من رجل اعتزل النساء فلم يجد تلك المرأة الستايل التي تناسب ظروفه الخاصة ، المفكر الدكتور مصطفى محمود ، ولنا لقاء
هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]