فعلا إنت ما مسؤول ..!!
** سجال ثم عراك بين أفراد بالقوات النظامية أسفر عن وفاة ثلاثة مواطنين وإصابة آخرين – يتجاوز عددهم الثلاثين – باستاد مدينة سنجة، أوهكذا احتفلت ولاية سنار بعيد الاستقلال في اليوم الثامن من يناير هذا..اختناق الحشد بالغاز المسيل، ثم تدافع المواطنين الذي أدى إلى انهيار جدار بالإستاد، تسبب كل هذا في الموت والإصابات..تم تشكيل لجنة تقصي حقائق، وأسفرت نتائجها البارحة عن ضرورة تقديم أفراد بالجيش والشرطة للتحقيق والمحاسبة وفق قانون الجيش والشرطة..أسباب الحادثة، كما يقول تقرير تلك اللجنة، غياب قائد القوة وكذلك عدم وجود خطة أمنية واضحة لتأمين الاحتفال..نعم، حشدت حكومة الولاية حشدها في إستاد المدينة، ولكنها غلفت عن وضع خطة تؤمن الحشد، وغياب قائد القوة المناط بها تأمين الناس يؤكد – فعلاً – عدم وجود خطة لتأمين الاحتفال ..!!
** حسناً..بالتأكيد أفراد القوات النظامية الذين تعاركوا وتسببوا في إطلاق الغاز المسيل للدموع والتدافع وانهيار الجدار، هم من يجب محاسبتهم عبر وحداتهم العسكرية وبواسطة قانونهم ..أها، وبعدين ؟..بمعنى، هل هؤلاء الأفراد فقط هم الذين يتحملون مسؤولية ماحدث؟.. للأسف لا.. فالتقرير لم يقل بأن الوفيات والإصابات ناتجة فقط عن عراك أفراد القوات النظامية، بل قال بالنص الصريح (لم تكن هناك خطة أمنية واضحة لتأمين الاحتفال)..من المسؤول عن عدم وضع خطة تأمين الاحتفال؟، أو من هنا كان يجب على لجنة التحقيق أن تبدأ عمليات المحاسبة..ولو سألت لجنة التحقيق ذاتها – أو كائن آخر – ذاك السؤال، لاكتشفت بلاعناء بأن والي سنار أيضاً مسؤول عما حدث، وذلك بجانب قيادات أجهزته الشرطية والأمنية ..!!
** لقد اجتهد والي سنار كثيراً في تبرئة نفسه وإبعاد مسؤولية الحادث عن نفسه، وذلك بتصريحات غزيرة ملأ بها صحف البارحة.. إذ يقول نصاً : (تعود أسباب الحادث لغياب قائد القوة ولعدم وجود خطة واضحة لتأمين الاحتفال، وطالبنا بتقديم أفراد الجيش والشرطة إلى المحاسبة، وكذلك طالبنا الجيش والشرطة بدفع الديات للموتى والتعويضات للمصابين، وعلى أولياء الأمور سحب بلاغاتهم أوعدم السحب، وهذا أقصى ما يمكن الحصول عليه في مثل هذه الأحداث)..هذا الحديث غير صحيح ومراد به إخفاء نصف الحقيقة، فالوالي يتهرب من أهم مسؤولياته يا أهل سنار وأيتها الحكومة المركزية، وكذلك لجنة التحقيق لم تسترسل في التحقيق بحيث تكشف بكل وضوح عن (المسؤول من عدم وضع خطة تأمين الاحتفال)..!!
** يا سادة ياكرام..الوالي، ولا أحد غيره، هو المسؤول الأول عن توفير خطة تأمين كل أرجاء ولايته، ناهيك عن توفير خطة تأمين احتفال..نعم، الوالي – أي والٍ – هو رئيس لجنة أمن ولايته، ولذلك يجتمع أسبوعياً بمدراء الأجهزة الشرطية والأمنية بولايته، ليطلع على الخطط والتقارير ثم ليوجه بما يجب عليه أن يكون الوضع الأمني بولايته، وأي مواطن يعرف بأن هذه من أبجديات مسؤولية أي والٍ .. ثم، بما أن والي سنار هو يرأس لجان احتفال ولايته بعيد الاستقلال، وهو الذي وجه أجهزته الشرطية والأمنية بتجهيز مكان وزمان الاحتفال، وبالتالي هو الذي ظل يجتمع بتلك اللجان ويطلع على تقاريرها وخططها، فكيف غاب عليه بأن اللجنة الأمنية لم تضع خطة واضحة لتأمين ذلك الاحتفال الدموي؟.. لماذا لم يسأل عن الخطة ويطالب بها ثم يحقق من جودتها قبل الاحتفال؟، أليس هذا السؤال وتلك المطالبة وذاك التحقيق من مهام الوالي ؟..نعم شرطة الولاية مسؤولة عماحدث، وكذلك أمن الولاية ثم كل الوحدات التي تسبب أفرادها في العراك والتدافع والاختناق، وحسب تقرير اللجنة سوف تحاسب تلك الوحدات أفرادها، كل هذا شيء طبيعي، ولكن على الوالي ألا يتهرب من مسؤوليته بحديث فحواه (ديل المسؤولين، وقانونم بيحاسبم، يلا شيلوا الديات واشطبوا البلاغات)، أوهكذا لسان حاله منذ ضحى البارحة، وكأن سيادته عمدة واشنطن ورئيس لجنتها الأمنية، وليس بمسؤول عن (توفير خطة تأمين الاحتفال)..و..عذراً، أنا آسف، والي سنار ليس مسؤولاً عن هذه الحادثة ولاغيرها، ولو كان مسؤولاً لما قال – بمنتهى البراءة واللامبالاة – قولاً معناه (ديل المسؤولين عن عدم وضع خطة التأمين، أنا ما مسؤول)..لقد صدقت، فعلاً إنت ما مسؤول ..!!
[/JUSTIFY]
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]