تحقيقات وتقارير

علي خلفية حديث النائب الأول وتداعياته

[JUSTIFY]كنت أود الاكتفاء بالتقاط مبادرة النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه والترويج لها وفاء لما طلبه الرجل وما كنت أنوي الكتابة في حيثيات الموضوع الإ بالفعل المباشر لولا خروج بعض الحديث الذي نشر عن روح الموضوع وأصله، ويبدو أن بعض الإخوة من الذين تناولوا الموضوع با لحديث والنقد والتحليل قد اسقطوا حديث النائب الأول على اشخاصهم فوجوده يصيب منهم أشياء عزيزة فصار بعضهم يهاجم وآخر يدافع وليس في أذهانهم شيئاً سوى نفوسهم الزائلة.
ومن الأشياء التي يجب توضيحها مقدماً أن اللقاء مع النائب الأول لم يكن مرتباً وهو لم يصطف صحافيين على غيرهم، ولكنها زيارة معايدة عادية ولم نكن وحدنا حضوراً ولكن تكاثف وجود الصحفيين في الكراسي القريبة من النائب الأول لفت نظره ذلك وقارنه مع ما كان صباح ذات اليوم ، اليوم الأول للعيد، حيث كثر أيضاً عدد الصحافيين والإعلاميين في معايدة رئاسة الجمهورية فقال النائب الأول «دي فرصة نستغلها ونقول ليكم ملاحظتنا على الصحافة السودانية».
، وسار الحديث سجالاً بينه وبين الحاضرين وكنت من ابتدر الرد على اتهام النائب الأول لصحافة هذه الأيام بالضعف وقصر النظر وأشركت الحكومة في المسؤولية ومن هنا جاء حديثه للمقارنة بين صحافة الأمس واليوم. والذي بدأه بالقول«اكتبوا على لساني» وهنا يسقط زعم البعض بأن الصحفيين الذين كانوا حاضرين ذاك اللقاء انتهكوا خصوصية المجالس، ونشروا حديثها، ولعل الذين كتبوا ذاك القول، لم يقرأوا مانشرناه وأوضحنا فيه أننا فعلنا ذلك استجابة لرغبة السيد النائب الأول، ثم إن السياسي أو أي إنسان عام آخر يدلي بأي حديث امام صحفيين لابد أن يعلم أن حديثه هذا صار ملكاً عاماً بعد خروجه من جوفه، ولذلك كان العم بشير محمد سعيد عندما يقال له إن هذا الحديث ليس للنشر يقول«العندو كلام ما عايزو يتنشر ما يقولو» ورغم أن كل الذين تناولوا حديث النائب الأول من الزملاء الصحفيين لم يخلطوا ا لأوراق وإن كانوا قد اختلفوا في التقييم حسب اختلاف زوايا النظر واختلاف منطلقاته، إلا أن بعض الذين كتبوا في المواقع الالكترونية أحدثوا بعض التحريف ومن ذلك نسبة حديث بعض رؤساء التحرير إلي النائب الأول وتحديداً ماقلته شخصياً تفسيراً وتعليلاً لحالة الضعف التي تصيب صحافة الحركة الإسلامية في عهد الإنقاذ مقارنة بحالها في زمن الديمقراطية الثالثة، وذلك ما قال به النائب الأول استناداً على حديث الصحافي المصري المرحوم عادل حسين، فقلت للنائب الأول إن صحافة الحركة الإسلامية نجحت في الديمقراطية الثالثة لأنها اسندت إلى الرساليين من شباب الحركة المهتمين، فصحيفة الراية مثلاً تعاقب على رئاسة تحريرها مهدي ابراهيم، المرحوم احمد عثمان مكي والدكتور جمال الدين عثمان وكان معهم ثلة من ابناء الحركة الإسلامية الرساليين امثال الشهيد محمد طه محمد احمد، امين حسن عمر، المحبوب عبدالسلام، العبيد احمد مروح، حمدان حامد، وثلة من الأصفياء، ولكن الحركة الأسلامية في الإنقاذ، ولا أدري بأي فهم ومفاهيم قدمت في الصحافة والإعلام«المستوعبين« او المختونون على كبر» كما يقول أهل الجيش، وبعض«المتوركين» وقديماً قالوا «التركي ولا المتورك» بالإضافة إلى بعض المتشنجين اصلاً، والذين تشنجوا لاحقاً لادعاء الولاء والإخلاص، وهؤلاء هم كارثة الصحافة الإنقاذية بالإضافة إلى سياساتها في هذا المجال والتي لاندري كيف وأين تصنع.
وفي تقديري أن اعتراف السيد النائب الأول بفشل صحافة الإنقاذ يشكل خطوة مهمة لأنه اتبعه بدعوة إلى حوار جاد وموضوعي نحو صحافة وإعلام فاعلين، وكنت قد وعدته أن أقدم له نسخة من الورقة التي قدمتها للأخ العقيد انذاك سليمان محمد سليمان في الشهور الأولى للإنقاذ، عندما كان رئيساًللجنة الإعلامية في مجلس قيادة الثورة، واعتقد أن تلك الورقة لازالت يمكن أن تشكل مدخلاً لمعا لجة أدواء الصحافة والإعلام في عهد الإنقاذ، وأرى أن الصحافة بصفة أخص في حاجة إلى معا لجات جراحية تبدأ بالسياسات وتمر بالشخصيات وتتنز ل إلى تفاصيل دقيقة عدة، والأهم من الذين يعملون في الصحافة والإعلام، الذين يديرون شؤونها وبين يدي القارئ نص الخطاب الذي كتبته حول الصحافة والإعلام في الإنقاذ قبل نحو ربع قرن من الزمان هو كل عمر الإنقاذ إلا ستة شهور.
الأخ العقيد سليمان محمد سليمان عضو مجلس قيادة ثورة الانقاذ ورئيس لجنة الإعلام
تحية الإسلام والثورة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
ليس هذا الحديث خطابا للتحية والمجاملة يبدأ بالسلام وينتهي بأطيب التمنيات ولكنه خطاب من أجل السودان استكمالا للحديث الذي بدأناه من قبل حول دور الاعلام في دعم مسيرة الثورة والسؤال الذي يتبادر الى الذهن ابتداء لماذا التركيز على الاعلام؟ ليس هذا لأني اهتم بهذا المجال وهو مدخلي للحياة العامة والخاصة ولا.. لأنك المشرف عليه من قبل مجلس الثورة، وحسب ولكن لأن الإعلام هو محور كل الأشياء، به تقوم الدول، وتطرح الأفكار، وتتبلور الرؤى، ومن خلاله يدار الحوار، هو الثغر الذي يمكن أن تنطلق منه الى عالم النجاح، وكذلك يمكن أن يكون الثغرة التي يأتي منها الشيطان، فيكون الفشل أو الإنتكاس.. ولهذا لابد من الاهتمام بالاعلام حتى يكون النجاح أتم.
لا أعني بالاعلام شكلا معينا دون غيره، ولكنني أعني بهذا الاعلام في صورته المطلقة كل أشكاله الكلمة المكتوبة والمنطوقة المباشرة وغير المباشرة والشعبية والرسمية، وكل هذا يتم في إطار سياسة توجيهية معينة يتم التخطيط والترتيب لها من قبل الجهاز السياسي والتنفيذي المعني بالأمر، وللحديث عن الاعلام ودوره في ثورة الانقاذ لابد أن نتحدث أولا عن تحديات الثورة، وأن نقرأ حقائق الوضع الداخلي والخارجي، ثم نبحث بعد ذلك عن الدور المنوط بالاعلام وأجهزته.
عندما تفجرت الثورة في الثلاثين من يونيو 1989م كان الفساد الحزبي قد بلغ مبلغا عظيما، فزهد الناس في أهل الأحزاب وسياساتهم وانتظروا الخلاص منهم ومن ويلاتهم ، وبرغم الاحباط الذي أصاب الناس من التجربة الحزبية الا أنهم استقبلوا النظام الجديد بشيء من الذهول، لم يكن الذهول تعبيرا عن موقف سلبي تجاه النظام، ولكنه كان نتاجا طبيعيا لحالة الاحباط التي امتلكت الشعب السوداني وهو خشية من أن يصيبهم مثل ما أصابهم من قبل من احباط ، فعلي الرغم من أن السودانين ما زالوا ينشدون نشيد الاستقلال الا أن كثيرين من عامة الناس وخاصتهم ظلوا يرددون حتي يومنا هذا مقولة«حليل أيام الانجليز»
ذات المشهد رأيناه في أواخر أيام عبود عندما خرج الشعب جميعا يهتف إلى الثكنات «يا عساكر إلى الجحيم يا عبود» حتى سقطت حكومة نوفمبر في اكتوبر 1964م ولكن سرعان ما عاد يهتف نفس الشعب:«ضعيناك وضعنا وراك».. وتكرر ذات المشهد لنظام مايو، فبعد أن هتفوا «عاش الصادق أمل الأمة».. عادوا يهتفون :«لن يحكمنا حزب الأمة» فلذلك عندما جاءت الانقاذ ما كان يمكن للناس أن يهتفوا باسمها أو باسم البشير خشية أن تقع ذات الفجيعة التي تقع كل مرة وأصدق وصف لهذا النظام قاله لي أحد الأصدقاء جاء الى مصر من السودان خلال أيام الانقاذ الأولى، وعندما سألته من مدى تجاوب الجماهير مع النظام الجديد قال لي: إن هذا النظام«مثل ثنائي العاصمة» لا أحد يقول لك أنه فنانه المفضل» ولكن إن جاءت بهم إذاعة امدرمان فالكل يستمع إليهم.
وإن كانت المعارضة لثورة الانقاذ لم تأخذ شكلا عمليا واضحا بعد ولكنها استطاعت أن توحد أركانها، وتعرف قضيتها ،وتصنف نفسها، واستطاعت أن تحاصر النظام في جبهة محدودة حتى يسهل لها الانقضاض عليه.
إن الموقف الخارجي إن كان في ظاهرة القبول والمباركة حتى هذه اللحظة الا أن باطنه يحتوي غير ذلك، وليس أدل على ذلك من انتشار وتعدد وحرية العمل العدائي والمعارض للنظام خارج السودان، هذا فضلاً عن عدم إيجابية الدعم الخارجي وأشياء أخرى كثيرة، فأنتم أدرى بها بحكم الموقع والمعايشة.
وعندما تفجرت الانقاذ كان السودان يعاني من أزمات وضائقات عديدة بسبب تردي الوضع السياسي آنذاك، وتمثلت هذه الضائقات والمشاكل في :
1/ استعار نار الحرب في جنوب السودان والمزايدة السياسية بقضية السلام.
2/ تدهور الوضع الاقتصادي وضعف الانتاج والارتفاع الجنوني للأسعار.
3/ فساد الخدمة المدنية وتسيسها وتفشي المحسوبية والرشاوي والتدرج الوظيفي على أسس غير مضبوطة وغير معقولة.
فإذا كانت تلك ملامح الوضع عند قيام الثورة، فما هو المطلوب منها على ضوء تلك الحقائق؟ وماهو دور الاعلام في ذلك؟.
فإن كنا سنناقش المطلوب على ضوء تلك المقررات فلابد من أن نقر أول الأمر أن للاعلام القدح المعلى في تحقيق ذلك أو هو السباق في كل شئ.
أولاً: تعرية النظام الحزبي وكشف ممارسات الأحزاب الفاسدة في المجال السياسي والتنظيمي والإداري، وفي مجال الخدمة المدنية، والمؤسسة العسكرية والسياسية والخارجية في مجال الخدمات، وكشف عجز التجربة الليبرالية بشكلها السابق في حكم السودان والبحث عن صيغة جديدة للحكم.
ثانياً: التعبئة العامة من أجل حل قضية الجنوب في إطار السلام أو الحرب وتجميع الرأي الوطني حول موقف موحد تجاه هذه القضية.
ثالثاً: الحرب ضد الفساد في كل مواقعه بكل أشكاله والعمل الجاد لتطهيره، ولابد من تكثيف الاعلام في ذلك بصورة موضوعية ومنضبطة حتى لايؤخذ مأخذ تصفية لخصومة وكيد سياسي بقدرما هو تصفية للفساد.
رابعاً: تبني وطرح سياسات اقتصادية ثورية نشطة تعين على إعادة صياغة الاقتصاد الوطني السوداني على أسس متينة تقوم على الانتاج المحلي وتشجيع الصادر أكثر من الاعتماد على الهبات والمعونات والقروض، ولابد أن يسبق الاعلام الأجهزة السياسية والتنفيذية في ذلك.
خامساً: كشف أعداء السودان وأعداء وحدته، بدلاً من العموميات الهتافية التي لا تؤخذ مأخذ الجد في كثير من الأحيان
سادساً : لابد من أن يقود الاعلام حوارا بناء من أجل توحيد القوى الوطنية الصادقة في السودان ولابد أن يكون الحوار موضوعيا وصادقا ويحترم عقول الناس، وأن يكون السعي جادا لأن يتبني كل أهل السودان برنامج الثورة.
سابعاً: البحث عن صيغة جديدة لبسط الشوري وتحقيق الديمقراطية في السودان وأن تتجاوز هذه الصيغة فوضي التجربة الليبرالية وقصور النظام الشمولي لتستوعب الحركة السياسية والشعبية في السودان.
ثامناً: البحث عن صيغة جديدة لبسط الشوري وتحقيق الديمقراطية في السودان وأن تتجاوز هذه الصيغة فوضي التجربة الليبرالية وقصور النظام الشمولي لتستوعب الحركة السياسية والشعبية في السودان.
ثامناً: خلق رأي عام خارجي متعاطف مع الثورة، ويؤيد برامجها من أجل انقاذ السودان ليتعاضد الجهد الداخلي مع الدعم الخارجي من أجل استقرار الوضع بالسودان ولتضييق مساحة الحركة بالنسبة للخارجين عن الاجماع بعد تحقيقه.
وبعد هذا نتساءل هل استطاع إعلام الانقاذ القيام بهذا الدور؟
قد تبدو الفترة قصيرة للحكم عليه، ولكنها مع ذلك كافية على أقل تقدير لتحديد مدى امكانية الاعلام بشكله القائم للوفاء بمتطلبات المرحلة فإن كانت الاجابة الأقرب إلى الصواب هي أن الاعلام قد شكّل عجزا كبيرا في أداء دوره المطلوب فإن الشواهد على ذلك كثيرة
اولاً.. فإن كان مؤتمر الحوار الوطني قد أخذ النصيب الأوفر من زمن الثورة الا أن الحوار الموضوعي من أجل وحدة السودان أيضا على قصور سياسي، فالحوار المبسوط الآن هو للديكور أكثر منه لتحقيق الوحدة.
ثانياً. برغم أن قضية الجنوب قد درجت ضمن قضايا الحوار الوطني، بل على رأسها، لكنني اعتقد أن الحوار من أجل وحدة الحركة السياسية والشعبية في الشمال هو المدخل لحل قضية الجنوب ولذلك حتى هذه اللحظة قضية الجنوب يكتنفها غموض شديد ومصيرها مازال مجهولا بين الحرب والسلام
ثالثاً.. إن الوضع الاقتصادي والمعيشي بصفة خاصة قد بلغ مبلغا من التدهور والتردي لم يبلغه يوما ما في تاريخ السودان، ومع ذلك فالاعلام مازال صامتا لم يتسطع أن يشارك بأدني شئ في حل تلك الأزمة، بل في كثير من الأحيان يأتي نشاطه بمردود عكسي؛ فالغضب والاستياء يمتلكان الشعب وهو يسمع ويقرأ خلاف الذي يري ويعايش.. وإن ساء المرء الظن، لقال إن هذه ثورة مضادة ولكنه الصديق الجاهل.
رابعاً.. كنّا نتوقع من الاعلام أن يتبني حملة مصاحبة للجهد العام في تعرية النظام الليبرالي تهدف الى ايجاد صيغة بديلة مثلي لحكم السودان، ولكن يبدو أنه ينتظر اللجان السياسية والفنية حتى تفرغ من أعمالها ليقوم بتشويهها حتى هذه اللحظة، ناهيك عن عامة الناس، حتى خاصتهم لايعلمون إن كانت لجان الرقابة الشعبية لجان سياسية أم خدمية، ويبدو أن الأقوال الرسمية ذاتها قد تضاربت في هذا المجال.. فأين دور الاعلام في ذلك.. وماهي الصيغة المثلي لحكم السودان؟
خامساً .. عجز الاعلام تماما عن تبني قضايا الثورة والدفاع عنها وعن قراراتها والشواهد على ذلك كثيرة، إن موقف الاعلام الانقاذي من كل القضايا المطروحة موقف يستغرب له المرء فهو إما إلى صمت عاجز أو الى هتاف ممجوج وكلاهما مخل مضر.. وقبل أن اقترح طريقا للخروج من هذا المأزق لابد أن أقف أولا على الأجهزة الاعلامية عموما في ظل الأنظمة العسكرية والشمولية والتي على شاكلتها.
أولاً.. عادة في مثل هذه الأنظمة فإن الاختيار لقيادة العمل الاعلامي يقع على شخصيات باهتة أو مغالية في تأييدها حتى أنها في كثير من الأحيان تعمي عن الحقائق وهذه أولى آفات الاعلام.
ثانياً.. في ظل تلك الأنظمة تقل فرص العمل الاعلامي وعندما تتاح فرصة للانسان كي يتبوأ أي موقع في أي جهاز إعلامي فإن حرصه عليها يؤثر على أدائه فيتبع سكة السلامة، هذا إن لم يزيف الحقائق، وفي كثير من الأحيان يسعى لتطييب خاطر السلطان وارضائه حقا أو باطلا وأحيانا أخرى يتوهم أن السلطان لا يعجبه شيء سوى المدح، وفي بعض الأحيان يكون السلطان نفسه لايريد أن يسمع شيئا سوى المدح.
وفي سبيل الخلاص من هذه الأزمة..
1/ لابد أن يكون حرص القائمين على أمر الاعلام على استمرار برنامج الثورة أكثر من حرصهم على استمرارهم في مواقعهم.
2/ منح العاملين في الاعلام ثقة وقوة، ويتمثل هذا المنح في القبول والإشادة بالرأي المخالف، وأن تكون هذه المسألة حقيقية لا شكلا ،ويجب أن يحمي الرأي المختلف من سيوف الدجالين الذين يصنفون صاحب كل رأي مختلف «طابور خامس».
3/ وضع خطة طموحة لخلق منابر اعلامية شعبية تساند الاعلام الحكومي في أداء رسالته.
4/ الاهتمام بمضمون الرسالة الاعلامية قبل الاهتمام بشكلها، فالشكل غالبا لا يعبر عن المضمون وقد يصرف الناس أحيانا عن المضمون، ولقد شهدت الاحتفال بتحرير الخرطوم ولقد كان خير مثال للاهتمام بالشكل دون المضمون. وفي تقديري إن هذا الاحتفال، رغم جمال شكله لم يفِ مضمونه ثمن الحبر الذي طبعت به بطاقات الدعوة الفارهة، ناهيك عن حضور الرئيس المهيب وخطاب المهرجان الرصين.
5/الاهتمام بالاعلام الخارجي لاسيما إعلام المنافذ والاحتكاك ومناطق الاهتمام بقضية السودان وحيث يتكاثف العمل المضاد .
وفي الختام تلك أخي بعض ما جادت به الذاكرة من واقع التجريب والممارسة والمشاهدة، نسأل الله أن ينفعنا بخيرها ويحفظنها من شرها، وهو المستعان وهو على كل شيء قدير.
والسلام. جمال عنقرة أمدرمان 17/1/1990م

جمال عنقرة:صحيفة الوطن [/JUSTIFY]