منوعات

حضارات سادت ثم بادت ..ثلاجة المساكين في الزمن الجميل

[JUSTIFY]زخر السودان بالعديد من المقتنيات التراثية التي سادت في زمن كانت الحاجة فيه هي أم الإقتراح، فمن كان يريد الإحتفاظ بشيء من الاشياء التي تؤكل ما كان عليه إلا أن يضعها في هذا المشلعيب الذي زاع صيته في المدن قبل القرى بإعتباره جزء من مكونات البيت البسيط ، ومازال هذا المشلعيب حاضراً في كثير من المناسبات العامه والمعارض خاصة الإحتفالات التي تقام بالجامعات التي يكون فيها غرفة تراثية ونحن نعتز جداً بهذه المقتنيات . ويصنع المشلعيب من سعف النخيل الذي يقطع فى شكل شرائح تنسج فى شكل جدلة متتابعة وشكل بيضاوي أجوف أو من السعف في شكل شرائط مثل التى يصنع منها البرش ، ومن ثم يعلق على الراكوبة بواسطة ثلاثة إلى اربعة حبال بينها مسافة متقاربة مع اختلاف الحجم حسب الحاجة . ثم يوضع فيه الإناء الذي به المحتوى المراد حفظه من مأكولات والألبان، وهو بمثابة حماية لها من الكلاب والقطط والحشرات ، وحفظاً لها من دخول الجراثيم بعد أن يحكم الغطاء جيداً ، ولأن المعروف أن القطط تعشق الحليب واللحوم وكانت دائماً ما تقوم بإختطافها من أهل البيت، ولكن بعد التعرف على هذا المشلعيب أطلق عليه البعض دواء الكديس .
وقد عرفته مناطق الشمالية وكردفان عند قبائل البقارة باعتباره ديكوراً في غرفة العرسان ، وبعض القبائل استخدمته تعويذةً لطرد الأرواح الشريرة بوضع (اطباق) فوقه داخل هذه الغرف
إلا أنه بمرور الوقت دخلت عليه أشكال جديدة حسب البيئة فصنعه البعض من القرع وأصبحو يتفننون في الزخارف التي تحيط به، ومنهم من إستخدمه كأبجوره يضع بداخلها أنوار وتوصل بالكهرباء وفى بعض القرى والمدن مازال محافظاً على شكله التقليدي ، إلا أنه اصبح عبارة عن أداة للزينة توضع عليه الأوني الفخارية التى تحمل النبات والزهور.
وتقول الروايات التاريخية إن جيوش المهدية عندما كانت تخوض غمار الحروب وتمضي فى حملاتها كانت تخصص جملاً لحمل المشلعيب ويوضع عليه الطعام الناضج .

رحاب ابراهيم:صحيفة الوطن[/JUSTIFY]