عبد اللطيف البوني

شوية حنان ياسيد ليمان


[JUSTIFY]
شوية حنان ياسيد ليمان

دينس روس عندما كان مبعوثا امريكيا خاصا للشرق الأوسط لسنوات خلن كان كثير التردد على المنطقة وكان دوما يصطدم بالتعنت الاسرائيلي ولم يقدم ما يعادل زياراته المتكررة، فألف الفلسطنيون فيه أغنية شعبية تقول (دينس رايح / دينس جايي/ لا محمل سكر ولا جايب شاي/ أمال ليه هو رايح وجايي؟) . أردنا التوسل بهذه الرمية لاستقبال السيد برليستون ليمان مبعوث الرئيس الامريكي للسودان الذي يفترض أن يكون أصبح في بلادنا هذا اليوم الأحد على حسب أخبار السبت ولا أدري هذه الزيارة رقم كم لسيادته ولكن من المؤكد أن زيارات المبعوثين الخاصين للسودان منذ أن غيرت الحكومة الأمريكية سياستها تجاه حكومة السودان بالتفاوض معها عن طريق الجذرة والجذرة والجذرة ثم العصا على عهد الرئيس بوش يمكن أن تحسب بالعشرات. فيما يتعلق بالسيد ليمان لم نرَ له جديدا على الواقع منذ تعيينه وإن كنا قد سمعنا له كثيرا وهو يتحدث.
*لا أدري ماهي أجندة زيارة ليمان هذه المرة بالضبط ولكن من المؤكد أنها لن تخلو من حكاية (انتو خدعتونا وقلت لينا حانعمل ليكم كدا وكدا ولو عملتم كدا وكدا ونحن عملنا وانتو ما عملتم وغشيتني ياعمدة) فيرد (طبعا ياجماعة الخير انتو عارفين إن القرار في أمريكا ليس في يد الرئيس طبعا انتو سادة العارفين أن القرار في امريكا في يد جماعات الضغط والقوى الانتخابية لكن علي الطلاق اوباما أبدا ما قصر معاكم ودائما بيقول ياجماعة خلونا ندي الجماعة ديل جذرة المرة دي) ثم يضيف ليمان قائلا:(بس المرة أنا جاييكم بخصوص النيل الأزرق وجنوب كردفان. ياجماعة في ضغوط كثيرة على الرئيس لازم يتدخل هناك وتدخل عسكري ياجماعة لازم تراعو إننا مقبلين على انتخابات وتسمحوا بشريان حياة هناك وأنا أؤكد ليكم أننا مانقصر معاكم ) وهكذا سوف يستمر النقاش وستكون فيه عين حمراء وأخرى خضراء وما بينهما من قوس قزح.
*لو كنت مكان حكومة السودان لجعلت لهذه المفاوضات بندا واحدا وهو العلاقة بين دولتي السودان فأمريكا هي الأب الروحي والشرعي والوحيد لدولة جنوب السودان وهي (الداية) التي سحبت رجلها لحيز الوجود منذ دان فورث الى ليمان مرورا بناتسيوس وغرايشن ومن بينهما أمريكا هي الراعي والداعم والممول والمخطط لنيفاشا وأمريكا هي التي أصرت على تأجيل القضايا بين البلدين الى ما بعد الانفصال ويشهد على ذلك الجنرال سكوت غرايشن الذي أكمل الانفصال وعندما بدأ في الإيفاء بوعود مابعد الانفصال أنهيت مهمته وعين سفيرا في كينيا. تماما كما حدث لروبرت زوليك عندما أراد تطبيق أبوجا بكل شولة فيها تم إعفاؤه، فأمريكا هي التي (تستكرت) السودان أو استغلت قابليته للاستكرات وهي سبب المأذق الذي يعيش فيه السودان.
*لو كان في ليمان أو في زيارته او بلده خير فليكن في إصلاح العلاقات بين البلدين وليوزع ليمان جذراته وعصيه هنا وهناك كما يريد ينهي مشكلة النفط ثم بقية القضايا العالقة وبعدها سوف تنحل عقد النيل الأزرق وجنوب كردفان تلقائيا أما إذا لم يكن في مقدور ليمان أن يفعل هذا و جاء لمهمة لاصلة لها بالعلاقة بين البلدين وهو يحمل عصا غليظة مع جذرة رقيقة فلنغني مع الفلسطنيين أعلاه.
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]