رئيس حزب الوفد المصرى د. السيد البدوى فى حوار حصرى

[JUSTIFY]ليس ادعاءً ان اقول اننا في (أخبار اليوم) انفردنا ودون منافس بهذا الحوار مع الدكتور السيد البدوي شحاتة رئيس حزب الوفد المصري العريق.. الرجل جاء الى السودان في زيارة قصيرة للغاية أقل من 24 ساعة. ذهبت إليه في مكان إقامته الساعة الواحدة والنصف صباحاً وكان وقتها يجهز في أمتعته للتوجه الى مطار الخرطوم الدولي فإنتظرته حتى نزل من الطابق العلوي عند الساعة الثانية والنصف صباحاً فكان هذا الحوار معه بينما رتل من سيارات القصر الجمهوري كانت في انتظاره لتقله الى المطار الذي من المفترض ان يصله الساعة الثالثة صباحاً.

ومشكوراً الرجل تقبل بصدر رحب ان اجري الحوار معه وصبر على اسئلتي رغم سخونتها لكن لابد من طرحها عليه فكان هذا الحوار في الثانية والنصف صباحاً.

في البدء نرحب بك دكتور السيد البدوي في الخرطوم التي لم تعد فيها غريباً؟

السودان هذا بلدي ونحن لا نقول مصر والسودان انما نقول شمال الوادي وجنوب الوادي.

بالطبع السودان بلدك.. لكن زيارتك هذه صاحبتها ملابسات.. حيث أنه تم في بادئ الأمر منعك من المغادرة في مطار القاهرة والحضور للخرطوم.. فما السبب.. نريدك ان توضح للرأى العام ليس السوداني فحسب ولا المصري كذلك انما الرأى العام الاقليمي والدولي وتكشف عبر (أخبار اليوم) السودانية الظروف والملابسات التي صاحبت الأمر.. اكشف لنا الحقيقة؟

في الحقيقة كانت هذه هي اول سفرية أسافرها وأغادر القاهرة منذ ثورة (30) يونيو وفي مطار القاهرة الدولي عندما حضرت للسفر للسودان للخرطوم فوجئت بأنني محظور من السفر وان هنالك قرار من النائب العام السابق صدر في يوم (30) يونيو.

يعني وجدت اسمك ضمن قوائم الممنوعين من السفر؟

بالضبط كده.. وبالتالي كان يستلزم ان أرفع اسمي من القوائم فأنا كنت آتي على طائرة الساعة الثانية عشرة الا ربعاً منتصف الليل من القاهرة.. وبالتالي لم تكن هنالك نيابة عامة فكان يستلزم ان أنتظر الصبح.. وبالفعل تم رفع اسمي في اليوم التالي وحضرت للسودان والحمدلله.

لكن كان السبب أيه؟

كانت هي مجموعة من البلاغات مقدمة بتهمة من بعض المحامين.. ولم أكن وحدي فقد كانت هنالك اسماء اخرى موضوعة على قوائم الممنوعين من السفر.

الاسماء الأخرى.. من رجال الأعمال؟

لا.. من السياسيين.

نعم.. ثم ماذا؟

كانت مجموعة من البلاغات مقدمة من النائب العام السابق طلعت عبد الله الذي عينه بغير سند قانوني الرئيس المعزول د. محمد مرسي.

ألم تكن تعلم بأنك على قوائم الممنوعين من السفر؟

لا لم أكن أعلم.. ولا أحد (حد) فينا كان يعلم من السياسيين الاخرين.. فجميعهم فوجئوا بوضعهم على قوائم الممنوعين من السفر.

الزيارة سريعة.. (24) ساعة فقط.. لماذا؟

حدث في الايام الأخيرة تناول اعلامي هنا في السودان وكذلك هناك في القاهرة.. لمست بأن فيه ما قد يسيء للعلاقة بين الشعبين المصري والسوداني.. وبالتالي كان يجب عليّ ان أتي في هذه الزيارة لألتقي بالأحزاب الرئيسية في السودان.

حسناً.. اي احزاب التقيت بها؟

التقيت بحزب المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم).. التقيت بحزب الأمة السيد الصادق المهدي.. التقيت بالحزب الاتحادي.

ماذا دار في لقاءاتك هذه مع هذه الاحزاب؟

أوضحت لهم حقيقة ما جرى ويجري في مصر حتى لا يكون هنالك أي التباس يؤثر على العلاقة بين الشعبين.. فأنا دائماً اقول ان العلاقة بين شمال الوادي وجنوب الوادي هي علاقة شعبين عاشا آلاف السنين على نهر النيل، ربطهم رابط واحد، بينهم روابط تاريخية وصلة دم.. فأياً كان نظام الحكم هنا او نظام الحكم هناك فهذا لا يؤثر أبداً في العلاقة بين الشعبين.. لهذا كان لابد ان احضر الى السودان لأستمع لوجهة نظر الأحزاب الرئيسية وكذلك لأنقل حقيقة ما يدور في مصر بوصفي طرف والحمد لله (محل ثقة) هنا عند الاخوة هنا في السودان.

حسناً.. في الحزب الحاكم (المؤتمر الوطني) التقيت بدكتور نافع؟

التقيت بالدكتور نافع والدكتور مصطفى عثمان اسماعيل والدكتور غندور.

والتقيت بمن كذلك؟

التقيت بالسيد الصادق المهدي رئيس حزب الامة القومي.. واحمد سعد عمر وزير وزارة مجلس الوزراء والقيادي بالحزب الاتحادي ومعه مجموعة من الاتحاديين.

لم تلتق بمولانا الميرغني لأنه على ما أظن خارج السودان حالياً؟

نعم.. بالفعل.. وقد وعد ان نلتقي قريباً في القاهرة.

مولانا الميرغني أصلاً يتواجد كثيراً معكم في القاهرة؟

نعم.. أصل الحزب الاتحادي وحزب الوفد هما امتداد لبعضهما البعض سياسياً.. يعني أنا اقول انا اتحادي.. والاتحاديين يقولون أنهم وفديين، وبالتالي العلاقة قائمة ومستمرة وقديمة.

حسناً.. الملاحظ أنه في الفترة السابقة لحزب الوفد منذ زمن زعماء الحزب التاريخيين مروراً بفؤاد سراج الدين ود. نعمان جمعة نلاحظ أنه لا يوجد تنسيق بائن وظاهر بين الاتحاديين وحزب الوفد الا الآن في الفترة التي تتولى فيها سيادتك رئاسة حزب الوفد.. كيف ترى الأمر؟

الحزبين تقريباً ثوابتهم واحدة.. وأفكارهم واحدة.. والاثنان احزاب وحدوية لوحدة وادي النيل.. ونحن لدينا أمل وسيتحقق بإذن الله ان تبقى وحدة وادي النيل مصر شمال الوادي، والسودان جنوب الوادي وحدة شعوب ووحدة مصالح تربطهما.

الكلام عن الوحدة بين شمال وجنوب الوادي تجعلني أسألك مباشرة.. ألا ترى بعد انفصال جنوب السودان ان الوحدة بين شمال الوادي مصر، وجنوب السودان اصبح الضرورة لها الآن ملحة اكثر من اي وقت مضى واصبحنا في امس الحاجة لها؟

نعم.. بالفعل.. فأصلاً نحن أقرب الشعوب العربية لبعضنا البعض.. وأحب شعوب الأرض الى قلب الشعب المصري هم شعب السودان.. وأنا لا أقول كده مجاملة.. ولا عشان أنا موجود الآن هنا في السودان.. بل لأن هذه حقيقة.. وكذلك أنا على يقين تام بأن احب شعوب الأرض الى قلب الشعب السوداني هم الشعب المصري.. وبالتالي نحن أمل قد نحيا.. ربنا اذا اراد أن نحيا لنشهد لحظة التكامل الكامل بين شمال الوادي وجنوب الوادي مصر والسودان.

نحن نعلم بأن سيادتك بالاضافة الى أنك سياسي ورئيس حزب الوفد فأنت كذلك رجل أعمال ناجح.. وصاحب استثمار كبير وناجح في القنوات الفضائية وانت صاحب ومالك قنوات تلفزيون الحياة الفضائية.. فكنت أتوقع وانت رئيس حزب الوفد (المؤمن بوحدة وادي النيل) وفي نفس الوقت لك قنوات فضائية ناجحة كـ(الحياة) كنت أتوقع اول شئ تفعله هو أن يكون لقناتك (الحياة) مكتب هنا في الخرطوم.. ومكتب اقليمي كمان.. كبير ورئيسي وأساسي؟

فعلاً والله هذا أمر مهم.

يعني أنت لكي تتميز عن قنوات دريم والمحور والنهار و(mbc) والتحرير، وأون تي في، وام بي سي مصر، وروتانا مصر، والقاهرة والناس.. يعني لكي تتميز عن كل هذه القنوات المنافسة لك.. المنافسة لـ(الحياة)؟

نحن متميزين عنهم كلهم.. ونحن نمرة (1).. رقم (1) للسنة السادسة على التوالي.. فنحن بعد ستة أشهر من خروج القناة للفضاء ونحن رقم واحد.. لكن انت معك حق.. فعلاً لابد من عمل مكتب في الخرطوم.. ليس هذا فحسب بل لدرجة أننا ايام النظام الأسبق بتاع حسني مبارك كنا فكرنا نعمل بث ومندوبين ليس في السودان فقط، بل كنا نريد ان نبث كذلك لدول حوض وادي النيل التي لا تعرف اللغة العربية.. وكان عندنا طلبة في الأزهر بيدرسوا وبيتكلموا لغة سواحلية.. فبدأنا نفكر في التنفيذ.. لكن وقتها المخابرات منعتنا.

يعني منذ ذلك الوقت.. ماتت الفكرة؟

نعم.. الفكرة ماتت منذ ذلك الوقت.. لكن أنت معك الحق.

الشاهد ان الدكتور السيد البدوي لديه استثمارات في السودان لكنها غير ظاهرة للعيان او غير معروفة؟

مقاطعاً : أولاً أحب أوضح لحضرتك.. نحن في حزب الوفد كنا نريد ان نأخذ ارض في السودان لكي نعمل (توطين) للمصريين في السودان.. وكانت الفكرة أن يتم عمل مجمع.. هذا المجمع يضم داخله أسر سودانية وأسر مصرية تعيش مع بعض وتتصاهر وتنصهر ويحصل الارتباط الأسري زي زمان.. المهم بعض المواقع و بعض الصحف السودانية أثارت المسألة وكأنها إحتلال.. لهذا حرصاً مننا على العلاقة نحن لم نأخذ ولا فدان واحد من الأرض من السودان.. ولن نأخذ.. ولا فدان من الارض من السودان. وسنتجه ان يستصلح شبابنا أرضنا في مصر.

يعني الفكرة كانت غير ما آثارتها أجهزة الاعلام؟

نعم.. الفكرة كلها كانت لا غزو للسودان.. وأنا حريص جداً بأن العلاقة بين كل سوداني مؤيد للنظام الحالي او معارض للنظام الحالي هو شعب.. فأنا علاقتي مع الشعب لا مع الأنظمة.. وأنا حريص على علاقتي مع الشعب.. وبالتالي حريص على ألا يساء فهم او تفسير هذه العلاقة.

حسناً.. نعود لاستثماراتك في السودان.؟

أنا بدأت قبل ان أكون رئيساً لحزب الوفد بإنشاء مصنع للأدوية هنا في السودان.

متى كان ذلك؟

عقب ضرب مصنع الشفاء في العام 2006م.. وعملنا مصنع كبير هنا للأدوية.

من معك شريكك فيه من السودانيين؟

معتصم جعفر سر الختم رئيس اتحاد الكرة السوداني.. وعملنا مصنع أدوية على مستوى عال قبل أن اصبح رئيساً للوفد.. وهذا واجب أحسست بأن واجبي أن اعمله في السودان لأن السودان وقتها كان هنالك حصار شديد عليه.. وأنا عملت هذا المصنع ليس لكي أكسب منه وانما واجب تجاه أهل السودان وخدمة لهم.. وهذا مصنع أدوية.. يعني لا بنعمل مزارع ولا فراخ ولا كلام من ده.. ومشاركين فيه كما قلت لك الدكتور معتصم جعفر سرالختم.. وفعلاً عاملين مصنع كبير هنا في سوبا في المنطقة الصناعية في سوبا.. وعلى فكرة انشأنا في فترة حكم حسني مبارك.. ووقت الحصار على السودان.. ووقت العلاقة السيئة بين مصر والسودان.. يعني وقت كل هذا بدأنا عملنا المصنع.

ده انتو عملتو اختراق؟

نعم.. بالضبط كده.. وحضرتك اذا نظرت لرخصة هذا المصنع تجدها مستخرجة في (2008م) او (2009م) تحديداً.. وبالتالي نحن نظرتنا للسودان.. مش نظرة اننا نأخذ مصلحة من السودان انما نظرة ان نحن نؤدي واجبنا.. نحن كرجال صناعة مصريين هذا واجبنا ان نؤدي خدمة لشعبي وادي النيل لأن هذا التكامل الاقتصادي هو الذي سيزود ويزيد الروابط بيننا وبين بعض.. والمصالح المشتركة فيجب ان تكون هنالك مصالح مشتركة بين الشعوب وليس بين الحكام.. هذه كانت فكرتنا.

وموضوع الأرض؟

الأرض خلاص وقفنا فكرتها بعدما اخواننا في السودان زعلوا، أوقفنا الاجراءات على طول.

لكن.. لابد حضرتك كنا نتوقع منك ان تتنوع استثماراتك وتزيد وتتزايد في السودان حتى يستفيد السودان من خبرتك؟

نحن عاملين مصنع أدوية على مستوى.. يعني مجمع الأدوية ده حيوفر للسودان الكثير.. أصل أنا في الحقيقة عملي صناعة الدواء.. ولنا مصانع في العالم كله.. نحن لنا مصنع في سويسرا.. ولنا مصنع هنا في السودان.. ولنا مصنع في الجزائر.. ولنا، مصنع في المملكة العربية السعودية.. ولنا مصنعين في القاهرة.. أصلي أنا المالك رئيس مجلس ادارة المجموعة المالكة للمصانع، والمالكة لقنوات الحياة.

المجموعة اسمها إيه؟

اسمها سيجما.. والمصنع هنا في السودان اسمه سيجما.

نعم .. ثم ماذا؟

وبالتالي انا ما بفهمش غير في الصناعة.. فالارض الزراعية كان مقصود به ان نحضر الفلاحين المصريين هنا ليعيشوا في السودان.. يعني مش احتلال السودان.

الناس فهموا ذلك عودة للاقطاع والاقطاعية؟

والناس فهمت ان ده دستور الوفد.. ودستور الوفد هو الاستيلاء على السودان.. عمروا ما كان ده دستور الوفد ابداً.

حسناً.. في النهاية.. ماذا نستطيع ان نقول عن مخرجات هذه الزيارة.. مع المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم).. ومع حزب الأمة القومي.. ومع الحزب الاتحادي؟

انا لو كان عندي وقت لكنت زرت جميع الأحزاب لكن للأسف وقتي كان ضيقاً للغاية.. والأحداث في مصر سريعة جداً.. وما كانش عندي غير (24) ساعة.. فحبيت أوصل لأنه يوجد بعض وسائل الاعلام مصر تعرضت لمواقف السودان.. فحبيت ان اقول ان هذا ليس موقف الشعب المصري.. وحبيت أشرح حقيقة ما يدور على أرض مصر.. وحقيقة ما تم في مصر منذ الاعلان الدستوري الذي صدر في (22) نوفمبر حتى يوم (30) يونيو.. وحتى اليوم.. فأطلعت الأحزاب المذكورة التي التقيت بها وبقادتها اطلعتها على كل ذلك.

حسناً.. مع الحزب الحاكم (المؤتمر الوطني).. ألم تتطابق وجهة نظركم حول ما حدث في مصر؟

المؤتمر الوطني انا اطلعته على أمور أنا كنت طرفاً فيها، وأن ما حدث في مصر هو ثورة حقيقية بجميع المقاييس.. ثورة متطابقة تمام التطابق من حيث الشكل مع ثورة (25) يناير.

ومن حيث الحشد؟

من حيث الحشد جميع الملايين الذي نزلت في (30) يونيو تفوق أضعاف مضاعفة ما حدث في (25) يناير.. في (25) يناير انتقلت السلطة كاملة للقوات المسلحة أي ان الحكم كان عسكرياً.. ولكن في (30) يونيو انحاز الجيش الى ثورة الشعب وتسلم السلطة رئيس مدني وحكومة مدنية والجيش ليس طرفاً بينما القائد العام فقط وزيراً في حكومة مدنية.. وبالتالي لأنني أرى أن كل الشعب السوداني يمكن مشاهدته لقناة الجزيرة عالية (أنا والله لأول مرة أشاهد قناة الجزيرة هنا وانا في السودان).

ما شاهدت فيها؟

شاهدت تدليس كبير جداً وقلب للحقائق بشكل كبير جداً.. في دولة اسمها السودان.. أقول دولة السودان.. أقول دولة عظيمة اسمها السودان.. الدولة مش مجرد انا عندي شوية فلوس بقيت دولة.. لا.. الدولة شعب له تاريخ.. وله حضارته.. وله ثقافته.. ما تقدرش مهما امتلكت من أموال ان تشتري تاريخ.. مهما امتلكت من أموال ان تشتري حضارة.. فهي زي ما أنا دائماً بقول.. لاتستطيع اي جهة ان تنشر الفوضى في مصر.. ومصر دولة كبيرة.. دولة قوية عصية على الفوضى.. شعبها متماسك تماسك كبير جداً.. وقادرين رغم الخلافات الموجودة على الساحة الآن في النهاية قادرين كشعب واحد مهما اختلفنا فيما بيننا سياسياً الا أننا قادرين كشعب واحد ان نتعامل فيما بيننا مرة أخرى.

لكن لماذا.. هذا الخلاف الكبير والعميق بين المصريين سياسياً؟

اريد ان اؤكد من خلال هذا الحوار أيضاً ان الخلاف ليس خلافاً حول الشريعة وليس خلافاً حول الدولة الاسلامية والدولة العلمانية.. حزب الوفد هو حزب ليبرالي محافظ.. مبادئه هي الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع.. نرفض الدولة العلمانية التي تفصل بين الدين والدولة.. كما نرفض أيضاً الدولة الدينية الثيوقراطية.. هذه ثوابت الوفد المعلنة منذ تاريخه.

نعم.. ثم ماذا؟

سعد زغلول كان أزهري.. وكان اسمه الشيخ سعد زغلول.. والنحاس باشا كان رجلاً صالحاً وأصلح من أي رجل.

ودول زعماء الوفد؟

ودول زعماء الوفد.. الشيخ الشعراوي كان احد قيادات الوفد.. وانضم للأخوان المسلمين واشترك مع حسن البنا في بداية تأسيس الأخوان المسلمين.. ثم كتب مقالاً يمتدح فيه النحاس باشا رئيس الوفد.. فإستدعاه حسن البنا وعنفه على كتابة هذا المقال فقال له الشيخ الشعراوي انا امتدحت هذا الرجل لأن هذا الرجل هو أقرب الى شرع الله.. وهو رجل صالح.. ورجل وطني.. فقال له حسن البنا هذا الرجل العقبة الأساسية والرئيسية أمامنا فلو قضينا عليه لسبقنا على المصرين جميعا.. في هذا التاريخ استقال الشيخ الشعراوي من الأخوان المسلمين وانضم لحزب الوفد.. وكان ابناء النحاس باشا.. وبالتالي ليس حرباً وليس خلافاً بين الشريعة واللا شريعة.. ولكنها خلاف سياسي.. حزب سياسي أو فصيل سياسي تولى ادارة أمور وفشل في ادارة امور البلاد، وغضب الناس والشعب، والذين انتخبوه هم الذين ثاروا ضده.. والحقيقة ما حدي يدعى أنه من خرج الـ(33) مليون.. لا جبهة الانقاذ، ولا حزب الوفد، ولا حركة تمرد.

اذن من الذي اخرج الـ (33) مليون؟

هو سوء ادارة البلاد على مدار (12) شهراً.. وهو ده الذي اخرج الـ(33) مليون مصري يوم (30) يونيو.

حسناً.. في النهاية.. كيف تنظر لمستقبل مصر خلال الفترة القادمة؟

الفترة القادمة والقريبة جداً.. الحل لن يكون حلاً أمنياً فقط.. هنالك الآن حرب مع الارهاب في سيناء.. هذه حالة حرب حقيقية بين القوات المسلحة المصرية وشرطة مصر وجماعات ارهابية قدمت إلينا من بلدان غير مصرية.. وايضاً نواجه معركة عنف.. وأحداث عُنف في الداخل.

وبعد ان تنتهي هذه الأحداث.. كيف ترى الأمر؟

نعم لكن في النهاية بعد ان تنتهي هذه الأحداث وينبذ الجميع العنف، لابد من حل سياسي.. فالحل الأمني وحده لا يمكن ان ينتهي لحل جذري للمشكلة.. لكن لابد من حل لا يعفي من المسؤولية الجنائية.. فمن ارتكب مسؤولية جنائية يحاكم أمام قضاء مصر العادل الا ان يبرأ.. ومن يدان يُعاقب.

اخيراً ونحن في ختام هذا الحوار.. هل الاخوان المسلمين سيكونون جزءاً من المشهد السياسي القادم في مصر.. والرئيس الأسبق حسني مبارك بعد ان تم اطلاق سراحه بالاقامة الجبرية؟

الرئيس حسني مبارك عنده الآن حاجة وثمانين سنة خلص.. ثورة (25) يناير ضد الرئيس حسني مبارك.. وثورة (30) يونيو كذلك ضد الرئيس حسني مبارك، وضد نظام الاخوان المسلمين.. يعني لم تكن تأييداً لنظام ما قبل (25) يناير، لكن الاخوان المسلمين تم حلها في عهد الدكتور محمد مرسي وقبلها في سنة 1954م بقرار من مجلس الثورة وطعنوا امام المحكمة الادارية في سنة 1982 وتم البت في الطلب في يونيو في العام الماضي 2012م في عهد الرئيس مُرسي وقضى في البت في الطلب بحلها.

اذن هي محلولة؟

أيوة محلولة.

صحيفة أخبار اليوم

[/JUSTIFY]
Exit mobile version