عبد اللطيف البوني

وداعا فنطوط النفط

[JUSTIFY]
وداعا فنطوط النفط

عندما بدأت صناعة النفط في السودان ظهرت الكثير من الكتابات التي تستشرف حقبة النفط في السودان ودارت كلها حول السؤال هل النفط نعمة ام نقمة؟ فكان الحديث عن نفط تلك التي (لحقها امات طه بإشاعة الفساد فيها) وتلك الدول التي انتقلت من المجتمعات البدوية إلى دول الرفاهية وتلك التي حولها النفط إلى دول صناعية متقدمة واخرى جلب عليها كل كوراث الدنيا . مجمل الكتابات كانت تدور في فلك التحذير (التقول انتاج السودان عشرة ملايين برميل في اليوم).
*اها اليوم رجعنا للمربع أو على الاقل انتهى الشوط الاول من لعبة السودان النفطية وكدنا أن نصبح (يا مولاى كما خلقتني) ويمكننا أن نكشف ما اذا كان النفط نعمة ام نقمة على السودان . سيكون من الجحود اذا قلنا إن السودان لم يستفد من نفطه ولو بشروي نقير، فقد كفانا النفط شر الصفوف امام محطات الخدمة النفطية وعدل ميزان المدفوعات ولكنه من جهة اخرى اصاب البلاد بالداء الهولندي فجعل موارد البلاد الزراعية والحيوانية والمعدنية الاخرى في (الكرنتينة) ومع عوامل اخرى كثيرة زعزع النفط البلاد وأفقدها وحدتها ورشحها الآن لحرب ثانية كما انه النفط- خرب بعض الاخلاقيات (وأنا ما بفسر وانت ما تقصر).
*طيب , الآن النفط دخل في اجازة قد تكون مفتوحة أو مؤقتة، فآبار الجنوب حتى ولو اعيدت للخدمة تحتاج إلى زمن، فعلى دولتي السودان أن تعيدا النظر في اوضاعهما الاقتصادية من جديد . على دولة السودان أن تعود لمواردها القديمة، زراعية كانت ام حيوانية، تلك الموارد التي تعاملت معها حكومة السودان بعقوق شديد فلم تصرف عليها من النفط لا بل مارست في بعضها سياسات اضرت بها . اما دولة جنوب السودان وهي دولة (ع الزيرو) اي بادية من الصفر والآن اوقفت نقاطة النفط فيمكنها أن تستثمر المساعدات التي وعدها بها رعاتها فيما يقيم لها شأنا اقتصاديا، فالجنوب غني بالموارد الطبيعية وهي موارد خام.
*الحمد لله ما زال في (حَلة البترول) ـ بفتح الحاء ـ باق في البلدين يلامس تغطية الحاجة المحلية، وهذة نعمة في الشمال وفي الجنوب، فبراميل النفط المتبقية في البلدين اذا احسن توجيهها إلى التنمية يمكن أن تفعل شيئا . ولكن السؤال متى ينصرف البلدان للتنمية وما زالت الحرب الكلامية بالاضافة لحرب جزئية في النيل الازرق وجبال النوبة (مدورة) بين البلدين ؟المطلوب من البلدين , عفوا خلونا نقول السودان حتى لا نتهم بالتدخل في شؤون دولة اخرى فلنقل المطلوب من بلدنا الفضلت هذه أن تنسى حكاية النفط هذه وتعتبره طفلا قد سلف (وليجعله ذخرا وفرطا لنا ويخلف علينا بخير منه آمييين) وتعود لمواردها القديمة ولكن برؤية جديدة فلتكن فائدتنا من النفط انه رفع سقف توقعاتنا وعرفنا بعالم آخر ولم يدخلنا فيه (وان كان في شوية ناس دخلوا ذلك العالم المخملي) . ولكن ما رأيكم لو بدأت المرحلة الجديدة بمعرفة ماذا قدم النفط؟ وماذا اخذ؟ ولو ظهر لنا نفط جديد ماذا يمكن أن نفعل به؟ اما الانحرافات النفطية فهذا موضوع آخر . فقوموا إلى مواردكم القديمة وطولوا بالكم يرحمكم الله.

[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]