الهولوكست في السودان (2-2)
بالأمس تحدثنا عن التحقيق الموضوعي الذي اجراه الزميل الأستاذ عطاف محمد مختار حول تدريس “الهولوكوست” بمدرسة الاتحاد العالمية بالخرطوم (اليونتي) فكشف هذا التحقيق المناهج المتقدمة وطريقة التدريس المتطورة التي تعمل بها تلك المدرسة، وليت القائمين على امر التعليم في بلادنا وهم يعقدون مؤتمرا عن التعليم في السودان لجأوا لتلك المدراس الاجنبية الموجودة في قلب العاصمة ويدرس بها تلاميذ سودانيون (بس اولاد راحات)، ليت خبراء التعليم لجأوا لها ليستفيدوا منها في تطوير مناهجنا التعليمية المتخلفة والمتكلسة كما اعترف قادة العملية التعليمية في مؤتمرهم المهم والأخير والذي ترجع اهميته إلى انه دق ناقوس الخطر واثبت أن طرائقنا في التدريس (زمانها فات وغنايا مات)، حتى محتويات المنهج ليست بأحسن حالا، عليه فإن المدارس بهذه الطريقة قد اصبحت اماكن لصناعة التخلف وبالمناسبة ليست جامعاتنا بأحسن حالا وهذه قضية اخرى.
عودة لموضوع “الهولوكوست” فقد ذكرت بالأمس خطفا أن عدم وجوده في مناهجنا التعليمية يعتبر منقصة فمذابح “الهولوكوست” المنسوبة للنازية الالمانية كجلاد واليهود كضحايا بغض النظر عن درجة صدقها من كذبه غيرت التاريخ البشري في كثير من اوجهه سلبا وايجابيا، فمن ناحية سلبية استغلها اليهود استغلالا بشعا فأقاموا دولتهم الظالمة على انقاض دولة اخرى وهي فلسطين بحجة انها ارض الميعاد وبحجة أن حماية اليهود تستلزم أن يكون لهم وطن مستقل، فكان قدر عرب فلسطين أن يدفعوا ثمن جرم لا يد لهم فيه، اما الوجه الايجابي من دعاية “الهولوكوست” فهو انها عمقت مفهوم حقوق الانسان بحفظ حقوق الاقليات، وهذا الامر استفاد منه حتى المسلمين الذين هاجروا لبلاد الغرب فيما بعد، وما احداث الحادي عشر من سبتمبر 2002 تلك التي وقعت في نيويورك وواشنطن والمنسوبة لقاعدة أسامة بن لادن إلا محاولة لمصادرة تلك الحقوق وهذه قضية اخرى.
كراهية هتلر لليهود وقتله لهم امر ثابت ليس في التاريخ اليهودي بل في التاريخ الالماني واستخدام الافران في القتل الجماعي هو الآخر امر ثابت، ولكن اختطاف هذا الحدث وتضخيمه واستغلاله لظلم الآخرين واعتبار انكاره او حتى التقليل من شأنه جريمة يحاسب عليها القانون هو الامر المرفوض، فاليهود ليسوا اول شعب يتعرض للقتل وليس آخر شعب كذلك، فالحربان الكونيتان الأولى والثانية مات فيها عشرات الملايين وفي داخل اوربا قبل ذلك اقتياد الافارقة قسرا من قارتهم إلى الدنيا الجديدة (امريكا) افقد القارة اكثر من مائة مليون نفس مات معظمهم في المطاردة والترحيل ومن سوء المعاملة بعد الوصول. فالسؤال هنا لماذا وكيف استغل اليهود حادثة “الهولوكوست” وتاجروا بها وربحت تجارتهم على الاقل حتى الآن؟.
الفيلسوف الكبير روجيه جارودي في كتابه (الأساطير المؤسسة لدولة اسرائيل) كشف أن اليهود بالغوا كثيرا في تقدير حجم ضحايا “الهولوكوست” فالعدد اقل بكثير مما ذكر وإلى هذا ذهب كثير من المؤرخين الموضوعيين اما نكران وقوع “الهولوكوست” نهائيا كما فعل الرئيس الايراني احمدي نجادي فلا يمكن قبوله لانه يحتاج لدليل. فليت منظمة الثقافة للمؤتمر الإسلامي أو الجامعة العربية اعادت النظر في موضوع “الهولوكوست” وعالجته معالجة موضوعية بدلا من انكاره او السكوت عنه لان اليهود استغلوه استغلالا لئيما (افتكر ما في داعي نطالب بأن يبادر السودان بذلك).
[/JUSTIFY]
حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]