الطاهر ساتي
قبل الرجوع .. لاتنسى أحزانهم …!!
** ولكن منذ كم يوم بدأ البعض يهمس متوجسا للبعض الآخر بنبأ يطل عبر الصحف بحياء بين الحين والآخر مفاده : ان مولانا الميرغني لن يبقى فى البلد ويتأهب للمغادرة مرة أخرى بعد انتهاء مراسم عزاء شقيقه الفقيد أحمد الميرغني ، عليه رحمة الله .. هكذا النبأ الذي هم منه يتوجسون ، ولكي أكون دقيقا في تسمية الأشياء باسمائها ، فان المتوجسين من رجوع مولانا الميرغني إلى حيث كان هم فريق من أنصاره وفريق من الحكومة ، فالأنصار يريدون بقاءه من أجل الحزب والبركات ، والحكومة تريد بقاءه لتقوية الجبهة الداخلية ضد مخاطر القوى الإمبريالية والصهيونية العالمية والأجندة الإسرائيلية وغيرها من أنواع البعاتي الذي يرعبون به الشعب السوداني منذ فجر الاستقلال .. توجس الفريقين في تقديري مشروع ، وربما بقاء مولانا الميرغني يقوي مؤسسية الحزب ويضخ في أجهزته البركات والخيرات ، كذلك ربما بقاؤه يساعد الحكومة فى صد تلك المخاطر .. ربما ..!!
** وكما تعلم صديقي القارئ ، فان بقاء مولانا الميرغني أو عودته شأن يخصه شخصيا فقط ، وطبعا لن يتخذ قرار البقاء أو العودة بأمر الحزب الاتحادي أو بتوجيه الحكومة ، مولانا نشأ حرا بلا أي قيود حزبية من شاكلة المؤسسية والأجهزة وقرارات المكتب السياسي وغيرها من خزعبلات الأحزاب السياسية الأخرى ، وكذلك مولانا أكبر من أية حكومة توجهه بالبقاء أو العودة .. ولذلك مضيعة للوقت والجهد أن نناقش البقاء أو العودة كقضية ، اذ هي قضية لاتقبل النقاش عند مولانا ، لا داخل أجهزة حزبه ولا في مجلس وزراء الحكومة .. مولانا اتخذ القرار مسبقا قبل أن يصل مطار الخرطوم ولن يتراجع مطلقا ، وليس على أماني الحزب والجماهير والحكومة إلا السمع والطاعة …!!
** أيا كان القرار ، ذهابا أوبقاءً .. نعيد إلى ذاكرة من يهمهم الأمر ، وطبعا مولانا منهم ، بان الحزب الاتحادي كان قد كسب دوائر انتخابية بدارفور في الديمقراطية الأخيرة ، أذكر منها دائرة كاس التي ترشح فيها المرحوم منصور عبد القادر منصور ، توفي قبل شهر عليه رحمة الله ، و دائرة كبكابية التي ترشح فيها المرحوم نور الدين محمد أحمد ، توفي بعد الانقاذ وسفر مولانا .. وتلك الدوائر وغيرها تأثرت بالحرب ، واستشهد بعض أهلها ونزح البعض الآخر .. وإن لم تكن الفطنة السياسية ، فان الواجب الديني يقتضي بأن يذهب مولانا الى الأهل هناك ويترحم على موتاهم ويتفقد أحوال نازحيهم .. أو هكذا يفعل رجال الدين وزعماء السياسة في بلاد الآخرين .. وذاك الواجب أيضا يقتضي بان يذهب مولانا الى بورتسودان وأمري وغيرها من الدوائر التي كانت تسمى بالمقفولة لسيادته ، ويترحم على الشهداء ويتفقد أسرهم .. البسطاء أيضا يتألمون كما الزعماء حين يفقدون عزيزا لديهم ، ويترقبون من يشاطرهم أحزان الفقد ، وفعل كهذا من مولانا بالتأكيد سيخفف عليهم آثار الفقد وسيؤكد لهم بأن زعيمهم يحبهم ويحترمهم .. أو هكذا العلاقة بين الراعي والرعية في بلاد الآخرين …!!
** تلك مجرد نصيحة لمن يهمه الأمر .. وأتمنى ألا يخرج علينا الأخ علي نايل بتعقيب فحواه : مولانا ما محتاج لنصيحتك وما منتظر زول زيك ينصحو .. أتوقع تعقيباً كهذا ، فالسماء لاتمطر ذهباً ولكن تعقيباً كذاك قد يمطر …« بعض الرضا » …!!
إليكم – الصحافة الثلاثاء 11/11/2008 .العدد 5527
tahersati@hotmail.com[/ALIGN]