هنادي محمد عبد المجيد

وبالوالدين احسانا 1‏

وبالوالدين احسانا 1‏
البِرُّ لُغة : الصدق والطاعة والصلاح ، وهو ضد العقوق .
البِرُّ شرعاً : الإحسان إلى الوالدين ، وطاعتهما فيما أمر الله من معروف ، وإكرامهما وكسب رضاهما ، والتفاني في خدمتهما ، والعطف عليهما ، والرفق بهما ، والرعاية لأمرهما ،وعدم الإساءة لهما ، ورفع الأذى عنهما ،، قال النبي صلى الله عليه وسلم :{ البِرُّ حُسنُ الخُلُق } ووردتْ في القرآن الكريم ما لا يقل عن الستة آيات تحث على بر الوالدين والإحسان إليهما ،، قال تعالى : [ وَاْعْبُدوا اللَّه وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِديْنِ إِحْسَاناً ] النساء ٣٦ وقال : [ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شْيْئاً وَباِلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ] الأنعام ١٥١ ،،وقال النبي صلى الله عليه وسلم : { من سرَّه أن يُمَدُّ له في عمره ، ويُزاد في رزقه فليَبر والديه ، وليصل رحمه } .
وقال النبي : { لا يزيد في العمر إلا البر } وقال الحُكماء : إن البر وصلة الرحم تطيل العمر وتُكثِر الأموال وإن كان القوم فِجارا .
يقول ابن مسعود رضي الله عنه : ” خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجنا معه حتى انتهينا إلى المقابر فأمرنا فجلسنا ، ثم تخطينا القبور حتى انتهينا إلى قبر منها ، فجلس إليه فناجاهُ طويلاً ، ثم ارتفع نحيب رسول الله صلى الله عليه وسلم باكياً فبكينا لبكائه ،، ثم قال : { استأذنت ربي في أن أستغفر لهم فلم يؤذن لي ، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي } “، وذات يوم جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبسط لها رداءه فجلست عليه ، فسألوا عنها : من تكون ؟ فقيل : هذه أُمُّه التي أرضعته
وذات مرة كان النبي جالساً فأقبل أبوه من الرضاعة فوضع له بعض ثوبه فقعد عليه ، ثم أقبلت أمه من الرضاعة فوضع لها شق ثوبه من جانبه الآخر فجلست عليه ،ثم أقبل أخوه من الرضاعة ،فقام النبي وأجلسه بين يديه .
* ائتني بشيء من الجنة !! قال لقمان لإبنه : ائتني بشيء من الجنة ، فأسرع وأتاه بحفنة من التراب ،وقال له : هذا تراب من تراب الجنة ، فقال لقمان : من أين جئت به ؟ قال :من تحت قدمي أمي ،،* جلس النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه يحكي لهم قصة رجل من التابعين اسمه ( أُوَيْس) فقال : إن خير التابعين رجل يُقال له أُويْس ،وله والدة وكان به بياض ،فمروه فليستغفر لكم ،، طارت الكلمات لتستقر في فؤاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،فكان إذا أتى عليه وفد من أهل اليمن سألهم أفيكم ( أويس بن عامر ) ؟ حتى أتاه أويس ،فقال : أنت أويس بن عامر ؟ قال : نعم ، فقال عمر : من مُراد ثم من قرن ؟ فقال : نعم ،، فقال عمر رضي الله عنه : كان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم ؟ قال : نعم ،، فقال عمر رضي الله عنه : لك والدة كنت بها براً ؟ قال : نعم ،، فقال عمر رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ،ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم ،له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره ،فإن استطعتم أن يستغفر لكم فافعلوا ، ثم قال له عمر رضي الله عنه : فاستغفر لي ،فاستغفر له ، ثم قال له عمر أين تريد ؟ قال الكوفة ، فقال عمر ألا أكتب إلى عاملها ؟ قال أويس: أكون في ضعاف الناس أحب إلي ،فقد جعل بر الوالدين أويسا في درجة رفيعة عند الله عزوجل ، لدرجة أن الصحابي الجليل الفاروق رضي الله عنه أحد العشرة المبشرين بالجنة يطلب منه أن يستغفر له .
* رفيق موسى عليه السلام في الجنة : سأل نبي الله موسى ربه وقال : يا رب أرني من رفيقي في الجنة ؟ فأوحى الله سبحانه وتعالى إليه وقال :[ يا موسى أول رجل يمر عليك من هذا الطريق فهو رفيقك في الجنة ] ،، ومرَّ عليه رجل ،وسار موسى عليه السلام وراءه يريد أن يفهم ويعلم ماذا يصنع هذا الرجل حتى أُعطي رفقة الأنياء في الجنة ؟ وإذا بالرجل يدخل بيتا ويجلس أمام امرأة عجوز ،ويخرج قطعا من اللحم فيشويها ويضعها في فم العجوز ،ويسقيها الماء ويخرج ، فسأله موسى عليه السلام : من هذه بحق الله عليك ؟ والرجل لا يعلم من السائل ، فقال له إنها أمي ، فقال موسى عليه السلام : أو تدعو لك ؟ فقال الرجل : إنها تدعو لي بدعوة واحدة لا تُغيِّرها ،إنها تدعو لي قائلة : اللهم اجعل ابني مع موسى بن عمران في الجنة ،، فقال له موسى عليه السلام : أبشر فقد استجاب الله دعاءها ،وأنا موسى بن عمران .
غدا بإذنه تعالى لنا قصص أخرى بديعة وعجيبة عن بر الوالدين ، لنا لقاء

هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]