عبد اللطيف البوني

شوية كديبة


[JUSTIFY]
شوية كديبة

يبدو أن كثيرا من المواضيع التي نتعرض لها لا تعدو إثارتنا الخاطفة إياها أن تكون مجرد فتح باب للنقاش؛ لذلك يمطرنا القراء الأعزاء بتداعيات تقوم بدور الكديبة لتناولنا المر بضم الميم- وأهل البيئات الزارعية يطلقون على إزالة الحشائش للمرة الأولى اسم المر ولا بد من أن تترك بعض الحشائش لتأتي الكديبة وهي الحشة الثانية لتكمل النظافة ونحن بدورنا نحول كديبة القراء وهي لا تقل أهمية عن حشتنا المرة إلى برلمان القراء على حسب اللائحة الداخلية للإدارة، ولكننا اليوم سوف (نرضع فوق الصرار) وننشر بعض التعقيبات هنا (سجن سجن وغرامة غرامة).
*التعقيب الأول من الأستاذ عادل طه، وعادل اقتصادي كبير كثيرا ما يتحفنا ضمن آخرين بتعليقاته الراقية فاليوم تناول موضوع ارتفاع الدولار قائلا:
سعر الدولار في السوق الموازي (البنوك التجارية والصرافات) يزيد بهامش بسيط عن السعر الرسمي، ولهذا فإن السعر في هذا السوق معقول جدا، إضافة إلى توفر رصيد مقدر ومعتبر من العملة الصعبة في هذا السوق نتيجة لأن البنك المركزي تمكن من ضخ قدر وفير من العملة الصعبة لتتمكن البنوك والصرافات من ممارسة الدور المنوط بها. وأتمنى مخلصا أن تتمكن الحكومة من الحفاظ على هذا الوضع المعقول والمناسب بالنسبة لاحتياطي البلاد من العملة الصعبة وأن تستمر في تزويد السوقين الرسمي والموازي معا برصيد كاف وواف من العملة الصعبة. وأوافقك القول ودون تردد أن في مقدمة الحلول المطلوبة لعلاج الشح في العملة الصعبة هو أن تسيطر الدولة باعتبارها المستخدم الأكبر والأعظم للعملة الصعبة على الطلب الحكومي لتلك العملة. ودمتم في رعاية الله و حفظه.
*أما موضوع أبناء على طريق الآباء الذي تطرقنا فيه لإشراك بعض الآباء أبناءهم معهم في عمليات الفساد عن طريق إنشاء الشركات الوهمية للاستفادة من موقع أو اسم الأب في النشاط إياه فقد حظي بردود كثيرة ولعل رد تناول الأستاذ الشفيع أحمد الطاهر يلخص الكثير إذ جاء فيه
إن طريقة إثارتك لهذا الموضوع في حد ذاتها تستحق الإشادة لأنك فطنت إلى جانب يعكس التردي حتى في عمليات الفساد والإفساد وكما تفضلت فإن الأب يحرص دائما على إبعاد أبنائه من ممارساته الملتوية ولكن مفسدي هذا الزمن يشركونهم معهم وذلك راجع إلى أن هؤلاء ولغوا في ذلك النشاط لدرجة مات فيها عندهم الحياء وأصبحوا لا يفرقون بين السترة والفضيحة، وأصبحوا لا يفرقون بين التحايل على قوانين الدولة وقوانين العدالة العامة التي يحرسها الضمير وأنهم تطبعوا مع الفساد لدرجة انطباق قوله تعالى عليهم (كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه…) الآية؛ لذلك فإنني أرى أن مكافحة الفساد فيها إنقاذ لهؤلاء الغافلين قبل استرداد حق هذا الشعب المسكين،
ويلخص الموضوع القارئ الكريم صديق أحمد قائلا:
أشكرك على كتاباتك الجميله. أخي العزيز الشيء البيحير الناس دي كانت مخبية الفساد دا كله وين؟ واحد من اتنين إما أن العفة والطهارة الزمان دييك كانت خادعة يعني فشنك، أو أن الشعب السوداني أصابته عواصف فساد عاتيه، أو الاثنين معا. الناس بقت تاكل حق الناس وعينهم ما بترمش. في عام 2001 عدت إلى السودان وجدت بعضهم بيسرق السفنجات والأحذية من المصلين في المساجد، عرفت أن بلادي قد انتهت، بعد فترة عرفت أن الموضوع أسوأ من ذلك بكثير. وربنا العلي القدير يعينا على فقدنا الجلل.
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]