الطاهر ساتي

دولة الجنوب والدعم غير الخفي

[JUSTIFY]
دولة الجنوب والدعم غير الخفي

نظام الفريق سلفاكير بدولة جنوب السودان لم يتعلم الدروس من أنظمة دول الجوار الأفريقي والعربي، نعم، النظام التشادي ظل يدعم الحركات المسلحة حينا من الدهور حتى اكتشف أنه ليس من السهل تغيير نظام الحكم بالسودان بالقوة العسكرية، وكذلك الخرطوم ليست انجمينا بحيث يمكن السيطرة عليها بالغزو الأجنبي، فتاب عن الدعم وبنى علاقة جوار حسن مع السودان، ويستفيد منها الشعبان حالياً، وكذلك النظام الحاكم بأثيوبيا، بحيث ظل يستقطع من قوت شعبه الفقير أثمان سلاح وغذاء ودواء الحركات المسلحة، ومع ذلك عجزت عن احتلال كسلا، ناهيك عن الخرطوم، فراجع النهج العدائي واستبدله بنهج الجوار الحسن، وفي هذا وجد ما ينفع شعبه، ثم النظام الأريتري، لم يشذ عن الآخرين، وفتح من المعسكرات للحركات المسلحة ما لا يعد ولا يحصى على حساب شعبه الفقير، ولم يكسب شعبه غير المزيد من الفقر والنزوح إلى السودان، فتراجع عن ذلك وأسس علاقة جوار طيب، وفي الجوار الطيب وجد (راحة البال)، وكذلك نظام مبارك بمصر، إذ ظل يحتضن كل أنواع المعارضة السودانية حتى انهار بثورة شعبية قبل أن يغير نظام الحكم بالخرطوم، أي كما حال نظام القذافي بليبيا، هكذا تجارب حكومات دول الجوار مع الحكومة السودانية، ومع ذلك لم تتعظ حكومة دولة الجنوب.
** ليس من الحكمة أن تشغل حكومة جنوب السودان شعبها وتغطي عجزها عن توفير التنمية والاستقرار بالعداء للسودان، فالمواطن الجنوبي لا ناقة له في النظام الحاكم السودان ولا جمل في الحركات التي تحارب هذا النظام، وهو مواطن مرهق بالحرب والفقر ومشاوير النزوح والعودة والصراع القبلي، أي (الفيهو مكفيهو)، ولذلك لن يحتمل من حكومته هذا العداء غير المبرر الذي يتجلى بوضوح في دعم الحركات المسلحة بالنيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور، نعم هذا العداء السافر – وغير المخفي في مسارح العمليات – غير مبرر، فالجنوب نال انفصاله – أو قل استقلاله – بموافقة الحكومة السودانية الحالية، وهي ذات الحكومة التي اعترف بالجنوب – دولة مستقلة وذات سيادة – قبل عزف السلام الجنوبي وقبل تنزيل العلم السوداني في ميدان الحرية بجوبا، فماذا يريد نظام سلفاكير؟ هكذا يتساءل أهل الجنوب، وكذلك أهل الشمال، وهم يتابعون معارك جنوب كردفان، فالبنادق جنوبية حتى ولو تدثرت بثياب قطاع الشمال، وكذلك الأجندة جنوبية ولو تزملت بثياب الحلو وعقار وعرمان، وجنوبية تعني (دولة الجنوب الأجنبية)، وليست تلك الولايات التي كانت سودانية.
** نعم يخطئ نظام سلفاكير لو ظن أن الحركة الشعبية بعد الانفصال لا تزال في أذهان ونفوس أهل السودان هي ذات الحركة الشعبية التي كانت قبل الانفصال، بحيث تجد بعض العطف أو بعض الصمت من أهل السودان حين تخطئ و(تتحامق)، لا، تلك سنوات مضت بخيرها وشرها، إذ كانت حركة سلفاكير البارحة سودانية ولكن حركة حكومته اليوم جنوبية، يعني بالواضح كدا (أجنبية)، ولذلك أي دعم أو عدوان – لوجستيا كان أو إعلاميا أو سياسيا – يهدد أمن وسلام السودان لن يجد من أهل السودان – حكومة وشعبا ومعارضة وطنية – غير الرفض ثم نهج (رد العدوان)، لست من دعاة الحرب، ولكن الدعوة لصد أي عدوان أجنبي – جنوبياً كان أو إسرائيلياً – جهيرة وبلا حياء، أي يجب على حكومة دولة الجنوب أن ترفع يدها – دعما عسكريا كان أوغيره – عن كل ما هو (شأن سوداني)؛ فالحكومات الرشيدة هي التي تصالح الأطراف المتحاربة في دول الجوار وغيرها، وهناك فرصة لحكومة الجنوب أن تكون حكومة رشيدة، أي تحث أطراف الصراع في السودان إلى الحوار والتفاوض بحيث يتحقق السلام بجنوب دارفور والنيل الأزرق ودارفور، ولكن بدلا عن الدعوة إلى الحوار والسلام، لا تزال حكومة دولة الجنوب تلعب بشرارة الحرب في جنوب كردفان، وتلك شرارة لو اشتعلت فلن تنعم المنطقة بما فيها عاصمة الدولة الوليدة- بالسلام.

[/JUSTIFY]

إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]