من عجائب الأقدار
وكان المنصور اعتقله حنقاً لجرم استعظمه منه. فلما قرأها اشتد غضبه وقال: «ذكرتني والله به ـ وأخذ القلم، وأراد أن يكتب: «يصلب» فكتب: «يطلق» ورمى الورقة إلى وزيره المذكورـ وأخذ الوزير القلم وتناول الورقة، وجعل يكتب بمقتضى التوقيع إلى صاحب الشرطة، فقال له المنصور: ما هذا الذي تكتب؟ قال: بإطلاق فلان، إلى صاحب الشرطة، فغضب وقال: من أمرك بهذا؟ فناوله التوقيع.
فلما ناوله قال: وهمت، والله ليصلبن، ثم خط على التوقيع، وأرد أن يكتب يصلب فكتب يطلق، وأخذ الوزير التوقيع وشرع في الكتابة إلى الوالي، فرآه المنصور، فأنكر أكثر من المرتين الأوليين، فأراد خطه بالإطلاق فلما رآه عجب من ذلك وقال: نعم يطلق على رغمي، فمن أراد الله إطلاقه لا أقدر انا على منعه.
٭ وهذه حكاية أخرى حدثت أثناء الحرب العالمية الأولى والجيش العثماني كان حينها مشاركاً.. ويقال إنهم استعدوا لمعركة يتوقعونها مع الاعداء.. واخذ كل جندي وضابط منهم موقعه .. وحفر كل منهم خندقه حسب المستطاع. وصادف أن مر بهم القائد ليشاهد صفاتهم ومواقعهم. فاعجبه موقع واحد منهم، فقال للذي فيه: تحول عنه، وأقام فيه واحداً من احباء واعزاء القائد فتحول صاحب الخندق مكرها إلى آخر.. ولما دارت رحى المعركة، وصب العدو نيران مدافعه، جاء قذيفة كبيرة فنزلت في الموقع الذي تحول منه صاحبه، وذهبت بعزيز القائد من أول طلقة.. وسلم ذاك الذي خرج أو أخرج منها مكرها وعاش آماداً بعيدة.. سبحان الله
{ وحكايات يومية أيضاً أقرب للخيال فيقال لك في سفريات البصات في الطرق السريعة.. ان فلاناً نزل من البص في اللحظات الأخيرة وقد يكون آخر غضبان لأن ذلك البص فاته بدقائق لكنها آجال ولكل أجل كتاب، حيث يكون البص قد انقلب ومات بعد ذلك عدد كبير من ركابه.وحكاية أخرى ذكرت أن بصاً قد انقلب في الطريق السريع فنجا كل الركاب إلا الذي حاول القفز منه فلقي حتفه. { لقمة بلقمة كان لامرأة ابن فغاب عنها غيبة طويلة وآيست من رجوعه. فجلست يوماً تآكل فوقف بالباب سائل يستطعم، فامتنعت من أكل اللقمة وحملتها مع تمام الرغيف فتصدقت بها وبقيت جائعة تلك الليلة، وما هي إلا ايام يسيرة حتى رجع ابنها واخبرها بشأنه وكيف ان الله انجاه من ان يكون فريسة لذلك الأسد الذي اعترض طريقه حتى اذا نشب مخالبه فيه وبرك عليه ليفترسه، فقيض له الله سبباً للنجاة فقام الاسد عنه مهرولاً ثم لحق بالقافلة التي كان بها.
فنظرت المرأة الأم فاذا هو الوقت الذي أخرجت اللقمة من فمها وتصدقت بها.. سبحان الله الحمار ولد استراح
{ اعترض الحمار على هذا المثل وقال المقصود به هو الحمارة!!
{ الحمارة قالت نحن جنس الحمير مشهورون بالشقاء والكد والعمل الدؤوب المتواصل، وبالرغم من انني لا ارتاح إلا ايام ولادتي لطفلي «الدحش» الصغير.. لكنكم معشر البشير تصفون من يعمل منكم بكد وإخلاص بأنه «حمار شغل»!!
{ الإنسان يضرب هذا المثل «الحمار ولد استراح» للمبالغة، وهو يعلم أن الحمار لا يرتاح حتى وان ولد.
{ والسبب أن الانسان الذي يروق له المثل يكون زعلان من أبنائه الذين اكملوا الجامعات وهم عاطلون، وقد تقدم في العمر ولم يجد من كده وتعبه مستقبلاً يذكر ولا هو يرتاح في خريف عمره.
{ الحمارة المسكينة بعد أن تضع مولودها «الدحش» الشقي لا يكتب لها أورنيك أو إجازة وضوع أو رضاعة، وليست لها قوانين عمل ترعى حيوانيتها» لذلك تعود بعد أسبوع للعمل ومن خلفها «دحشها» الغبيان «يفنجط» ولا يدري ما ينتظره حينما يشب عن الطوق ويغدو حماراً فتياً.
{ وبعد كل ذلك نحسد معشر الحمير ونقول: الحمار ولد استراح، ونحن نعلم انه لا راحة في الحياة ولا فرار من الموت.
صحيفة الإنتباهة
[/JUSTIFY]