هنادي محمد عبد المجيد

عن مستقبل العلم‏

عن مستقبل العلم‏
عمْر الإنسان على الأرض أكثر من مليون سنة ،، ربما عشرة ملايين من السنين ،، وآثاره ومخلفاته في الكهوف تدل على أنه اكتشف النار وطهى طعامه واشعل سراجه منذ أكثر من ثلاثين ألف سنة ،، وكانت النار أول مفتاح عرفه من مفاتيح الطاقة ، اكتشفها مصادفة من انقداح الشرر حينما كان يضرب الحصى ببعضه البعض ، ثم مرت أكثر من ٢٠ ألف سنة أخرى ،ثم عرف الكتابة بالقلم والتقويم الشمسي وتعاقب الفصول ورصد النجوم والزراعة ،وبدأ الإستقرار وبدأت الحضارة .
ثم ألوف أخرى من السنين ، واكتشف صناعة الورق والبوصلة والملاحة ثم اخترع العجلة والعربة الحربية والبارود .
ثم ألوف أخرى من السنين واكتشف البترول والبخار ، ثم بضع مئات من السنين واكتشف الكهرباء ، ثم بضع عشرات من السنين واكتشف الذرة والطاقة الذرية والاسلكي والراديو ،، ثم أسرعت عجلة التقدم العلمي فأصبح التقدم العلمي يقفز من سنة لأخرى ،الليزر ، التلفزيون ، الكمبيوتر ، الهندسة الوراثية ، الأقمار الصناعية ، محطات الفضاء ، السفن الفضائية ، السفر إلى القمر والمريخ ثم الخروج من المجموعة الشمسية إلى أعماق الكون .
تعددت مجالات الإختراع ، واتسعت آفاق الإكتشاف ، وتسارعت خطوات العلم ، وتحولت إلى إيقاع لاهث مهرول وتطلعت العقول إلى أكبر طاقة ، الطاقة التي تمسك النجوم في أفلاكها وتدفع بالكواكب في مداراتها في تسارع مذهل .. إن أي قمر صناعي يُلقى به في الفضاء يدور حول الأرض بسرعة أربعين ألفا إلى ستين ألف ميل في الساعة بدون أي نوع من الوقود وبدون أي نوع من المحركات وبدون أي دفع نفاث أو غير نفاث .. الطاقة التي تدفعه هي طاقة الجذب الكوني بين الأجسام ، ثلاث دول عاكفة الآن على تسخير هذه الطاقة ، هي أمريكا وروسيا واسرائيل ،،أقوى وأرخص طاقة في الكون ، من يسبق إلى امتلاكها سوف تكون له السيادة في هذا العصر .
هذه الطاقة هي التي تحرك الأطباق الطائرة ، إذا صدق أنها حقيقية وأنها تأتي إلينا من أطراف بعيدة مسكونة من الكون ، ومن يمتلكها يستطيع الفرار من قبضة الأرض ليتجول حرا في أرجاء الكون بسرعات لا تخطر على بال أحد ،وبدون وقود !
أما الجبهة الثانية من جبهات العلم التي سوف تحمل أكبر المفاجآت فهي الهندسة الوراثية ، وإذا قُدِّر لعقل أن يفض شفرة الجينات ويكشف سر تواليفها فسيكون بإمكانه استنباط مخلوقات جديدة في عالم النبات والحيوان والإنسان ، وسوف يتحكم في السلالات وفي أشكالها وأوصافها ..وهم يحاولون الآن تخليق العبقرية في أنبوبة اختبار ،وصناعة بيتهوفن من بويضة مخصبة بتلقيح صناعي ، وتركيب آينشتين تحت الميكرسكوب ، ولن يخرج من الأنبوبة آينشتين ولكن فرنكشتين ، ولن يخرج من البويضة المخصبة بيتهوفن وإنما المسيخ الدجال ،، ومن يدري ربما خرجت سلالة ابليسية ، أو مخلوقات أسوأ من يأجوج ومأجوج ، أو مسوخ ومردة لا يعلم بها إلا الله !
العلم لا يعرف مستحيلا والعلماء في عصرنا المادي لا يعرفون إلاهاً ولا حدودا أخلاقية للبحث والتجريب، ويرون في أنفسهم أنصاف آلهة ، والسباق الأناني بين الدول قد أصاب الكل بالدوار ، وكل شيء أصبح جائزاً وممكناً ومباحاً ، وموازياً لتلك الرحلة السريعة الإيقاع في عالم الآفاق ، وموازياً لتلك الرحلة السريعة الإيقاع في عالم الآفاق ، هناك رحلة أخرى أخطر وأعجب في داخل النفس البشرية يقوم بها علماء من نوع آخر أخطر وأعجب في داخل النفس البشرية يقوم بها علماء من نوع آخر هم علماء الباراسيكولوجي ،، ومنذ أن اكتشف الطبيب النمساوي فرانز أنطون التنويم المغناطيسي منذ مائة وأربعين عاماً ، وهناك جيل جديد من علماء الباراسيكولوجي عاكفون على البحث والتجريب في أعماق النفس وقواها الغامضة ،، ظواهر نفسية مثل الحسد والتخاطر والجلاء البصري والجلاء السمعي ، وأحلام التنبؤ واستشعار الخطر والقدرة على هزيمة المرض بالإرادة ، كل تلك الظواهر وغيرها كانت محل دراسة وتجريب وبحوث .
حالياً هناك سباق بين مخابرات روسيا ومخابرات أمريكا على تجارب القتل النفسي عن بعد عن طريق التركيز وارسال شحن نفسية شريرة عدوانية للضحية المطلوب إيذاؤها ، وهو إحياء للسحر الأسود المعروف في أفريقيا بإسم ( الفودو) هذه الرصاصة النفسية أو القنبلة العقلية ، هي آخر ما يجري في الخفاء من أسرار البحوث النفسية ، وهي علوم لن تكون لها ثمرة إلا الشر المطلق ، ولن تنجب إلا شياطين وسحرة ، ومردة جدد يقتلون بعضهم بعضاً بأسلحة غير منظورة ، وما تفعله العين الحاسدة تلقائيا هو نوع من هذه الشرور ، أما صناعة الحسد في المعمل وتربية الإرادة الشريرة وترويضها واستخدامها فهو شر أسوأ ،، والآن أفلح هؤلاء العلماء في ترويض تلك المواهب المرذولة واستخدامها ، فستكون البداية لعصر جديد من الجرائم الخفية والكاملة التي لا يمكن لأي شرطة ضبطها ، وبداية لسلالة بشرية أشبه بسلالة الجن والأبالسة تتخصص في الشر والأذى والجريمة الخالصة ،، ولا أحسب أن الله يفتح لهم هذا الباب إلا إذا كانت القيامة على الأبواب ، وإلى جوار هؤلاء
العلماء هناك علماء آخرون أفضل يبحثون في مسائل الشفاء بالإرادة وهزيمة الأمراض المستعصية كالسرطان، بإيقاظ قوى الحياة في النفس عن طريق الإبتهال والعبادة والدعاء ،والبعض يستخدم علوم اليوجا والثيوصوفي والتأمل والإسترخاء والتركيز وجمع الهمة .
والمستقبل يحمل جنين كل هذه الإمكانات بخيرها وشرها ، والغد يحمل لنا كل تلك الأهوال ، وكل تلك البشائر ، ولا نعلم أيها سوف يسبق الآخر ، ولكنها جميعا في الطريق ،، وفي العشر السنوات القادمة سوف تشهد البشرية مالم تشهده في كل تاريخها القديم والحديث ،،ولا نعلم من سيسبق ، أخبار السياسة والحروب أم أخبار العلوم والكشوف ؟ وأي علوم ستسبق علوم الخير أم علوم الشر ؟ وأظن أن الله سيعاملنا بنياتنا وقلوبنا ، وحسب ما نضمر سنكون ، ولن يظلمنا ربنا وانما كالعادة نحن الذين سوف نظلم أنفسنا ، والعلم سلاح محايد ،انه كالسكين يمكن أن تقشر بها تفاحة لتقدمها لصاحبك ، أو تقطع بها رقبته .
والأمر يتوقف على نصيبك من الحكمة والأخلاق والدين ،، وأدعو الله أن تتغلب الحكمة ..
انتهى حديث الدكتور العالم والمفكر الكبير مصطفى محمود في مقاله ( مستقبل العلم )عن كتابه ( قراءة للمستقبل ) هل يا ترى قد خطر على قلبه أن العلم قد يؤيد المثلية الجنسية والتحول من نوع لآخر وأن يصبح الرجل برحم يمكنه من الولادة كالمرأة ؟ ! !، اللهم إنا نسألك خير زماننا هذا ونعوذ بك من فتن المحيا والممات .

هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]