عبد اللطيف البوني

انهم يبيعون الوهم

[JUSTIFY]
انهم يبيعون الوهم

قال الدكتور الحاج آدم يوسف نائب رئيس الجمهورية انه اذا تغير الوضع في جوبا فان الجنوب سوف يعود الي حضن الوطن القديم اي ان البلاد سوف تتوحد.. بالمقابل قال الدكتور حسن الترابي ومن قبله كمال عمر انه اذا زالت حكومة المؤتمر الوطني من على وجه الخرطوم فان الجنوب سوف يعود طائعا مختارا لوضعه القديم.. اما في الجنوب نفسه حيث السياسيين اكثر عقلانية فانهم يقولون ان العلاقات سوف تتحسن مع الشمال اذا مازالت حكومة المؤتمر الوطني القابضة على السودان القديم
الاقوال الشمالية (عفوا السودانية) اعلاه ترى ان الازمة القائمة بين الشقين من السودان تنحصر في التنافر والتباغض القائم بين نظام الخرطوم ونظام جوبا فاذا مازال اي منهما يمكن للانفصال ان ينتهي بضربة لاذب . اين انت يامولانا الامام ؟ ولماذا لم توجد لك مربعا ثالثا بالقول ان زوال النظامين في الخرطوم وفي جوبا سوف يوحد كل افريقيا ؟ وفي تقديري ان هذا هو المأذق الحقيقي الذي لابد من الوقوف عنده واعتباره مدخلا لحل القضايا العالقة بين البلدين واذا تجاوزنا اسم الدلع فلنقل المشاكل والبلاوي المتلتلة بين البلدين القديم والجديد
في تقديري ان اي كلام عن وحدة جديدة بين السودان وجنوب السودان (ما بخش العقل) في الوقت الراهن اوحتى في المستقبل يمكن ان نسمع عن فكرة توحد السودان باثيوبيا او ارتيريا او تشاد اما الحديث عن وحدة مع الجنوب فهي ابعد من كلام الطير في الباقير نقول هذا ونشهد الله انه احزننا فراق الجنوب ومازلنا نكن له حنينا دافقا لا بل ونتمنى له كل تقدم وازدهار وعلى استعداد للعمل فيه كمغتربين ويكون خالنا ملوال كفيلا عوضا عن عمنا الخليجي ولكن القراءة في الوضع القائم تقول باستحالة توحد البلدين من جديد ونموذجى اليمن والمانيا لاينطبقان على حالة السودان انما الاقرب نموذج الافتراق بين مصر والسودان..
دعونا نسال هل كان انفصال الجنوب رد فعل للوضع السياسي القائم في الخرطوم ؟ هل كان انفصال الجنوب نتيجة جهد خالص للحركة الشعبية ؟ ام هل كان انفصال الجنوب نتيجة اسباب اخرى حقيقية (جنوين) ومتجذرة وليست طارئة؟ في تقديري ان الثانية هي الاقرب للصواب فالمناداة بانفصال الجنوب ليست جديدة وليست بدون ساقين انما هي حقيقية ولكن وجود المؤتمر الوطني في الخرطوم والحركة الشعبية في الجنوب هو الذي عجل بالنتيجة القائمة كما انه كيف الطريقة التي تم بها الانفصال ولكن فوق الحزبين المشار لهما هناك الرافعة الخارجية دوليا واقليميا هي صاحبة القدح المعلى في تحديد ساعة الانفصال لا بل تكييف عملية الانفصال . فاذا كان ماذهبنا اليه صحيحا او اقرب للصواب فلنكف عن الكلام عن وحدة جديدة لانه قفز وتهرب من الواقع ولنتحدث عن التعايش بين البلدين واذا ما تحقق فلنتحدث عن حسن الجوار واذا ما تحقق فلنتحدث عن التعاون الاقتصادي واذا ما تحقق فلنتحدث عن شكل من اشكال التكامل الاقتصادي هذا (للحى البعيش)
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]