رمضان أحمد السيد

ورحل… عم عبد الرحيم


ورحل… عم عبد الرحيم
الموت يغيّّب الشاعر الفذ محمد الحسن سالم حميد

ودع شاعر الوطن.. صاحب القيم والمباديء

الراحل حميد عبّر عن مشاعر المواطن وكتب للوطن

{ غيّب الموت أمس الشاعر الفذ صاحب المفردة الأنيقة الفقيد الراحل محمد الحسن سالم حميد إثر حادث مروري أليم بطريق شريان الشمال ووري جثمانه الثرى بمقابر البنداري بالحاج يوسف في موكب مهيب.

{ تلقينا الخبر في بداية الأمر مثل الأخبار التي انتشرت هذه الأيام عن نجوم ورموز المجتمع السوداني تلك التي تتحدث عن موت فلان أو علان ونكتشف بعدها أن الأمر مجرد شائعة قبيحة، لكن لم يكن نبأ موت حميد كذلك، ولا راد لقضاء الله وقدره، ونحتسبه مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.

{ لقد كان الفقيد الراحل شاعرًا فذًا صاحب قيم ومبادىء لا يحيد عنهما وكتب للوطن والمواطن السوداني وتغنى بشعره عمالقة الفن السوداني.

{ كتب حميد للراحل مصطفى سيد أحمد وشكّل ثنائية في الغناء الوطني وأبدع في نظم القصائد بلونية جذبت المتلقي السوداني ولمست أوتارًا حساسة وهيجت المشاعر.

{ يملك الراحل محمد الحسن سالم حميد مثل أهل الشمال مفردة جميلة وخيال خصب وواسع مكنه من كتابة أروع القصائد التي عبر عن فئات من مجتمع السودان.

{ ولعل قصيدة ـ عم عبد الرحيم ـ وغيرها من الدرر التي نظمها فقيد الشعر والفن والأدب والثقافة محمد الحسن سالم حميد قد كانت شاهدة على عبقرية هذا المبدع وحسه العالي.

{ لقد كان الفقيد في طريقه للخرطوم قادماً من أرض الشمال من نوري يسارع الخطى ليشارك صديقه السر عثمان الطيب في احتفال جماهيري، وكان الموت أسرع، وهذا قضاء الله ولا راد لقضاء الله وقدره، والموت سبيل الأولين والآخرين.

{ تغنى لحميد عدد كبير من فناني الشمال وشدا بكلماته صديق أحمد والنصري ومحمد كرم الله وغيرهم من مبدعي بلادي.

{ وكانت كل كلمة بل كل حرف من قصائده تعبر عن حالة خاصة.

{ بكى الجميع لفراق الشاعر الفذ حميد وهم يتذكرون أيامه الحلوة حيث كان صديقاً ووفياً لأهله وأصدقائه ومعارفه.

{ وكم كان المشهد حزيناً ونحن نرى صديقه الشاعر أزهري محمد علي اللذين أحبا معاً الفنان الراحل مصطفى سيد أحمد وها هو حميد يلحق بمصطفى ويترك أزهري لأحزانه، وكم كانت المشاهد أكثر ألماً وأهل ود سلفاب يتقدمون الصفوف لتشييع الراحل وحقاً أنه الرحيل المر.

{ ويا عم عبد الرحيم

يا كم من بشر

صحي الموت سلام

ما يغشاك شر

صح في الموت سلام

ما يغشاك شر

لحن الختام:

{ ننشر داخل هذا العدد حوارًا مع الراحل محمد الحسن حميد قبل أن يرحل عن الدنيا، وتحدث عن كتابته للشعر والنقد وغيرها من المواضيع الجميلة.

{ رأينا أن نعيد نشره لما فيه من إجابات بليغة حول مسيرته الشعرية .

{ أيضاً كنا على موعد مع حميد لتسجيل حلقة أو سهرة تبث على قناة (قوون) بمشاركة فناني الطمبور وسجل النصري ـ غربة الجن ـ الرائعة للفقيد الراحل وخطفه الموت قبل أن يتم العمل التلفزيوني الكبير والعزاء أن كلماته قد سجلت بصوت النصري لقناة (قوون) وستبثها لاحقاً.

{ غربة الجن موجودة الآن في مكتبة قناة (قوون).

{ وبمناسبة النصري فتربطه علاقة قوية بالراحل، وتغنى له بالعديد من الأعمال، وبالأمس قطع النصري رحلته إلى عطبرة وتوجه فورًا للعزاء.

{ السر عثمان الطيب من أعز أصدقاء الراحل وكانا معاً في الغربة، تلقى وعدًا بأن يلتقيا أمس بالسوق الشعبي وكان الموت أسرع.

{ الراحل وردي احتفظ بأغنية ـ النخلة ـ ولم يتمكن من تقديمها، وها هو صاحب الأغنية يرحل أيضاً.

{ لقد كان الراحل صديقاً للجميع.

( إنا لله وإنا إليه راجعون).

رمضان أحمد السيد
لقاء كل يوم – صحيفة قوون
[email]ramadan9910@yahoo.com[/email]