عبد اللطيف البوني

كذبة أبريل الكبرى


[JUSTIFY]
كذبة أبريل الكبرى

عندما تم التوقيع على اتفاقية نيفاشا وعادت الحركة الشعبية لحضن الوطن متأبطة سلاحها لم ترميه أرضا ولكن كفته عن العمل ضد الجيش الوطني كما فعل هو الآخر نفس الشيء استقبلنا نيفاشا بنشوة غير عادية فـ(غنينا وفرحنا وأمسينا وصبحنا) ومظاهر هذا الفرح جسدته الصحافة السودانية والاستقبال الخرافي لجون قرنق في الخرطوم وحق للجميع أن يفرح فاتفاقية السلام الشاملة المصطلح عليها باسم نيفاشا من حيث النصوص يندر أن يجود الزمان بمثلها فقد حوت كل آمال وطموحات النخبة والكتلة الحية في السودان القديم ولكن واه من لكن هذه فشريكا نيفاشا لم يرميا سوء الظن جانبا وهما يديران البلاد لا بل كانت زاملتهما سوء الظن وأدبيات الحرب المتوقفة أي ما قبل الاتفاق فجاء تطبيق بنود نيفاشا انتقائيا لما يخدم سلطتيهما, المؤتمر في الشمال والحركة في الجنوب فامتلكا الثروة بموجب امتلاكهما للسلطة فاقتسما البلاد قسمة بائسة ظاهرة للعيان الآن.
ثم جاءت اتفاقية أديس أببا نوفمبر 2011 (نافع عقار) بعد الانفصال لتسوية الأمور مع بقايا الحركة الشعبية في الشمال والمؤتمر الوطني فرحبت بها الصحافة إلا قليلا والى حد ما الكتلة الحية في الشمال باعتبار أنها إطارية وتجنب البلاد حربا جديدة ولكن الصقور في الشمال رأوا فيها هدفا متسللا لأن الحركة انفردت بالجنوب وبالتالي ينبغي أن ينفرد المؤتمر بحكم الشمال بحكم الاتفاق غير المكتوب بينهما. المهم استطاع الصقور وبمساعدة كبيرة من عقار والحلو أن يجهضوا اتفاقية أديس (نافع عقار).
لئن كانت أديس 2011 بين المؤتمر وفرع الحركة الشمالي أي اتفاقية محلية؛ جاءت اتفاقية أديس الثانية مارس 2012 بين الحركة الشعبية الأم والمؤتمر الوطني أي اتفاق دولي وكان الترحيب به كبيرا جدا في السودان الشمالي لا بل انهزم (المنبر) بالنقاط ثم جاءت زيارة باقان وما صحبها من مظاهر احتفاء فكاد (المنبر) أن يتلقى الضربة القاضية ولكن حماقات الجنرالات في الجيش الشعبي وتعبان دينق بالهجوم على هجليج ثم غفلة سلفا كل هذا وجه الضربة القاضية لاتفاق الحريات الأربعة (أديس / مارس 2012).
إذن ياجماعة الخير علة العلل في النخبة المسيطرة في الشمال والجنوب ليس النخب الحاكمة بشكل مطلق بل النخبة المتنفذة داخل النخبة الحاكمة فهذه تغذي كرسيها بدرب (بكسر الدال) من الكراهية بين الشقين وفيما بعد بين القطرين في السودان الكبير فالأسئلة التي تترى أين بقية النخبة الحاكمة من غير الصقور ثم أين بقية القوى السياسية؟ هي هل مقموعة على رأي الحاج وراق أم مستوعبة على رأي عبد الوهاب الأفندي؟ ولكن الأهم أين الكتلة الحية في المجتمع السوداني لا بل وأهم الأهم أين تأثير الصحافة على مجريات الأمور في السودان؟ لماذا عدم الفعالية هذا؟ ولماذا انفراد أقلية باتخاذ القرار وتقرير المصير؟ الأسئلة ليك ياصديقي خالد التيجاني النور فأنت لم تنطط عينيك ولكنك نططت قلمك الحصيف. يبدو لي أن العلة تكمن في عدم المشاركة السياسية فالوضع الآن منقسم بين شلة هنا وهناك متفردة ومتنفذة وأغلبية سلبية تتكون من حاكمين غير متنفذين ومعارضين مستوعبين أو مقموعين وكتلة حية سلبية مكتفية بالفرجة وصحافة أي كلام,,, سودان وهم.
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]