الطاهر ساتي
غشونا وكدة..!!
** المهم.. ذاك محض مدخل يصلح بأن يكون سياجاً حول حديث الأستاذ ساطع الحاج، القيادي الناصري البارز وأحد غلاة المعارضة.. جاء صالون الراحل المقيم سيد أحمد خليفة، يوم السبت الفائت، بالأستاذ ساطع ليتحدث عن الوضع السياسي الراهن وينتقد الحكومة.. ولكن، ترك ساطع الوضع الراهن بحكومته، وصب جام غضبه على الحركة الشعبية، وقال فيها ما لم يقله المتنبي في كافور الأخشيدي حين نفاه عن مجلسه.. ومن نماذج غضب ساطع، ما يلي نصا: (الحركة لم تكن جادة في في إخراج البلاد من أزمتها.. الحركة لم تكن جادة ولا حليفاً – في تثبيت الديمقراطية.. استخدمت الحركة قوى المعارضة واستغلتها للوصول بها الى الانفصال.. الحركة استخدمتنا وكانت تخوف بينا الحكومة.. الحركة عملت صفقة مع المؤتمر الوطني، بحيث يكون تمرير قانون الصحافة في البرلمان مقابل تمرير قانون الاستفتاء، وكذلك تمرير قانون الأمن مقابل تمرير قانون المشورة الشعبية.. الحركة هي اللى منعت قوى المعارضة عن المشاركة في نيفاشا..الحركة استخدمت قوى المعارضة كمنصة للوصول للانفصال)، هكذا هجاء ساطع الحاج.. والمعنية بالحركة – ذاك الهجاء – ليست الحركة الإسلامية، بل يتحدث الرجل عن الحركة الشعبية.. مختصر حديث ساطع يصلح بأن يكون مانشيتاً عريضاً من شاكلة: (الحركة الشعبية غشتنا وباعتنا، وركبتنا التونسية)..!!
** ولو كان صاحب ذاك الهجاء سياسياً آخر غير ساطع الحاج لما كتبت هذه الزاوية، ولكن صاحب هذا الهجاء هو ساطع الحاج الذي كاد أن يكون ناطقاً رسمياً باسم الحركة الشعبية طوال سنوات الحكم الثنائي.. نعم، ساطع كان أسطع من ياسر عرمان في الدفاع عن الحركة الشعبية وأجندتها.. بل إذا حجبت صورة ساطع الحاج – في الصحف والتلفاز – واستمعت اليه أو قرأت له، وهو يدافع عن الحركة الشعبية وسودانها الجديد، ينتابك إحساس بأن المتحدث هو جون قرنق شخصياً، وليس ساطع هذا.. ولذلك، مدهش جدا بأن يجاهر بـ (غشونا، باعونا، خمونا…)، وغيره من الصفات غير الكريمة التي نسبها للحركة الشعبية.. بالتأكيد هذا الإقرار فعل جميل، ويتسق مع طبيعة الأشياء، وكما قلت تصحيح المسار الفكري من تلك الطبيعة، بيد أن التقوقع في الخطأ والمكابرة به ليسا منها.. نعم، جميل أن يكتشف ساطع – وهو لا يزال في خندق المعارضة – بأن الحركة الشعبية خدعت قوى المعارضة، وجميل جدا أن يكون لسان حاله بعد هذا الاكتشاف (أنا استعجلت شوية)، أو كما لسان حال ترباس وآخرين.. ولكن الحقيقة المؤلمة جدا هي أن هناك البعض المعارض لا يزال يعلق آماله وطموحاته وغاياته في الحركة الشعبية.. هؤلاء لم يتوصلوا بعد الى مرحلة اكتشاف الخدعة، بحيث يكون لسان حالهم (ياخ نحن استعجلنا شوية).![/JUSTIFY]
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]