الطاهر ساتي
مدير التشغيل….. سر الإقالة..!!
** أيها الأفاضل.. لقد تفاجأ مدير التشغيل السابق – المهندس يوسف أبوستة – بموعد الافتتاح، وسريعاً برأ ذمته لإدارة المصنع حين أخطرته بالموعد، ولك أن تتخيل صديقي القارئ – بأن الإدارة العامة هي التي تخطر الإدارة الهندسية والفنية بموعد اكتمال العمل الهندسي والفني بالمصنع، مثل هذا الإخطار العشوائي وغير المؤسسي لا يحدث إلا في السودان، حيث السياسي فني والفني مغلوب على أمره.. المهم ، أكد مدير التشغيل للإدارة عدم جاهزية المصنع للافتتاح وبأن تركيب بعض الأجزاء المهمة – وتشغيلها التجريبي – بحاجة إلى بعض الزمن، قد يمتد إلى شهرين أو ثلاثة وربما خمسة – وليس إلى أيام قليلة كما جاء في بيانهم المضلل – حسب الأداء، وليس هناك من داع لتحديد موعد الافتتاح قبل اكتمال التركيب والتشغيل التجريبي، وقبل أن نرفع تقريرنا الفني ونعلن اكتمال العمل، قالها مدير التشغيل هكذا بكل وضوح وبمنتهى المهنية والعلمية..!!
** ولكن، إدارة المصنع ردت على تلك الإفادة المهنية بالإقالة، وتم ذلك قبل ثلاثة أيام فقط لا غير من موعد افتتاحهم (اللي طلع كذبة إبريل).. غادر المهندس يوسف موقعه متأبطأ حزنه وخبرته ومهنيته، والتزم منزله مترقباً – مع الناس والبلد والحكومة – تشغيل المصنع في الموعد العشوائي غير المؤسسي، وكما توقع لم يتم التشغيل.. وبالمناسبة، كثيرة المواعيد العشوائية التي مر بها مصنع سكر النيل الأبيض، منها موعد وزير الصناعة السابق، الدكتور عوض الجاز.. إذ قال لإدارة المصنع ذات يوم في لحظة تجلي: (بنفتتح المصنع دا سنة الفين وحداشر، شهر حداشر، يوم حداشر، الساعة حداشر، الدقيقة حداشر)، والمضحك جداً هو أن إدارة المصنع كتبت تعهداً – في لوحة الإعلان بالمصنع – بالافتتاح في الموعد (القاطعو عوض الجاز من راسو)، ثم ألزمت كل العاملين – من المدير للخفير – بالتوقيع على التعهد، ووقعوا جميعاً، بمن فيهم المدير العام حسن ساتي، وعندما جاء الموعد تم إخفاء لوحة الإعلان بدلاً عن تشغيل المصنع.. العشوائية هي التي تدير مصنع سكر النيل الأبيض، وليس برنامج التشغيل المفترى عليه، ولذلك حدث ماحدث، وقادمات الأيام حبلى بالفواجع المخبوءة تحت نهج إدارة حسن ساتي وآخرين.. وتخطئ إدارة المصنع ومجلس إدارتها – لو ظنت بأن عقليتها الأمنية قد تحجب الحقائق عن الناس والبلد مدى الحياة، لا، لقد ولى ذاك العصر بفضل الله ثم الفضاء الطلق والأثير الحر.. ثم، المصنع لإنتاج السكر وليس لتخصيب اليورانيوم، ولذلك ليس هناك من داع لإخفاء عوامل الفشل – شخوصاً كانت أو نهجاً- في الصمت وبيانات التضليل واستقالات التجميل..!
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]