دعـوة للموضوعية
والإعلام يجب أن يسعى إلى تحقيق ذلك بأدوات والفاظ مناسبة وعناوين متزنة تناسب الحدث دونما تهويل أو تضخيم أو تحجيم وبأسلوب يراعى فيه الموضوعية والصدق فلا تكون العناوين براقة تبهر القراء والمتلقين ولا هي ميته تفسد قيمتها الحقيقية ..
والإعلام البراق كما نعلم يشكك المتلقى… ويسهم فى تزييف الوعى الإجتماعي ويكرس لنوع من ( عدم الثقة ) بين الجماهير وهذه الأجهزة .. وهذا بدوره ينشئ حالة من الإنتشاء العام الذي بدوره سيصطدم آجلا أم عاجلا بالحقيقة ويستبين الناس هشاشة الأفكار المنقولة عبر هذه الوسائط التي تحاول إستغفال المتلقين سعيا وراء الكسب الرخيص .
والحركة الرياضية كما نعلم رافد هام من روافد الحركة الثقافية في كل مجتمع بل ان الرياضة بقيمها القوية قد تسهم فى أحايين كثيرة في زيادة الحس الوطنى والإنتماء للجماعة … بل تسهم كثيرا فى إذابه الجليد المتراكم بفعل السياسات و الإختلافات الفكرية بين الدول …. و رغم هذا الدور المتعاظم للرياضة الا أن الإعلام الرياضى عندنا مازال يعانى من بعض العيوب التى تؤثر فيه والتى تسهم بقدر كبير فى تزييف الحقائق وتلميع الواجهات وأكبر مثال على ذلك صفة المجاملة بشتى صنوفها بدءا من التملق وإنتهاء باسترضاء الآخريين علاوة على المجاملة التى تحظى بها بعض الاندية دون سواها … ويحظى بها كذلك بعض اللاعبين دون غيرهم وبعض الشخصيات الإدارية دون سواها .
بل أننا في عالم اليوم قد بدأنا نستشعر حالات جديدة وفريدة .. حيث تسعى بعض الرموز في معترك الممارسة الى إقناء آليات الخطاب العام وتسخيرها للدفاع من سياساتها بما يجعلها يلتف حول الحقائق وحول نفسها .. ومما يستصحب ذلك شراء بعض الأقلام فتتحول الأجهزة الرقابية بين عشية وضحاها الى أدوات طيعة تجيد فن التطبيل والهتاف وتحسن النعيق مع الناعقين .
أما الانتماءات الضيقة والإنحياز لأندية بعينها فقد تأخذ حظأ وافرا من بعض الإعلاميين ، الذين لا يستطيعون الفكاك من براثن قيدها فتتلون حروفهم وتصبح أداوت تعبر عن هذا النادي أو ذاك .. وتتلون الحيادية عندهم الى لون من المهادنة ومحاولة التفافية لإسترضاء الواقع المحايد .
كذلك نجد أن مفردات التعليق والتحليل على المباريات خاصة مباريات الدورى المحلى والذى تحاول بعض الصحف تصويرها وكأنها نهائى من نهائيات كأس العالم بحيث تحشد لها كل العبارات المتاحة والالقاب والتصريحات والمناشيتات اللآفته .. فى وقت نبحث فيه عن اللاعب الذي يملك أبجديات الكرة في الإستلام والتمرير والحركة بالكرة وبدونها .
والحقيقة أن هؤلاء الإعلاميين قد خلقوا دونما وعى منهم حالة هستيرية من الوهم الكاذب فى مخيلة المتلقين وتشتتا وتمزقا في القناعات و الولاءات .. وبناءا على ذلك تقسم الناس الى فرق وأحزاب .. خاصة حالما يتكشف واقع الحال وسوء المآل فى ظل النتائج المخيبة للآمال في المشاركات الخارجية ..
يحدث كل هذا فى وقت كان ينبغي فيه للإعلامى أن يكون أداة انتقاء وتعليم وتوجيه لا أن يكون إنطباعيا يهتف حين يهتف الناس ويكيل السباب حالما يخرج الناس من أطوارهم .. وحينها لن نجد المرشدين الذين ينيرون الطريق وينظفون الممارسة مما حاق فيها من أخطاء وممارسات فيها ما فيها من الفساد والإفساد .. لكن يبدو أننا سننتظر كثيرا حتى نستعيد توازنا الإعلامي وسنظل حتى ذلك الوقت نأسمع جعجعة ولا نرى طحينا .
ويبقى السؤال .. هل تلقى الدعوة الى الواقعية الإعلامية أذنا صاغية ؟؟؟ أم أننا يجب أن نتظر كثيرا حتى يتحقق ذلك ؟؟ وبنظرة سريعة الى المشتغلين في المجال الإعلامي سيجد أن قلة قليلة منهم هم من الذين تخرجوا في كليات الإعلام .. الذين خبروا أسرار المهنة وفنونها العلمية وأشاعوا ذلك في الممارسة ..
لكن هذا لا يقدح في في كفاءة المشتغلين في الإعلام من خريجي الكليات الأخرى الذين يثرون الساحة ويدفعون في شريانها دماءا جديدة من التنوع والتخصص .. لكنها يجب أن تلتزم بمعايير أصول هذا الفن وأساسياته .. بينما نجد في ذات الساحة والمساحة أناسا دخلوا الساحة عبر أبوابها الخلفية ونالوا لقب ( أستاذ ) .
في حمى هذا التنافس الحاد بين أجهزة الاعلام العامة من جهة والصفحات الرياضية فيما بينها من جهة أخرى قد أفرز واقا غريبا .. وإتجاها أصبحت عرفا حتى أصبح الموقف نفسه لا يحتمل العودة للوراء وكأن العودة رده أو نوع من الإنكفاء على الذات .
بعد سويعات قليلة ستقام مباراة الهلال والمريخ .. وقد قصدت أن لا أنتظر النتيجة حتى أدلل على أن الصحافة عندنا خاصة الورقية تعيش محنة حقيقية .. من خلال عدم الفهم بين الخلق الرياضية والميل أو مناصرة ناد معين .. لأن مجرد المناصرة لا تلغي الروح الرياضية السمحاء والتنافس الشريف العفيف ..
وخلوا روحكم رياضية..
ملء السنابل تنحني بتواضع ……. والفارغات رؤوسهن شوامخ
صلاح محمد عبد الدائم ( شكوكو )
shococo@hotmail.com