عبد اللطيف البوني

البروف نوري ,, ينوركم


البروف نوري ,, ينوركم
[JUSTIFY] مسيرة العلاقات السودانية والجنوب سودانية في الفترة القصيرة التي أعقبت استقلال الأخيرة جعلتنا نصل إلى قناعة بأنها لن تدوم على حال لأكثر من أيام هذا إذا لم نقل ساعات فمنذ أول يوم للاستقلال والبشير في جوبا كضيف شرف كبير ليقول للعالم إن الانفصال تم بالتراضي تقطع الكهرباء عن المنصة ساعة تقديمه ثم ينسحب باقان أموم مقدم البرنامج ليقدمه رياك مشار وسلفا في كلمته يقول لمواطنين يحكمهم البشير إنهم لن ينسوهم أي (الشغلانة مستمرة) . ثم تتفجر الأوضاع في أبيي ثم يزور سلفا الخرطوم ويتبادل الابتسامات مع البشير وبعدها (تدور) جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق . في أديس يجتمع الرئيسان ويتفقان أمام زيناوي وأمبيكي ثم يرفض سلفا التوقيع وباقان يصف الخرطوم بأقذع الصفات أقلها أنها حكومة قراصنة وحرامية ثم ذات باقان يأتي للخرطوم ويرقص على أنغام الكابلي (ما هو عارف قدمه المفارق) ويطالب بصفحة جديدة في العلاقات بين البلدين وبعدها بيوم واحد يجلس أمام سلفا في اجتماع مجلس التحرير ليعلن الأخير (تحرير) هجليج
الآن اليوم (العلينا دا ) وبعد اجتماع لجنة الأمن بين البلدين المكونة من وزراء الدفاع ووزراء الداخلية ومديري جهاز الأمن والاستخبارات ثم إدريس وباقان في أديس ابابا وبرعاية آلية الاتحاد الإفريقي التي يرأسها أمبيكي ذلك الاجتماع الذي لم يتم التوقيع فيه على ورقة الآلية إذ قفل وفد الخرطوم راجعاً بحجة المزيد من التشاور بالإضافة لاحتجاجه على عدم اشتمال الورقة على الاعتراف بأن أياً من البلدين يدعم معارضة الآخر المسلحة ولكن ذلك الاجتماع سادته روح ودية فلم يتم فيه التنابذ (إنتو حرامية وإنتو مغفلين) ثم جاء أمبيكي للسودان الكبير مبتدئاً بجوبا وبعدها الخرطوم واجتمع بالبشير وصرح بعد الاجتماع أن البشير لايرفض الاجتماع بسلفا شريطة أن يتم التحضير الجيد لذلك اللقاء
إذن مساء الجمعة الأخيرة هبت على السودان (شوية طراوة) لكن بالطبع (ما دوامة) فأمبيكي بعد لقائه الرئيسين بدا متفائلاً (طبعا ًبحذر) الصوارمي يقول كل شيء هادئ في الميدان الغربي ( هجليج وتلودي) في ذات المساء استضافت قناة الشروق أستاذنا البروفسور محمد نوري الأمين (نحيي الشروق وهي تملأ شاشتها بعلماء من هذا الحجم) فالبروفسور نوري يعتبر اليوم من شيوخ العلوم السياسية في البلاد فتلاميذ تلاميذه هم الذين يدرسونها في الجامعات السودانية سأل المذيع البروف ماهي فرص نجاح زيارة أمبيكي في نزع فتيل التوتر بين البلدين ؟ رغم الطراوة المشار إليها قال البروف نوري إنه لايري أي فرصة للنجاح ولا (التكتح) وتمنى أن تكذب الأيام ظنه ورد تشاؤمه لسبب خارجي وهو أن هذا هو عام الانتخابات الأمريكية فأوباما يريد أن يجدد ولايته معتمداً على ورقتين الورقة الأولى القضاء على بن لادن أما الورقة الثانية فهي السودان لم يفصل الأستاذ نوري في هذه الورقة الثانية فربما كان مستحضراً في ذهنه مقولة البروفسور عبد الله الطيب (الشرح الكثير يفسد المعنى) فيا مفاوضي السودان ويامن تتوهون في غابة التفاوض استصحبوا كلام البروف نوري فإنه ينظر للغابة نظرة كلية ومن على تل من العلم والتخصص والمتابعة الدقيقة..

[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]