عبد اللطيف البوني

ظاهرة الطيب مصطفى


ظاهرة الطيب مصطفى
[JUSTIFY] لست من الذين يرون أن السيد الطيب مصطفى له إسهام في فصل جنوب السودان فهذا أمر فوق قدراته فانفصال الجنوب ليس وليد اليوم أو نيفاشا إنما ترجع جذوره إلى أكثر من قرن من الزمان وإن كانت هناك دراسة متعمقة في هذا الموضوع سوف يكون منطلقها كيف ظل الجنوب في وحدة مع الشمال في الفترة (1821 2011) وذلك لاكتشاف مكامن الوحدة التي كانت. الطيب مصطفى ليس أول شمالي ينادي بفصل الجنوب فقد سبقه الكثيرون وبمبررات أكثر موضوعية وهذه أيضاً قصة أخرى. الجديد الذي أتى به الطيب مصطفى هو أنه ركل الأبوية اللفظية التي كانت تعامل بها النخبة الشمالية الجنوبيين فأعمل قلمه فيما أسماهم أولاد قرنق ونعتهم بنعوت لم يقلها شمالي قبله.
بلور الطيب مصطفى موقفه السياسي فيما أسماه منبر السلام العادل وصحيفة الانتباهة فتحول من فرد إلى مؤسسة هدفها حمل راية العداء لجنوب السودان وضرورة الإسراع بفصله وساعد الطيب (المؤسسة) على الرواج شعبياً مواقف الحركة الشعبية لتحرير السودان السياسية. بعد انفصال الجنوب كان ينبغي أن تختفي ظاهرة الطيب مصطفى ولكن سوء تطبيق اتفاقية نيفاشا وما أفرزته من انفصال علقت به الكثير من الشوائب فيما اصطلح عليه بالقضايا العالقة أدى إلى استمرارية ظاهرة الطيب مصطفى.
من حق الطيب مصطفى أن يكون فيما هو فيه الآن فدواعي ظهوره كانت سياسية وإن كان الطيب قد غذاها بمؤججات أخرى ولكن في النهاية اختلاف المواطنين في البلد الواحد في تقديراتهم السياسية أمر عادي ولكن في سبيل البقاء في الواجهة وفي سبيل تنمية مؤسسته بضلعيها منبر السلام وصحيفة الانتباهة أخذ الطيب مصطفى يصبغ مواقفه السياسية بصبغة دينية نعم الطيب من جماعة الإسلام السياسي ولكن اتخاذه لموقف سياسي متطرف عنهم جعله يستعين بالمتطرفين دينياً لزوم المنافسة السياسية فهاهو يختم أحد مقالاته بالقول (المؤتمر الوطني ليس جديراً بحكم البلاد) أما إذا سألنا من هو الجدير عند الطيب بحكم السودان؟ من المؤكد ليس الشعبي أو المعارضة أو كل (الروبيضات) إنما هو منبر السلام العادل رغم أنه مازال ظاهرة إعلامية. وإذا تساءلنا من من أعضاء المنبر يكون رئيساً للسودان؟ من المؤكد ليس شطة ولا حتى الطيب نفسه إنما عمر البشير فالطيب يريد البشير بدون مؤتمر وطني وهاهو يستلف مقالات عسكرية من صحيفة القوات المسلحة لدعم موقفه هذا.
من حق الطيب أن يدعو لشق النخبة الحاكمة ويقيم مفاصلة جديدة ولكن استعانة الطيب بالمتطرفين دينياً ومقالات التكفير للأفراد والجماعات التي تعج بها الانتباهة وتغطيتها لخطب الأئمة المتشددين ثم أخيراً فصلها وتكفيرها لأكثر كتابها وأسامة فكرية علي يس يشي بتبلور أيدولوجية دينية متنطعة متطرفة. لا أظن أن الطيب نفسه متطرف ولكن دواعي البقاء السياسي سوف تجعله متلفحاً بتلك الأيدولوجية فطموحات الرجل قد انفلتت من عقالها.
أنا شخصياً قد نالني الكثير من الانتباهة فالطيب قد وضع اسمي عنواناً لمقالاته حوالي أربع مرات قادحاً. أما ذلك الكذاب المكفراتي الذي قال إنني دعوته لبرنامج تليفزيوني مع أنني اعتذرت عن تقديم البرنامج بمجرد أن جلست معه قبل الدخول في الاستديو علماً بأنها كانت المرة الأولى التي أراه فيها وقدمت البرنامج جبراً لخاطر ضيوف وضيفات محترمين تناولني بميزانه المطفف كعادته لابد من أن استثني الدكتور محمد علي الجزولي لموضوعيته في اختلافه معي كل هذا لم أفكر في الرد على أي منهم ولكنني أشعر الآن أن الخط التكفيري الذي يقوده الطيب (المؤسسة) سوف يتحول إلى أفعال والبلاد ألفيها مكفيها.
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]