الطاهر ساتي

يخسرون كثيراً….«2»


[ALIGN=JUSTIFY]** ألم نقل انهم يخسرون كثيرا؟ .. غبار المعركة لايزال عالقا في سماء أم درمان .. ولكن أقرا هذه الخسائر التى تكبدتها حركة العدل والمساواة بعيدا عن أم درمان في الثمان واربعين ساعة الفائتة .. الأمم المتحدة – على لسان امينها العام – تدين المحاولة التخريبية ، واستخدام العنف في أم درمان ..أمريكا التي كانت تدعي الحياد في الأزمة تخلع ثوب حيادها لتدين الحركة .. الصين التى كانت تحث الحركة على السلام تدين محاولتها التخريبية .. فرنسا التى ترعى نظام تشاد تتطرف في ادانة الحركة وهاجمتها ببيان خارجيتها .. جامعة الدول العربية تجاوزت مرحلة الشجب و الادانة لوصف الحركة بالارهابية ، ثم تطالب المنظمات الدولية بالتعامل معها وفق تلك الصفة .. مصر التى ظلت تستضيف على أراضيها وتفتح نوافذ اعلامها للحركة منذ تأسيسها ، تغضب وتعتقل امينها السياسي – أحمد لسان تقد – وآخرين .. الاتحاد الافريقي – راعي السلام في دارفور – تأبى نفسه الا أن تدين ماحدث ..كل دول الجوار العربي والافريقي لم تتفق على ادانة غير ادانتها لحركة العدل والمساواة .. حتى تشاد التى جهزت الحركة وارسلتها لغزو الخرطوم تبرأت منها وتدينها بنظرية « الشينة منكورة » ..!!
** تلك هي الخسائر السياسية الفادحة التى لم تتحسب لها حركة العدل والمساواة حين حدثها غباؤها السياسي بأهمية احداث « فرقعة اعلامية » .. نعم حدثت تلك الفرقعة ولكنها تفرقعت في وجه الحركة قبل مضي ثمان واربعين ساعة عن موعد الحدث .. وتلك خسائر أفدح من الخسائر العسكرية التي لم تخرج منها الحركة حتى هذه اللحظة .. حيث تناقلت الصحف صورأبرز قياداتها الميدانية وجنودهم، وهم ما بين الموت والأسر .. ناهيك عن رئيسها ومصيره البائس ، بعد أن قام بتوريد أطفال صغار – مسماة بالقوات – الى محارق المدافع وزنازين الأسر .. وكم كانت – وستظل – مؤلمة مشاهد هؤلاء البؤساء الصغار الذين لاذنب لهم غير وقوع حظهم تحت أجندة خليل ابراهيم ، وهى اجندة لاتراعى قيم الدين ولا القوانين الدولية التى تحرم استخدام الأطفال في الحرب، وحسنا عرضتهم الفضائيات حتى يعرف الضمير العالمى – ان كان للعالم ضمير – مايحدث لأطفال السودان من قبل الذين يرفعون العدل شعارا .. أى عدل هذا الذي يأتي بالأطفال – حفاة ، عراة ، جياعا – الي نيران الحرب ..؟ .. ولوكان عاجزا عن اقناع الكبار،كان على خليل أن يقاتل وحده ، وكان ذلك أشرف له من أن يقدم هؤلاء الأطفال كبش فداء لطموحاته السياسية وأجندته الشخصية ..ونأمل أن تنشط منظمات المجتمع المدنى العاملة في هذا المجال فى فضح هذا الاستغلال السئ للأطفال .. !!
** تلك هى الخسائر .. سياسية وعسكرية وتنظيمية .. تكبدتها العدل والمساواة في ساعات بأم درمان .. ثم يطل السؤال المهم .. هل العقل المفكر للحركة كان يجهل كل هذا ..؟.. ألم يتحسب أو يستدرك في لحظة اتخاذ قرار غزو عاصمة البلد بأن كل تلك الخسائر ستلحق بها ..؟.. ألم يكن خليل ابراهيم بالخرطوم قياديا في الحزب الحاكم ثم وزيرا في حكومته .؟. هل كان يجهل عدة وعتاد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والشرطية وغيرها من المؤسسات القتالية التى قاتل معها خليل في الجنوب منذ بدايات الانقاذ وحتى قبيل المفاصلة..؟ .. خليل ابراهيم يعرف كل هذا،ولكن رغبته في الانتقام شلت مجمل أفكاره وقادته الى هذا الانتحار السياسي والتنظيمى والعسكرى .. وهكذا حال اى زعيم حين يفقد «الرشد السياسي »…!![/ALIGN]

إليكم – الصحافة – الثلاثاء 13 مايو 2008م،العدد 5351