الطاهر ساتي

فعلاً…. (الكبير كبير)

فعلاً…. (الكبير كبير)
(نحن مستعدون للانسحاب من هجليج عبر خطة يتم التوصل إليها بواسطة الأمم المتحدة، والمنشآت في هجليج تضررت كثيراً بسبب القتال، واستئناف الإنتاج في هجليج لن يبدأ إلا بعد أن يتوصل البلدان الى اتفاق على استئناف الإنتاج، وبعد نشر قوات دولية بين البلدين)، هكذا يشترط باقان أموم، وهو شرط مراد به تغطية انسحاب قواته من هجليج بلا شروط ، بعد عجزها عن مواجهة بدايات الهجوم السوداني.. وخداع الذات – والمواطن الجنوبي – ليس ببدعة يبتدعها رئيس الوفد الذي كان يفاوض وفد السودان باديس، بل تلك بدعة سبقها إليها رئيسه سلفا كير حين قال قبل شهر ونيف (شلناها بقوة)، وكان الحدث غدراً كهذا في ذات المنطقة، ولكن قبل أن يبارح سلفا كير منصة الاحتفاء بالغدر أعادت القوات المسلحة ذات المنطقة (الشالوها بالقوة)، بلا خسائر، وهكذا هواة الغدر دوما، بحيث دوافعهم في الغدر لا تحفزهم الى (صبر ساعة قتال)..!!
** ثم منشآت النفط التي يتباكى على تضررها باقان، فإن تضررت، فلن تضرها صواقع السماء ولكنها قد تتضرر بغدر قوات باقان، وهذا فعل تخريبي متعمد مراد به إرهاق السودان (شعباً وحكومة ومعارضة).. ومحاولة مكشوفة للضغط على السودان للوصول الى اتفاق يمرر بترول دولة الجنوب عبر الأراضي والأنابيب السودانية الى الموانئ السودانية، حيث منافذ التصدير والتسويق.. وما ليس سراً بأن باقان الذي يمارس هذا الابتزاز غير المسؤول هو ذاته باقان صاحب مقترح (36 سنتاً للبرميل مقابل العبور)، أي أقل من نصف دولار، وكأن المراد تمريره أوكسجين ملوث لاقيمة له، وليس نفطاً ذو قيمة قيمته لا تبني مدرسة أو مستشفى لإنسان الجنوب ولكن تدعم المناهضين لحكومات دولة جارة، وكأن قدر موارد إنسان الجنوب أن تظل مبددة ومهدرة بـ(الأصالة والوكالة).. ثم أي متأمل لذاك المقترح المستفز 36 سنت – يؤمن بعدم جدية صاحبه في الطرح والحوار والوصول الى اتفاق.. ومع ذلك، يأتي ويطالب – بلا حياء – بالتوصل الى اتفاق على استئناف الإنتاج، ويضعه كغطاء للانسحاب الذي قد حدث بلا شروط، بل بالهجمات الأولية التي لم يصبر على مواجهتها جيش قيادته السياسية بلا واع يرشدهم الى ما فيه مصلحة شعبه ووطنه، وتظن بأن احتلال أرض الآخرين هو (الحل الأمثل لكل الأزمات)، أو هكذا حدثهم وسواس الغدر، فصدقوه وكأن أهل تلك الأرض المراد احتلالها موتى أو سكارى…!!
** غباء باقان السياسي لا يتفوق عليه – في ذات الغباء السياسي – إلا رئيسه الذي خاطب الأمين العام للأمم المتحدة – حين طالبه بالانسحاب من هجليج – قائلا: (أنا ما شغال معاك، ما بنسحب).. تأملوا الجهل المركب – بالأعراف والمواثيق الدولية – الذي يدير دفة الحكم بدولة جنوب السودان، بحيث يتسبب في أن تتلقى دولتهم الوليدة سيل الإدانات الدولية والاقليمية.. وبذات الجهل المركب هدد يوم الخميس الفائت: (سوف أكتسح أبيي)، ولو فعلها لما وجد في أبيي غير قوات الرقابة الأثيوبية، وهي ذات القوات التي جاءت بطلب حكومة دولة الجنوب، ولكن رئيس تلك الحكومة إما لا يعلم ذلك أو (زول نساي) أو يظن بأن القوات الأثيوبية تجنست بالجنسية السودانية ولذلك يجب طردها من أبيي.. فتأملوا – للمرة الثانية – عدم الوعي الذي يدير دفة الحكم بدولة جنوب السودان.. على كل حال، احتلال هجليج فرصة ذهبية لتعليم حكومة دولة الجنوب بأن الشارع السوداني الذي يتمرد على حكومته لا يتمرد على وطنه، وإذ به وعي يدرك ويستدرك بأن السلطة الحاكمة شيء وأرض البلد (شئ تاني).. وأن الحدود والفواصل ما بين هذه الأرض وتلك السلطة واضحة لذوي البصائر، وقد قالها آخر رئيس وزراء منتخب – أول البارحة – بالكلاكلة (نحن ندعم القوات المسلحة ضد عدوان دولة الجنوب)، هكذا قالها الإمام الصادق المهدي بكل وضوح، وليس في القول عجب، فالانحياز للبلد فقط لا غير في مواقف كهذا – كما الدم – يجري في عروق ذوي الاستقامة الفكرية، وليس بمدهش أن يجعل الإمام الصادق السودان (أكبر همه) في اختبار كهذا… وفعلا (الكبير كبير)، أو هكذا يصف أهل السودان من يتقن ترتيب قائمة مبادئه، بحيث تكون الوطنية منها في (الصدارة)..!!

إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]