عبد اللطيف البوني

كرم آل عازر

كرم آل عازر
[JUSTIFY] بالامس حاولنا تلمس فكرة أن دولة جنوب السودان في علاقتها مع امها القديمة دولة السودان تتعامل بالمنهج الاسرائيلي القائم على وظيفية الدولة وقلنا إن الدولة الوظيفية هي التي تبيع موقعها وتقوم بخدمة اجندة غيرها وبالتالي تظل صفوتها مرهونة لتوجه دولتهم الوظيفي وقلنا إن النهج التوسعي التي تتبعه دولة الجنوب في علاقتها مع السودان هو نهج اسرائيلي . إن دور اسرائيل في نشأة دولة جنوب السودان ومنذ انطلاق اول رصاصة تمرد (يمكن أن تقول ثورة) اضحى من الامور الواضحة فالسيد جوزيف لاقو قد فصل فيه كثيرا وبعد استقلال دولة الجنوب اصبح الدور الاسرائيلي غير خاف على احد فعلمها كان مرفوعا يوم الاستقلال ودعمها واضح ثم اتت زيارة سلفا للقدس قادما لها من واشنطون وما صدر من تلك الزيارة من اقوال متبادلة توضح عمق العلاقة وتطورها . كان يمكن لدولة الجنوب أن تنال ما تريد من اسرائيل دون تلك الزيارة ولكن الواضح أن سياسة دولة الجنوب تقوم على تسويق صلتها الوثيقة باسرائيل حتى يكون هذا فزاعة لاهل السودان.
ولعل الفخر بالتعاون الاسرائيلي الجنوب سوداني اتى اكله عندما اخذ بعض السودانيين ينادون بالتطبيع مع اسرائيل حتى لا ينفرد بصداقتها الجنوب فتصريح السيد كرم الله والي ولاية القضارف وما اعقب ذلك من ردود افعال خاصة في الصحافة السودانية ولكن السيد كرم الله يبدو انه في سنة اولى سياسة دولية وينطبق عليه قول المغنية (ياسمسم القضارف الزول صغير ما عارف) فإقامة علاقة بإسرائيل ليست بهذه السهولة فإسرائيل لم تعد تلك الدولة الصغيرة المرعوبة التي تتهافت لإقامة علاقة مع اي دولة عربية اسرائيل يابو الكرام لم تعد في حاجة للتطبيع حتى مع دول المواجهة ناهيك عن السودان البعيد والأهم من ذلك أن سياسة اسرائيل تجاه السودان تلك التي كشفها ليفي يختر وتقوم على تقسيمه الي عدة دويلات (يمكن أن تعطيك دولة القضارف وبمبرر يوصلها البحر لزوم السمسم والصمغ وكدا )
عودة لموضوعنا وإن لم نخرج عنه فدولة جنوب السودان بسياستها التوسعية التي تقوم بها غير عابئة بالانفس والثروات التي تهدر هنا وهناك لا تشبه اسرائيل فقط بل تتكامل معها فكما هو معلوم أن منطقة البحيرات كينيا ويوغندا وجنوب السودان كانت مطروحة كوطن قومي لليهود مع فلسطين لم يكن هذا اعتباطا انما لدواع استراتيجية واقتصادية انها بلاد الماء والزيت (البترول) ولكن الآباء المؤسسين لاسرائيل اختاروا ارض الميعاد ومن ثم سعوا الي ايصال نفوذهم الى ارض البحيرات ودعمهم لتمرد الجنوب وقبله لموسفيني (كتال الكتلة , تذكروا جون قرنق) ثم اودينغا في كينيا ضد كيباكي يوضح ذلك . فهذا الثالوث (موسفيني اودينغا وسلفا) هو الآن ينفذ المخطط الدولي. وبالتأكيد لسلفا ميزة تفضيلية نتيجة لموقع دولة الجنوب الجغرافي والدور المنوط بها. يا جماعة الخير إن الشغلانة باتت في غاية الوضوح لا تحتاج لدرس عصر سمها بجاحة سمها قوة عين سمها شفافية سمها اي حاجة ولكن يبقى السؤال ماذا يفعل المفعول بهم؟ هل يتكئون للضبح و السلام؟ وما هي مدى فرصهم في نجاح مقاومتهم ؟ هل يقومون بخدمة ذلك المخطط الذي يستهدفهم دون أن يدرون ؟ نواصل إن شاء الله.
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]