عزيزي السياسي.. ( انت شغال شنو ؟)
** انتهت معركة هجليج باسترداد الأرض واعتراف حكومة جوبا بالإنسحاب منها..طوعاً أو اكراها لم يعد مهماً، فهذا سجال بيزنطي لاينفع البلدين، فالمهم لم تعد هجليج محتلة كم اكانت قبل الخميس الفائت، ولم يعد على أرضها قتالاً بين الدولتين والشعبين والجيشين، وهذا (مهم جداً)..وما يجب تأكيده أن لغة حكومة جوبا تغيرت كثيراً بعد تحرير هجليج، ولقد أحسن وزير اعلامها قولاً حين قال مساء الجمعة ( سفيرنا لايزال بالخرطوم وسفيرهم لايزال بجوبا، ولم نقطع العلاقات الدبلوماسية) ..وكذلك أحسن سلفاكير تفكيرا حين فكر بصوت عال : ( الجنوب تضرر من ايقاف تصدير النفط عبر الشمال، ومستعد لتصديره إذا أوقف الشمال سرقته)..صدق سلفا أو كذب، ليس مهما اتهام حكومة الشمال بالسرقة، علماً بأن ( فلانة دي متعودة على الشغلانية دي)، فالمهم هو أن حكومة الجنوب لم تعد ترفض تصدير نفطه عبر الشمال، و فتحت باب الحوار حول (شروط التصدير)..هكذا لغة حكومة الجنوب منذ انتهاء معارك هجليج، أو فلنقل : هكذا لسان حال ساستهم واعلام دولتهم حالياً ..!!
** ولكن لسان حال ساسة الخرطوم واعلامه لايزال في محطة (أرمي قدام و جيبو حي)، رغم اعلان حكومة جوبا – منذ الخميس الفائت – عن انسحابها من أرض هجليج.. والأدهى والأمر أن هناك خبر يشير الى ( إيداع قانون رد العدوان ومحاسبة حكومة الجنوب في البرلمان)..ده قانون شنو كمان؟، وهل الدفاع عن الأرض بحاجة الى قانون جديد؟، وهل تم تحرير هجليج بقانون أجازه البرلمان قبل التحرير بيوم أو بنصف يوم؟.. ومن الأجدر بحسابك يا برلمان خادم الفكي؟، حكومة جوبا التي غزت أم حكومة الخرطوم التي سهلت الغزو بالإهمال واللامبالاة والهوان؟.. المهم نسأل بتوجس : ما الذي يفعله البرلمان حالياً، وقد توقفت الحرب بين الدولتين بتحرير هجليج ؟..الله أعلم، ولكن يبدوا أن هناك عقولاً وألسنة لاتزال تسهب – بتطنع وابتزاز وهوس – في خطاب تلك الحرب، رغم انتفاء سببها ( احتلال هجليج)..وتلك العقول والألسنة بحاجة الى تنبيه هادئ من شاكلة : ( عفواً، لقد وثقنا خطابك الداعي الى تحرير هجليج..وليس من العقل أن يتواصل ذات الخطاب حتى موعد ميلاد احتلال مدينة أخرى)..فالبرلمان – وكذلك أي داع للحرب – يجب أن يعلم بأن للمواطن السوداني وعي يسأل : ( لماذا الحرب؟)..إن كان للوطن – كما حال حرب هجليج – خاضها مع قواته المسلحة مؤازراً ومناصراً، وإن كان لغير الوطن يستنكر أو يلتزم الصمت والحياد، أوهكذا لسان حال وعي الناس..!!
** ويخطئ من يتوهم بانه الأحنف بن قيس ( كان حين يغضب تغضب له مائة الف سيف من بني تميم، ولايسألونه عن سبب الغضب)..وعي شعبنا يختلف عن جهل شعب بني تميم، وليس فيكم من يصلح بأن يكون الأحنف بن قيس ..ولذلك، ليس هناك من داع أن تسهب الخرطوم في خطاب الحرب في ذات اللحظة التي تسهب فيها جوبا في خطاب الحوار والتفاوض..المجتمع الدولي الذي ناصر الخرطوم في تحرير هجليج من قبضة الجنوب، لن يناصرها في تحرير جوبا من قبضة الحركة الشعبية، وأي تفكيركهذا ( ح يغطس حجر البلد )..حكومة الحركة شأن يغني شعب الجنوب، فليغيروها بارادتهم ، وكذلك حكومة المؤتمر شأن يغني شعب السودان، وسيغيرها بارادته ، وليس لأي حكومة حق تحرير الشعوب الأخرى من أنظمتها..انتو حكومة بلد ولا حلف ناتو؟..أليسكم فيكم سياسي رشيد يقرأ مناخ ما بعد الهجليج ويستوعب تصريحات حكومة جوبا؟، خلاص يعني كلكم بقيتو عساكر ؟..على كل حال، دعم القوات المسلحة في معارك الدفاع عن أرض الوطن يجب ألا يلغي سؤال : أين الدبلوماسية السودانية؟، وماذا تفعل وزارة الخارجية أثناء ساعات العمل الرسمية ؟.. نعم، بعد أن أحكمت القوات السودانية سيطرتها على أرض هجليج، فلتكن المعركة القادمة معركة الدبلوماسية..لقد تحررت هجليج وجنحت حكومة جوبا للغة الحوار، فاجنحوا لها عاجلاً.. أكرر عاجلاً ..أي قبل أن يصبح لسان حال الناس تنبيهاً من شاكلة : عفوا، حرروا وحدكم حال الجنوب من نهج الحركة، إذ تحرير حال بلدنا من نهجكم يشغلنا عن مؤازرتكم..!!
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]