هنادي محمد عبد المجيد

تاريخ القوات المسلحة السودانية 8‏

تاريخ القوات المسلحة السودانية 8‏
تدنّي الحالة الإقتصادية ، والإجتماعية ، وضعف التعليم والصحة والمواصلات ، وعدم توفر المسكن المناسب وكثير من العوامل تكالبت وارتبطت بأحلام أهل الجنوب في الحصول على الحقوق المدنية والسياسية ، مادفع حكومة السودان بالخرطوم إلى الإستجابة في النهاية للضغوط الداخلية ، التي ارتبطت بضغوط إقليمية إفريقية من الدول المجاورة بسبب نزوح المهاجرين واللاجئين على حدودها وحاجتهم للرعاية الإنسانية ، فقامت بتوقيع عدد من الإتفاقيات مع جنوب السودان ، مهدت للوصول إلى الإستفتاء لتقرير مصير جنوب السودان ، والذي بدأت ملامحه تتشكل عبر طريق طويل منذ توقيع حكومة جعفر محمد نميري اتفاقية أديس أبابا في مارس ١٩٧٢م ، والتي أعطت الإدارة الذاتية لجنوب السودان ، وتبعها بعد ١١ عام في العام ١٩٨٣م قرار الرئيس جعفر نميري بتقسيم الجنوب وجعله ثلاث ولايات ، هي : الولاية الإستوائية ، ولاية بحر الغزال ، ولاية أعالي النيل ،، حيث أصبح الطريق مُمهداً لتأسيس الحركة الشعبية في ذات العام في الجنوب وتحولت من حركة تمرد وفرق عسكرية إلى حركة سياسية لها مطالب وطموحات ،، بعد مرور ٩ أعوام ظهر أول اتفاق لتقرير المصير للجنوب في العام ١٩٩٢م ، والذي وقّع عليه الرئيس عمر البشير ورياك مشار رئيس الحركة الشعبية ، وتبعه إرساء هذا الحق في إعلان أسمرة لتجمع قوى المعارضة الشمالية ، والذي ضم الحركة الشعبية للجنوب في تجمع وطني ديمقراطي للأحزاب السودانية .
بعد مضي ٨ أعوام ، تحديداً عام ٢٠٠١م تم توقيع مذكرة تفاهم بين الدكتور حسن الترابي زعيم المؤتمر الشعبي بشمال السودان ، والحركة الشعبية بالجنوب ، وبعدها بعام واحد ، تم توقيع اتفاق نيروبي لوقف إطلاق النار ، في جبال النوبة ، بين الحكومة والحركة الشعبية بالجنوب ، وقبل مرور عامين وقّعا معاً بروتوكول مشاكوس لإنهاء الحرب الأهلية ، والإتفاق على منح تقرير المصير للجنوب بعد فترة انتقالية مُدتها ٦ سنوات ، تبعه بعد عامين في يناير ٢٠٠٥م توقيع الطرفان لإتفاق السلام في نيفاشا لتقسيم السلطة والثروة وحل النزاع في جنوب كردفان وولاية النيل الأزرق .
قبل مضي ٩ أشهر تم تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في سبتمبر ٢٠٠٥م بين حزب المؤتمر الحاكم والحركة الشعبية بقيادة سلفاكير ميارديت الذي تولى رئاسة الحركة الشعبية بعد وفاة جون قرنق مؤسسها ،، قام جنوب السودان بتشكيل أول حكومة للحكم الذاتي لإدارة شئونه في ٥ أكتوبر ٢٠٠٥م وقد تم تحديد موعد إجراء استفتاء تقرير المصير بدقة قبل ٦ أشهر من انتهاء الفترة الإنتقالية المحددة لإتفاق السلام الشامل الموقع عام ٢٠٠٥م والذي تنتهي مدته في يوليو ٢٠١١م ووفق نص إتفاقية نيفاشا للسلام بأن يتم إجراؤه بين ثلاثة أطراف رئيسية ، هي مفوضية استفتاء جنوب السودان ، والتي تتعاون فيه مع الحكومة الإتحادية ، وحكومة جنوب السودان ، وبمراقبة دولية ،، وقد اتسمت أجواء تنفيذ الإستفتاء بالمصداقية والشرعية التامة ، والتي أشادت بها بعثات المراقبين من الدول الأوروبية وبعض دول العالم الأخرى .
هكذا سعت القوات المسلحة بقيادة قائدها الرئيس عمر حسن البشير جاهدة غير متوانية غير مُفرطة في تدعيم مبدأ السلام والسعي له على مدى عقدين من الزمان حتى بلغت بالسلام غايته التي كانت رجاء ورغبة أهل الجنوب بتحقيق الإنفصال لعدم توافقهم ودين الله وشرعه ، واختلافهم مع أهل الشمال على أن يكون الإسلام هو دين دولة السودان . سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الثلة الأخيرة من أصحاب اليمين من هم يا رسول الله ؟ فأجاب عليه الصلاة والسلام { هم من أهل السودان } ألا يحق لنا بعد هذه البشارة أن ندافع عن هذا الدين وعن هذه الأرض ، بل ونتفانى في ذلك ؟
الحمدلله على نعمة الإسلام
هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]