هنادي محمد عبد المجيد
تاريخ القوات المسلحة السودانية 8
بعد مضي ٨ أعوام ، تحديداً عام ٢٠٠١م تم توقيع مذكرة تفاهم بين الدكتور حسن الترابي زعيم المؤتمر الشعبي بشمال السودان ، والحركة الشعبية بالجنوب ، وبعدها بعام واحد ، تم توقيع اتفاق نيروبي لوقف إطلاق النار ، في جبال النوبة ، بين الحكومة والحركة الشعبية بالجنوب ، وقبل مرور عامين وقّعا معاً بروتوكول مشاكوس لإنهاء الحرب الأهلية ، والإتفاق على منح تقرير المصير للجنوب بعد فترة انتقالية مُدتها ٦ سنوات ، تبعه بعد عامين في يناير ٢٠٠٥م توقيع الطرفان لإتفاق السلام في نيفاشا لتقسيم السلطة والثروة وحل النزاع في جنوب كردفان وولاية النيل الأزرق .
قبل مضي ٩ أشهر تم تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في سبتمبر ٢٠٠٥م بين حزب المؤتمر الحاكم والحركة الشعبية بقيادة سلفاكير ميارديت الذي تولى رئاسة الحركة الشعبية بعد وفاة جون قرنق مؤسسها ،، قام جنوب السودان بتشكيل أول حكومة للحكم الذاتي لإدارة شئونه في ٥ أكتوبر ٢٠٠٥م وقد تم تحديد موعد إجراء استفتاء تقرير المصير بدقة قبل ٦ أشهر من انتهاء الفترة الإنتقالية المحددة لإتفاق السلام الشامل الموقع عام ٢٠٠٥م والذي تنتهي مدته في يوليو ٢٠١١م ووفق نص إتفاقية نيفاشا للسلام بأن يتم إجراؤه بين ثلاثة أطراف رئيسية ، هي مفوضية استفتاء جنوب السودان ، والتي تتعاون فيه مع الحكومة الإتحادية ، وحكومة جنوب السودان ، وبمراقبة دولية ،، وقد اتسمت أجواء تنفيذ الإستفتاء بالمصداقية والشرعية التامة ، والتي أشادت بها بعثات المراقبين من الدول الأوروبية وبعض دول العالم الأخرى .
هكذا سعت القوات المسلحة بقيادة قائدها الرئيس عمر حسن البشير جاهدة غير متوانية غير مُفرطة في تدعيم مبدأ السلام والسعي له على مدى عقدين من الزمان حتى بلغت بالسلام غايته التي كانت رجاء ورغبة أهل الجنوب بتحقيق الإنفصال لعدم توافقهم ودين الله وشرعه ، واختلافهم مع أهل الشمال على أن يكون الإسلام هو دين دولة السودان . سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الثلة الأخيرة من أصحاب اليمين من هم يا رسول الله ؟ فأجاب عليه الصلاة والسلام { هم من أهل السودان } ألا يحق لنا بعد هذه البشارة أن ندافع عن هذا الدين وعن هذه الأرض ، بل ونتفانى في ذلك ؟
الحمدلله على نعمة الإسلام
هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]