تحقيقات وتقارير
الصقور في الفضاء السياسي السوداني
وبرز استخدام المصطلح فى الساحة السودانية بقوة اثناء الصراع بين الحكومة والحركة الشعبية تحت دعاوى الهوية والدين ، واثناء جولات نيفاشا وبعدها حول تطبيق بنود الاتفاق، وبين الحكومة والتجمع تحت دعاوى كيف يحكم السودان، وبين الحكومة وحركة مناوى تحت دعاوى استحقاقات السلام ، اذ عقب فشل كل جولة انذاك او تصعيد الموقف حاليا حول نقطة خلافية فى بند من بنود الاتفاقيات الموقعة بين الحكومة وشركائها الكثر فى الحكم تعود الاسباب وتبادل الاتهامات الى ما يسمى بالصقور التى اصبحت واجهة فى الاحزاب والقوى السياسية والحركات المسلحة.
ولقب الحمائم في النضال السياسي والشعبي والحركي يطلق على من اختار أسلوب الكياسة مع السلطة والقائمين على الشؤون ونهج معهم أسلوب التروي والمهادنة إلى أبعد حد و انتظار عامل الزمن ليحل المشكلة حتى ، وإن وجدوا اللامبالاة من السلطة والمسؤولين، أما الصقور فهم من اختار أسلوب المواجهة وعدم التراجع والمطالبة بقوة وشدة عن مطالبهم بأشكال متشددة فلا يكون أمام السلطة سوى الإذعان أو المواجهة وغالبا ما يتبوأ الصقور مناصب القيادات عندما تغلق أبواب الحوار.
والصقور تستخدم هنا للاشارة الى بعض الشخصيات المتشددة التى غالبا ما تشير اليها اصابع الاتهام من الخصوم بانها تشكل عقبة اوخميرة عكننة فى سبيل التوصل الى التلاقى والوفاق الوطنى بين الأحزاب ، واشهر من تم تصنيفهم من الصقور حزبيا الدكتور نافع على نافع والدكتور عوض الجاز والدكتور الزبير بشير طه من حزب المؤتمر الوطنى، وباقان اموم ومالك عقار وياسر عرمان من الحركة الشعبية، وادم مادبو وبكرى عديل ومحمد الحسن التعايشى من حزب الامة، وعلى الحاج وابراهيم السنوسى ومحمد الامين خليفة من الشعبى، وسليمان حامد والتجاني الطيب وتاج السر عثمان من الشيوعى وسيد أحمد الحسين وعلى محمود حسنين والحاج مضوى من الاتحادي .
ومصطلح الصقور او المتشددين غالبا ما تستخدمه الحركة الشعبية والحركات المسلحة والاحزاب فى صراعها وخلافاتها مع المؤتمر الوطنى الذى نفى بشدة على لسان اكثر من مسؤول وجود ما يسمى بالصقور والحمائم داخل حزبهم اخرهم نائب الرئيس علي عثمان محمد طه فى رده على سؤال حول وجود صقور وحمائم فى الحزب ، حيث قال لا يوجد صقور وحمائم لان موقفهم ينطلق من منهج واحد، وجاء الرد على جناح السرعة من زعيم حزب الامة وامام الانصار الصادق المهدى الذى دعا فى منبر اخبار اليوم امس الاول الى العمل لاقناع ما اسماهم بصقور الانقاذ بعدم التصعيد تجنبا لمواجهة الاسرة الدولية، وكان المهدى قد اتهم فى وقت سابق تلك الصقور بتفريغ ملتقى اهل السودان والتراضى الوطنى من محتواهما .
ويقول مصدر في المؤتمر الوطني – فضل حجب اسمه – ان ما يحاول البعض ترويجه إعلاميا بوجود «صقور وحمائم» داخل حزبه هو زوبعة إعلامية تحاول اختلاق صراع غير موجود بهذا الشكل ، ماضيا الى القول المتتبع لعمل حزبنا يرى من خلال معطيات الواقع العملي أن هناك اجتهاداتٍ وليست تيارات وما أعتبره عيبا غير محتمل هو أن يتحول الخلاف النظري والفكري واختلاف الرأي إلى صراعات وتصفيات، وحرب ، بمنأى عن ذلك رغم وجود حرارة في النقاش حول كثير من القضايا. صقور وحمائم هي عبارات صحف ، وطبيعة السياسة ان التقديرات فيها تتفاوت، وطبيعة السياسة ان بعض السياسيين يرجحون الحذر على الثقة والبعض يرجح الثقة على الحذر ، وهذا تفاوت طبيعي جداً في أي بناء تنظيمي مهما كان، فالتقسيم لصقور وحمائم هو تقسيم افتعلته الصحافة وليس الصحافة السودانية على وجه الخصوص بل الصحافة عامة لأغراض الإثارة، فالمؤتمر الوطني والحكومة هما مؤسسة ديمقراطية وشورية يقع فيها التشاور والتفاكر وأثناء هذا التشاور والتفاكر تكون هنالك تقديرات متفاوتة واختلافات ولكن عندما يتخذ القرار يكون القرار واحداً يلتزم به الكل .
بينما يستهجن السكرتير العام للحزب الشيوعى محمد ابراهيم نقد الحديث عن التصنيف وفقاً لصقور وحمائم ، ويقول في حوار صحفي معه في وقت سابق ان المصطلح والتصنيف امريكى في الاساس خاصة داخل الحزب الجمهورى، و في السودان يمكننا ان نقول «ابو الرقيع» او اي شىء من هذا القبيل، داعيا الى عدم ادخال مثل هذة التصنيفات الغربية الى المجتمع السودانى ، اما نائب الامين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان الذى يصنف من الصقور ويعتبره المؤتمر الوطنى احد عناصر خميرة عكننة فى كثير من القضايا الخلافية بين الشركين قال فى حديث له مع « الشرق االاوسط اللندنية» ان المؤتمر الوطنى يتمتع بنسبة 52% من الصقور فى تنظيمه وهم الذين لا يساعدون فى اعطاء استحقاقات السلام ، بينما يعتبره المؤتمر الوطني بانه مازال يتحدث بعقلية الحرب.
ويلفت بعض المراقبين النظر الى ان الصقور الذين خاضوا معاركهم تحت دعاوى المصالح العليا حرب فيتنام العراق افغانستان «ديك شينى ، رامسفيلد» وفى فلسطين تحت دعاوى البقاء«شارون، باراك » والارض « مشعل ،هنية » جروا بلدانهم الى مستنقع الافلاس الاقتصادى وكراهية الشعوب وخلفوا بحارا من الدماء واطلالا من الدمار ، الا ان مراقبين آخرين يعتقدون أنّ القوى السياسية كلها تحتوى على صقور وحمائم ، وأنّ السودان لن يخرج من زاويته الحرجة الا اذا انجز اتفاقا على مستوى الصقور، ولن يجدى فى السودان أن تلتقى الحمائم لتصنع الحل لأن هذا الحل ستخطفه الصقور.\
ابو زيد صبي كلو :الصحافة [/ALIGN]