عبد اللطيف البوني

من هنا نبدأ


من هنا نبدأ
[JUSTIFY] اذا قبلنا فكرة أن السودان (الفضل) مستهدف فيما تبقى فيه من جغرافيا وفيما له من تاريخ وان دولة الجنوب هي مخلب القط الذي سوف يسهم مع عوامل اخرى وآخرين في تنفيذ ذلك المخطط اذ سلمنا بهذا فإن هذا يعني ان نضع مخططا مضادا ومثلما ان الذين يستهدفوننا روحهم طويلة يجب نحن كذلك ان تكون روحنا طويلة ولكن دون تراخي او اهمال.. قلنا من قبل ونكرر هنا انه ليس من حسن السياسة ان تقابل الاستراتيجي بالتكتيكي او تضحي بالاستراتيجي من اجل التكتيكي , كيف ؟
دعونا نبدأ من الجزئية الثانية من مخطط الاستهداف وهي أن دولة الجنوب هي رأس الرمح في هذا المخطط , طيب هذه الدولة وفي هذه اللحظة تعادينا وتشن علينا حربا وعلى كافة الصعد . دون شك ان هذا نجاح لمخطط الاستهداف ولكن يجب أن نسأل انفسنا لماذا هذا النجاح ؟ بعبارة أخرى لماذا تعادينا دولة الجنوب هذا العداء السافر؟ وإن شئت التوضيح اسأل لماذا نجح الاعداء في جعل دولة الجنوب في حالة عداء معنا ؟ ماهي العوامل التي تسببت في هذا العداء ؟ بالطبع لن نقول ان دولة الجنوب محفزة او مؤجرة لحربنا لانها الجارة الوحيدة التي تعادينا الان حتى ولو كانت مؤجرة يبقى السؤال لماذا استؤجرت هي دون الاخرين ؟ الاجابة لانه توجد قابلية لهذا الامر
علينا ان نبدأ بازالة هذة القابلية للعداء وهذا لن يتأتى إلا بتفكيك هذا العداء وارجاعه لمكوناته الاولية ليسهل التعامل معه . تاريخيا أن النخبة الجنوبية صممت على عداء الشمال وهذا يرجع للسياسة الاستعمارية ولكن للاسف لم نستطع نحن في سنوات مابعد الاستقلال ان نزيل هذا الامر المصنوع لا بل غذيناه ببعض السياسات الخرقاء كما ان الحرب الاهلية مكنت هذه الروح العدائية ولكن في نفس الوقت المواطن الجنوبي العادي ليس له عداء مباشر مع نظيره الشمالي فيبقى السؤال ماذا فعلنا نحن مع المواطن الجنوبي العادي حتى لاينساق مع روح النخبة العدائية ؟ لاشئ لاشئ وهذا يؤخذ علينا لان هناك الكثير الذي كان يمكن ان يعمل ولم يعمل
ثانيا النخبة الجنوبية بعد انفصال الجنوب او استقلاله سمه ما شئت فقدت بذرة ذلك العداء فالخلاف والعداء الان بين دولتين وليس بين مواطنين درجة ثانية ضد مواطنين درجة اولى فهذا الذي كان وقودا للحرب الاهلية .هذه القضايا العالقة ليست النخبة الجنوبية فيها على قلب رجل واحد وبسبب الجغرافيا فابناء اعالي النيل وبحر الغزال يعلمون انه لا امتداد ولا تداخل لهم الا مع الشمال لذلك يتمسكون بقطاع الشمال في الحركة الشعبية عكس ابناء الاستوائية الذين يمكن ان يديروا ظهرهم للشمال.. ان القبائل النيلية من دينكا ونوير وشلك لا فكاك لهم من الشمال فماذا نفعل لكي نقيم معهم علاقات حسن جوار ؟
خلاصة قولنا ان الروح العدائية التي تسببت فيها هجليج يجب ان لاتحكم تصرفاتنا المقبلة.. ان اغلبية مواطني الجنوب لاعداء لهم مع الشمال ان نخبة الجنوب بعد الاستقلال يمكن التفاهم معها بلغة المصالح . الانسان لا يختار جاره وكذا الدولة ولكنه يختار نوع العلاقة معه فلمصلحة الشعبين دعونا نقدم الاستراتيجي على التكتيكي، نعم التكتيكي احيانا ضروري لايمكن تجاوزه ولكن يمكن تقصير عمره وحصره في أضيق نطاق حتى لا يتمدد ويؤثر على الاستراتيجي.
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]