عبد اللطيف البوني

دي آخرتا


دي آخرتا
[JUSTIFY] في اول مقال لنا بعد احتلال هجليج قلنا ان دولة الجنوب ارادت او بالأحرى اريد لها ان تصبح دولة وظيفية مترسمة في ذلك خطى اسرائيل ب(المسطرة) وعددنا شواهدنا على زعمنا وتساءلنا في نهاية مقالاتنا هل في مقدور دولة الجنوب ان تقوم بهذا الدور الوظيفي المناط بها ؟ نعم اسرائيل نجحت بامتياز في أن تكون دولة وظيفية ولكن نجاحها راجع الي انها استطاعت ان توظف العالم الغربي المتسلط لخدمة وظيفتها وهذا راجع لاسباب كثيرة تتعلق بمكانة اليهود العالمية التي حفروا لها بوعي شديد وتخطيط سديد بغض النظر عن مكرهم اوخبثهم، ولكن يبقى السؤال هل دولة الجنوب مؤهلة للقيام بهذا الدور الوظيفي ولو بسند من اسرائيل صاحبة الباع الاطول في هذا المجال ؟
كانت اجابتنا بالنفي فالجنوب ليس مهيئا لاجغرافيا ولاتاريخيا للقيام بهذا الدور وسيكون العائد من هذا التوظيف منفعة مؤقتة للنخبة وخراب ودمار لبقية الشعب والارض ولعل هذا ما بدأ يحدث الان فاوضاع دولة الجنوب الاقتصادية والامنية لاتحتاج الى توصيف فهي واضحة للعيان وهنا يجب على نخبة الجنوب الحاكمة ان تفيق مما هي فيه الان ولكن قبل هذه النخبة الحاكمة لابد من ان يساق الحديث للمجتمع الدولي الذي يحمل دولة الجنوب فوق طاقتها، فهذا المجتمع الدولي لم يمنح دولة الجنوب منذ قيامها اي دولار للتنمية او الخدمات انما قام بتسليحها فقط على حسب رغبة الصفوة الحاكمة في الجنوب وبعد اغلاق آبار النفظ نزلوا في حكومة الجنوب ملامة وعتاب ووصف بالرعونة بينما كان في مقدروهم ان يمنعوها من تلك الفعلة.
الجهة الثالثة التي يساق لها الحديث قطاع الشمال في الحركة الشعبية فهذا القطاع ونسبة لعلاقته القديمة مع الحركة الشعبية الأم بعد الانفصال اصبح يطالبها بتسديد فاتورة وقوفه معها ولايريد أن يتركها لمهمة البناء، إن هذا القطاع باصراره على بقاء الفرقتين التاسعة والعاشرة من الجيش الشعبي يكون قد القى على دولة الجنوب حملا ثقيلا . كان في مقدور قطاع الشمال ان يختار طريق المعارضة المدني فيدعم المعارضة في السودان القديم ولكنه اختار طريق الحرب المرهق وارهق معه دولة الجنوب والمرهقة اصلا باعباء التاسيس والنشأة
اما دولة السودان القديم لابل حكومته ففي تقديري يقع عليها العبء الاكبر لانقاذ البلدين مما يخطط لهما . ان حكومة الشمال عليها واجب اخلاقي تجاه الجنوب ومهما بدر من الجنوب من تصرفات علينا نحن في الشمال او السودان ندرك ان الجنوب هو الاخر ضحية لمخطط شراني نحن وهم في سرج واحد وفي تقديري ان فشل الجنوب في اول امتحان له وهو احتلال هجليج يمكننا من فتح صفحة جديدة معه ليس خوفا من خطوة انتقامية قادمة وهذه واردة بشدة لان الذين يدفعون الجنوب لايهمهم خسارته البشرية في شيء بل لان واجب السلام يقع على المنتصر في الحرب لان المهزوم لا ارادة له.. إن البطولة في صنع السلام من براثن الحرب وهذا هو دور السودان القديم .
في خطابه ساعة ميلاد دولة الجنوب قال السيد رئيس الجمهورية عمر حسن احمد البشير ان دولة السودان تضع امكانياتها تحت تصرف دولة الجنوب ففي تقديري ان (هذا هو المفروض) ومهما حدث فالمصلحة النهائية تحتم المرور فوق العوارض مهما كانت مؤلمة وان امكانيات الشمال مهما كانت متواضعة وان الفيه مكفيه الا انها في حالة الجنوب ستكون كبيرة جدا فالشمال هو الاعلم وهو الاقدر على تقديم ما يفيد الجنوب لانه يعرفه والمعرفة قوة والقوة رأسمال.
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]