كرم الله و التلويح بالطوارئ …!!
** فلنرجع للوراء قليلاً..المؤتمر الوطني لم يكن راضياً عن كرم الله قبل الإنتخابات، وكذلك كرم الله ليس براض عن نهج المؤتمر الوطني، وقالها أكثر من مرة بكل وضوح..وكثيرة هي مواقف كرم الله التي تقاطعت مع نهج المؤتمر الوطني،وكلها موثقة في ذاكرة الناس والصحف، ولذلك لم يكن الوالي بالقضارف يكمل دورته التنفيذية عندما كان كرم الله تشريعيا..حاربه سادة المركز حيناً من الدهر.. نسبوه للمؤتمر الشعبي و مع ذلك عجزوا عن هز ثقة الناس فيه، إذ كان يخرج من معاركه بالمزيد من قبول الناس.. وبهذا القبول تأهل لخوض الإنتخابات الأخيرة، وفاز بمنصب الوالي فوزاً مستحقاً..وقوى المعارضة لم تشهد لوال بالفوز المستحق إلا لكرم الله..!!
** بصراحة : هذا القبول الشعبي الذي يحظى به كرم الله في القضارف لايرضي البعض النافذ في الخرطوم..فالخرطوم تريد ولاة تحركهم أجندة مراكز قواها، حسب اتجاهات رياح المصالح الذاتية، ولكن كرم الله ليس من الذين يمكن وصفهم ب (عبد المأمور)، أو ( عبد المركز)..نعم رشحه المركز في منصب الوالي، ولكن مكرهاً وتوجساً من قاعدته الشعبية التي تؤهله للفوز بهذا المنصب حتى ولو ترشح شيوعياً أو شعبياً.. لم تنتخب القاعدة في القضارف حزباً، ولكنها إنتخبت رجلاً له في الإنحياز لقضايا البسطاء جهد لاينكره إلا مكابر..لقد ظلت مراكز قوى بالخرطوم تتوجس من قاعدته تلك منذ وقت مبكر، ولكن لم يكن للمؤتمر الوطني خيار آخر غير ترشيح كرم الله..!!
** مراكز القوى التي حاربته – وسعت لحرقه – قبل الإنتخابات، هي ذات المراكز التي تحاربه اليوم وتسعى لحرقه..هكذا قضية كرم الله..لقد وجهت رئاسة الجمهورية وزارة المالية أكثر من مرة بصرف إستحقاقات ولاية القضارف، وكل التوجيهات موثقة في الصحف، وكلها تصطدم بصخرة التلكؤ ثم الوعود، عاماً تلو الآخر.. سلطة وزارة المالية ليست بأعلى من سلطة رئاسة الجمهورية، ومن السذاجة التوهم بأن الصراع بين كرم الله ووزير المالية، بل هناك من هو أقوى من وزير المالية بحيث لايريد النجاح لهذا الوالي..يريده هكذا والياً بلا تنمية وبلاخدمات حتى تنتهي فترته بلا أي إنجاز يشهد له بأن كان يستحق هذا المنصب..لو كان تابعاً لمراكز القوى- وإمعة لبعض النافذين- لما حدث ما يحدث حالياً، ولوكان فاسداً لما ناصرته جماهير القضارف..وعليه : قد نتفق أو نختلف في طرائق تفكيره في بعض القضايا، وشخصياً لست براض عن نهج كرم الله في الإدارة ، فالقيادي يجب أن يكون حكيماً في بعض المواقف، وهذا ليس مهما، فالمهم هذا خيار أهل القضارف ويجب على الخرطوم أن تحترم هذا الخيار الشعبي ..وجماهير القضارف مطالبة بمناصرة واليها، وكذلك صحف الخرطوم حتى ينزع كامل حقوق أهل القضارف من سلطة الخرطوم المركزية..وإذا أقالته الخرطوم بالطوارئ – أو أرغمته على الإقالة- فلن يكسب كرم الله غير المزيد من إحترام الناس و( حب أهل القضارف) ..!!
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]