الطاهر ساتي

خارطة الجنوب .. حماقة أخرى …!!

خارطة الجنوب .. حماقة أخرى …!!
** إن كان الوضع الاقتصادي بالسودان متردياً وسيئاً، فإن هذا الوضع بجنوب السودان (أردأ وأسوأ )، وقد بلغ الحال هناك بحيث يطالب البعض بإعادة الوحدة، أوهكذا طالبت جماهير الرنك بولاية أعالي النيل احتجاجاً على الغلاء وشح الخدمات، وقد رفع بعضهم علم السودان.. تلك إحدى ثمار حالة الطوارئ المنفذة بمحليات السودان الحدودية، فالسلع لم تعد تنساب كما كانت في السابق، ولذلك اشتعلت الأسواق، علماً بأن حالة الطوارئ في أسبوعها الثاني، أي ( الغريق قدام)..ليس بعاقل من يناصر سياسة تجويع الإنسان، أجنبياً كان هذا الإنسان أو مواطناً، ولكن تلك سياسة فرضتها حماقة حكومة الجنوب التي غزت هجليج، فالغذاء كان منساباً قبل أن ترتكب حكومة الجنوب تلك الحماقة، ولذلك ليس بمدهش أن يتظاهر ضدها مواطنوها لحد رفع علم السودان..!!
** ولأنها حكومة تدمن الحماقة، يجتمع مجلس وزرائها ويجيز خارطة الدولة الوليدة، وبها مناطق حدودية لم يتم حسم تبعيتها، وكذلك بالخارطة هجليج التي ليست بمحل نزاع..كيف نفسر هذا الحدث، وكيف نقرأ تلك الخارطة المستفزة؟..تخطئ حكومة الجنوب لو تريد بتلك الخارطة التلويح بفرض سياسة الأمر الواقع، بحيث لسان حالها يقول : هذه المناطق جنوبية واعتمدناها و(خلاص)..فلندع مناطق النزاع مؤقتاً لحين حسم تبعيتها بالحوار أو بالحرب، فبأي حق ضمت خارطة حكومة الجنوب منطقة هجليج؟..هجليج سودانية، بشهادة المجتمع الدولي، وحكومة الجنوب تعرف ذلك، ولكنها وضعتها في خارطتها لتصطاد بها منطقة أبيي وأخريات في مائدة التفاوض المرتقب..أبيي مقابل هجليج، هكذا تفكر حكومة جوبا..على حكومة الخرطوم أن تنتبه لهذا (المكر الجنوبي)، بحيث لاتسمح لوفد جوبا المفاوض بأن يأتي بسيرة هجليج (لابالخير ولا بالشر)، وألا يتجاوز التفاوض الخمس مناطق التي لم ترسم حدودها بعد..وإذا تمادت حكومة جوبا في مكرها بحيث تضع هجليج في قائمة تلك المناطق، فلتعلن الخرطوم رفضها للحوار ثم تعلن جاهزيتها للدفاع، ليست عن هجليج فقط، بل عن كل المناطق الحدودية، بما فيها أبيي..نعم الحرب إلى يوم الدين في سبيل الدفاع عن أرض البلد خير من التنازل عن شبر منها بالتبادل، أو كما تشتهي حكومة الجنوب وخارطتها..!!
** والمثير للاستفزاز أن سادة حكومة الجنوب أزاحوا الستار عن خارطتها بالتزامن مع زيارة وزير الدفاع اليوغندي لعاصمة دولتهم..(بلادنا جاهزة لصد أي عدوان في حال اندلاع الحرب بين السودان وجنوب السودان، ولكن بعد الاستماع إلى منظمة الإيقاد)،هكذا يهدد وزير الدفاع اليوغندي، وبالتأكيد هذا التهديد يغري حكومة الجنوب بحيث تتمادى في الحماقة التي من شاكلة تلك الخارطة وهجليجها وبقية المناطق..يوغندا – منذ زمن بعيد – تسعى لالتهام الجنوب، واغتيال فرص الوحدة باغتيال قرنق جزء من هذا السعي الخبيث..ويوغندا بحاجة إلى حرب بين السودان وجنوب السودان لتبسط سطوتها على جنوب السودان بحجة الحماية، علماً بأنها عاجزة حتى عن حماية مدائنها وأريافها من هجمات (أطفال جيش الرب)..على كل حال، التفاوض مع دولة يختلف – شكلاً ومضموناً- عن التفاوض مع حركة معارضة مسلحة، و يجب أن تنتبه حكومة الخرطوم إلى أنها تفاوض حكومة الحركة الشعبية – هذه المرة- باسم السودان ( أرضاً وشعباً)، أي ليس باسم الحكومة كما كان الحال في نيفاشا وأبوجا وأسمرا وغيرها، وعليها أن تعلم بأن السلام شيء والاستسلام لحماقة حكومة الجنوب شيء آخر..فليكن سلاماً يرسم حدود دولتنا بكامل أرضها، أو فليتواصل الدفاع عن كامل الأرض ..!!

إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]