عبد اللطيف البوني

في طريق التفاوض


في طريق التفاوض
[JUSTIFY] يتغلب الآخرون (الغرب) علينا ليس لأنه متفوق علينا ماديا وهذا واقع بل لأنه يملك رؤية واضحة بالنسبة له في التعامل معنا فما يريد الغرب أو المجتمع الدولي للسودان معلوم بالنسبة لهم ودعمه لدولة جنوب السودان في عدائها مع السودان مؤسس على أهدافه الاستراتيجية تلك بينما بالمقابل نعمل بطريقة رزق اليوم باليوم فلنأخذ مثلا لذلك إعلان الغرب اعترافه بانتخابات 2010 التي جرت في السودان رغم أنه يعلم أنها (مجبوكة ومرجوجة) وجرت في مناخ غير متوازن سياسيا فكانت مقولة (لا تفي بالمعايير الدولية ولكنها تعطي المطلوب من الشرعية ) طبعا المؤتمر الوطني طرب لهذه المشروعية بينما كان المجتمع الدولي عينه على الاستفتاء الذي كان أكثر جوبكة وأكثر رجة فكان الانفصال فالغرب عينه على هذا الانفصال لذلك ضحى بالانتخبات والانفصال بالنسبة له ليس الهدف النهائي إنما حلقة من الحلقات الواضحة لنا الآن.
المفاوضات القادمة بين دولتي السودان لن تخرج من الاستراتيجية الغربية فدعونا نفنترض افتراضا أن تكتيك المجتمع الدولي وإن شئت قل الغرب يقوم الآن تهدئة اللعب لأنه قد ثبت أن دولة الجنوب في حاجة للسودان وأن الحرب معها سوف تضر بالسودان ولكن ضررها بالجنوب أكبر فالتفاهم والتقارب مع السودان مطلوب وبشدة بالتالي لابد من أن يجد السودان بعض المكاسب في عملية التفاوض فإيقاف الحرب مكسب للشمال كذلك لا بل قد يصل الحافز لدرجة التضحية بالحركة الثورية ثم تمرير النفط خلال الأنبوب القديم مكسب كذلك للشمال وقد يصل الحافز مرحلة أن يكون الثمن مرتفعا. التسوية الحدودية أيضا مكسب للسودان لأنه سوف ينصرف لمشاغل أخرى.
فإذا صح السيناريو أعلاه فإن المكاسب المتوقعة من المفاوضات القادمة (إذا حدثت وإذا قامت) ستكون شمار في مرقة إذا لم نستطع وضعها ضمن مشروع استراتيجي. فالسؤال هل لدينا مشروع استراتيجي تجاه الجنوب؟ لنترك الإجابة الآن ولنسأل ماهي الأهداف التي ينبغي أن تكون لمشروعنا الاستراتيجي تجاه الجنوب إذا كان لنا أو في نيتنا أن يكون لنا ؟ في تقديري إن الإجابة ساهلة جدا ولنفترض افتراضا أن هدفنا النهائي في علاقتنا مع الجنوب هي أن نكون توأم سيامي معه بغض النظر عن استقلاليته أو وحدته معنا وهذا يتدرج من وقف العدائيات ثم التعايش ثم حسن الجوار ثم التعاون في كافة الصعد ثم الاعتماد المتبادل (لحدي هنا كفاية مايقوم علينا الجماعة) الشيء المؤكد أننا يمكن أن نؤذي الجنوب ولو وقف معه كل العالم وأنه يمكن يؤذينا مهما تواضعت قدراته فليس هناك جهة في عالم اليوم قوتها صفرا وهذه حقيقة بديهية عليه لا فكاك لنا من التفاهم معه والتقارب معه والتعايش معه ولمصلحة الشعبين.
إن كان الهدف النهائي واضح لا يعني هذا أن الطريق إليه واضح بل بالعكس تماما الطريق محفوف بكثير جدا من العقبات والمخاطر. يكفي أن ميزان القوى الدولية كله عقبة في طريقنا ولكن مع ذلك لا بد من السير في ذلك الطريق الوعر لنصل لتلك الغاية النبيلة وفي تقديري أن المفاوضات القادمة يمكن أن تكون فيها ضربة البداية أي والله العظيم أنا جاد جدا في قولي هذا ومن كل قلبي أتمنى أن يرأس وفد الجنوب باقان أموم والجانب السوداني ادريس عبد القادر مع إضافة لاعبين جدد من هلال كادوقلي وهلال بورتسودان ليس تمامة جرتق او إكمال ديكور بل لأن وحدة المصير اقتضت ذلك ولكن من يسمع من؟.
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]