الطاهر ساتي
أجهزتهم ….وإعصار الغلاء ..!!
** نرجع لمداولات الجماعة إياها عندما ذهب إليهم وزير المالية متأبطاً دفتر أحوال الطقس الاقتصادي المرتقب في المرحلة القادمة .. وزير المالية كان صريحا حين قدم خطاباً يقول فحواه باختصار: (القادم أسوأ).. لن تأتي رسوم عبور نفط الجنوب، ولدينا فجوة في السكر وقد وفرنا 375 الف طن ونقترح توزيعه بالبطاقات، وعدم الاستقرار الاقتصادي تسبب في إحجام المستثمرين، وهناك وزارة تصرف 30 مليون جنيها كحافز، وتوتر الوضع الأمني بالنيل الأزرق وجنوب كردفان تسبب في زيادة الصرف بنسبة 13%، وما لم نوفر الضمانات لن تمنحنا الصين قروضاً لمشاريع طريق بارا والإنقاذ الغربي وكهرباء الفولة – وغيرها – التي توقف العمل فيها، وهناك تحايل ببعض الوحدات الحكومة في عمليات الشراء، وهناك تحايل ببعض الوحدات الحكومية في عمليات التحصيل بحيث تتحصل بغير أورنيك 15، هكذا أحوال طقس اليوم كما ورد في خطاب وزير المالية ..ثم كشف للناس والبلد طقس المرحلة القادمة قائلا (أسعار السلع يمكن تزيد شوية)، ولكن لم يفت عليه أن يطمئنهم: ( لكن ح تكون متوفرة)، أي السلع..( ح تغلى، لكن ح تكون متوفرة)، هذا المؤشر الذي يعكس طقس الغد الاقتصادي يشبه الى حدما حطاب ذاك الفكي الذي قصده الصياد بغرض حجاب يقيه من افتراس الأسد، فأعطاه الحجاب مطمئناً : ( كدة الأسد ما ح ياكلك ، ولو أكلك إن شاء الله ما ح تنفعوا)..ماجدوى توفر السلع في أسواق الغلاء البعيدة عن آمال البيوتات يامولاي؟..وهل هذا النوع من الوفرة ما يطمئن حياة الناس ..؟؟
** المهم ..عندما قدم الوزير أحوال الطقس الاقتصادي الحالي والمرتقب، تبارى النواب في التنظير، منهم من اقترح رفع الدعم عن الوقود، وهذا الدعم صار كما شعرة معاوية، بحيث لم تعد للحكومة علاقة بأكل عيش الناس غير هذا الدعم المهدد بالرفع في أية لحظة.. والمؤسف في الأمر أن مقترح رفع الدعم عن الوقود لم يعد مقترحاً وزارياً فحسب، بل هناك في البرلمان من هو ( وزير أكتر من الوزير)، بحيث صار شعاره : (الحل في رفع الدعم، ولا حل غير رفع الدعم )، هكذا يردد شعاره ويختزل الوقود فقط في (تنك المركبات الخاصة).. لو تأنى قليلا وفكر ملياً لعلم بأن رفع الدعم عن الوقود هو رفع لأسعار كل سلع الأرض، ولن يتوصل الى هذه النتيجة كل من يحمل فكراً اقتصاديا أقل سعة وأفقا – من (تنك موتر)..على كل حال، الطقس الاقتصادي الحالي بائس، كما يقول واقع الحال ويعترف به مؤشر جهاز الكشف بوزارة المالية ، وهذا يعني بأن حال الناس والبلد – كما حال منزل جاك – على موعد مع إعصار الغلاء قبل فجر الغد.. وللأسف، العقول الاقتصادية التي أوصلت الحال الاقتصادي بالبلاد الى البؤس الراهن، هي ذات العقول التي تخطط – وتنظر – للمستقبل ..!!
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]