عبد اللطيف البوني

العالقون والمعلقون


بلا حكومة بلا لمة
[JUSTIFY] يبدو أن الخبر السوداني لديه مكانة خاصة في بورصة الأخبار العالمية فما أن ينخفض بعد ارتفاع إلا تبحث له البورصة عن عامل تقوية ليعود للصدارة فكأنما هناك توصية من جهة ما بأن يظل الخبر السوداني على واجهتها بأي طريقة حتى ولو كانت (أخنق فطس) ولنأخذ لذلك مثلا منذ غزو قوات جنوب السودان لهجليج في 10 من أبريل المنصرم ثم تحريرها في ال20 منه , طوال هذه الفترة مبرر جدا أن يكون السودان مصلوبا على الشاشات وتظل أخباره مرتفعة متداخلة مع أخبار سوريا وتتقدمها أحيانا وبدرجة أقل مع أخبار مصر والانتخابات الفرنسية وحاجات بالشكل دا ولكن بعد أن أعلن البلدان موافقتهما على قرار مجلس الامن 2046 بغض النظر عن شكل المواقفة كان ينبغي ان يأخذ السودان (شوية راحة) ويتراجع قليلا في بورصة الاخبار ولكن يبدو أن الجماعة لا يريدون ذلك (الجماعة ديل منن ياربي؟).
طوال يوم الاول من امس الاثنين كله ونهار الثلاثاء كان على واجهة الاخبار؛ اخبار الجنوبيين الذين كانوا عالقين في كوستي وبدأ ترحليهم الى بلدهم الأصلي جنوب السودان بعد ان مكثوا في السودان طويلا لا بل بعضهم لم ير الجنوب في حياته واصبحت ثقافته شمالية مية المية فإحداهن كانت ترتدي الثوب النسائي السوداني وقالت إنها حزينة جدا لمفارقة مكان قطع سرتها وملعب شبابها وأنها خائفة جدا من حياتها القادمة المجهولة (الجن التعرفه…).
خبر مثل هذا يمكن ان يأتي في الأخبار الناعمة التي تنتهي بها النشرات ولكنه صور على غير حقيقته وبدا كأنه طرد لهؤلاء وأنه مقدمة لـ(كشة) كبيرة قد تكون دامية لا بل بدا لي ان بعض المراسلين كانوا يستعدون لتصوير عمليات مقاومة او شيء من قبيل الدواس. فهذه العملية في حقيقتها محدودة جدا لأن عدد المتأثرين بها لا يتجاوز ال15 ألفا من جملة حوالى 600 الف جنوبي موجودين في الشمال والأهم أنهم يدخلون في اطار العودة الطوعية فهؤلاء اختاروا طواعية العودة للجنوب ولكنهم عندما وصلوا كوستي لم تأت البواخر لتقلهم الى الجنوب، اما لماذا لم تأت البواخر فهذه قصة أخرى تبادل فيها البلدان الاتهامات ثم إنهم مكثوا عاما في ذلك المكان وأحدهم تزوج جنوبية كانت أصلا في كوستي وأنجب منها وهي الآن تريد الذهاب معه الى الجنوب على طريقة (وليد الجنوب بمشي معاك الليلة محل ما تدور بمشي معاك الليلة) رحم الله عوض جبريل.
والي النيل الابيض بعد تجدد الاشتباكات بين البلدين خشي على هؤلاء من ان تصلهم شرارة من الحرب فقال إنهم أصبحوا مهددا أمنيا ومهددا بيئيا وتعثر ترحيلهم برا فتدخلت منظمة الهجرة الدولية ودقت صدرها ونسقت مع الجهات المحلية فكانت العودة الى الخرطوم برا ثم السفر جوا واليوم العلينا دا (الاربعاء) يكون اليوم الثالث لهذه العملية التي جند لها سرب من الطائرات.
اذا تمت هذه العملية بالسلامة ونسأل الله لها ذلك ستكون أكبر شاهد على إنسانية أهل السودان القديم وأن إمكانية تعايشهم كانت كبيرة جدا فتخيلوا أناس عاشوا عمرهم كله في الشمال ثم قرروا العودة (فرصوا الهديمات عدلوا وركبوا اللواري وقبلوا) نحو الجنوب وعند مكان المغادرة حدث طارىء فمكثوا عاما كاملا (تخيلوا عام كامل) ثم رجعوا قاطعين مئات الكيلومترات مرة أخرى الى الخرطوم حيث (الطيارة بتقوم والرئيس بنوم) ثم سافروا الى وطن لم يروه من قبل… انتو البلد مافيها بتوع سينما؟؟؟.
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]