الطاهر ساتي
الفساد و مواطن العفة … الأوقاف نموذجاً..!!
** عالماً مصرياً، البروف محمد المهدي، كتب قبل ثلاث سنوات من انهيار نظام مبارك بحثاً عميقاً بعنوان (حين يصل الفساد لمواطن العفة)، وتنبأ فيه بما حدث لنظام مبارك بقول معناه : (اقتراب الفساد من مواطن العفة يثير قلق المجتمع، وقد يتحول هذا القلق إلى زلزال يهز كل أركان الدولة)..وذاك ماحدث ويحدث في مصر اليوم ، وتنبأ به البروف المهدي قبل ثلاث سنوات..ومن نماذج مواطن العفة في أي مجتمع ( القضاء، الشرطة، الطب، التعليم، والمؤسسات الدينية والاجتماعية)، وتعريفها بأنها المؤسسات التي بمثابة صمام الأمان للمجتمع والحصن الأخير لأي مواطن، ولهذا يحرص الكل حكومة وشعباً ومعارضة – على نقائها وحسن سيرتها ومسيرتها، بحيث تكون بعيدة عن التلوث بالفساد والمفسدين.. على كل حال، شكراً للبروف المهدي على هذا البحث القيم، وأقترح لأصدقائي بالبحث عنه والاستفادة منه، بحيث هذا البحث – بالنسبة لي – أعمق تناول لمخاطر وآثار اقتراب الفساد من (مواطن العفة)..ولحين عثورك عليه، اقرأ أدناه، فهو ليس ببعيد عن جرس إنذار البروف المهدي..!!
** ديوان الأوقاف موطن من مواطن العفة في أي مجتمع مسلم، بحيث يجب أن يكون بعيداً عن الشبهات، ناهيك عن الاتهامات..ومع ذلك، للمرة الثانية خلال أسبوع ونيف، تستقبل قاعة البرلمان من الوثائق والإفادات ما يندى لها الجبين خجلاً، وكلها وثائق وإفادات تؤكد بأن المسمى بموطن العفة هذا لم يعد في بلادنا إلا وكراً من أوكار الفساد والمفسدين، أوهكذا ملخص التقرير الذي قدمه وزير الإرشاد أول البارحة.. وزير الوزارة السابق أزهري التيجاني، والأمين العام السابق الدكتور الطيب مختار، وآخرون، عاثوا في ديوان الأوقاف فساداً، حسب وثائق وإفادات وزير الإرشاد الموثقة في تقريره والمنشور في صحف البارحة.. لسنا قضاة ولامحامين، ولكن ما لم يذهب هذا التقرير إلى حيث هؤلاء وأولئك، فإن الحكومة – وليس فرداً في المجتمع – هي التي تساهم في إدخال الفساد لمواطن العفة..نعم كثيرة أوجه الفساد التي طالت مؤسسات البلاد في مختلف الحقب، ولكن لم يحدث في تاريخ السودان بأن مؤسسة كما الأوقاف – بكل ما تحمله من دلالات ومعان وأهداف – قد طالتها محض شبهة فساد، ناهيك عن اتهامات فساد موثقة في تقارير رسمية.. وعليه، ما يحدث في الأوقاف بمثابة جرس إنذار.. نعم، فالمجتمع قد يقلق حين يدخل الفساد لمواطن العفة، ولكنه يحول القلق إلى زلزال في حال (صمتت عدالة الدولة) ..!!
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]