***
التعديلات علي مستوي الرئاسة أكثر تعقيداً كونها تمس العمود الفقري للإنقاذ وتنعكس تأثيراتها علي مسيرة المؤتمر الوطني بشكل مباشر ، وفوق ذلك تلفت الأنظار للرئيس نفسه والذي أكد مراراً عدم رغبته في الترشح للإنتخابات القادمة لكن بكل حال فالمسألة تستدعي النظر إليها من عدة جوانب فبداية حال عجز الوطني عن إثناء البشير للرئاسه فان نائبيه في الحزب والأقرب إليه في القصر (طه ونافع) سيكونان موضع إهتمام مما يعني ضرورة تمييز أحدهما حتي يكون مرشح الحزب للرئاسة – مالم تحدث مفاجأت وما أكثرها في المشهد السياسي – كما أنه طالما سبق وأن تحدث البعض عن تنحي البشير بما فيهم الرئيس نفسه من الممكن جداً أن يمضي الحديث علي ذات النسق بشأن النائب الأول سيما وأن فارق السن بينه والرئيس ضئيل جداً ويذكر ان القيادي بالوطني قطبي المهدي اشار وبجرأءة في حوار أجرته معه الشرق الأوسط إلي ضرورة ترجل من هم حول الرئيس وفي مقدمتهم طه طالما تحدث البعض عن مغادرة البشير لكن في الاحوال طالما الرئيس باق حتي موعد الإنتخابات المقبلة سيظل طه مجاوراً له.
بالنسبه لنائب الرئيس د. الحاج ادم يوسف فالرؤية غير واضحة المعالم حول مستقبله السياسي مع إن الراهن يشير إلي بقائه علي الأقل حتي موعد الإستحقاق الإنتخابي وإن كان البعض يهمس بالإشارة بعض الشئ إلي أدائه مقروناً بغيابه عن المسرح السياسي جراء وجوده في المؤتمر الشعبي في سنوات سابقه. لكن مايميز النائب هو زهده في المنصب وحبه الجارف لمهنته كاستاذ بجامعة الخرطوم.
اما مساعد الرئيس د. نافع فمنصبه بالحزب إقتضي تقوية نفوذ علي المستوي التنفيذي وإن كانت تصريحات الرجل المتكررة بأنهم جنود في الإنقاذ من الممكن تفتح الباب أمام خيارات أخري ومسارات جديدة يتم رسمها له فهو الأن الامين العام لمجلس الأحزاب الافريقية وهو منصب ليس بالسهل ومن الممكن الإستفاده منه والتغلغل أفريقيا ما يمكن الإنقاذ من الإستمرار في الحكم لكن بالقطع ذلك يستدعي التفرغ. أما التحدي الحقيقي أمام نافع هو الإنتخابات المقبلة وهي التي ستحدد جدارته بمنصبه التنظيمي إذ ان الإنتخابات المقبلة لن تكون يسيره مثلها صيف هذا العام علي المتمردين كما قال د. نافع أمس الاول بنهر النيل. كما ولا يمكن أن نغفل أحاديث الغرف المغلقة عن إحتمال تسمية الوزير اسامه عبد الله مسؤولاً عن الإتصال التنظيمي للحزب بما يشبة صلاحيات الامانة العامة إبان عهد حسن الترابي وإن كان أسامه تنقصه الشعبية داخل الحزب.
بقاء رجال الإنقاذ الثلاثة ( طه ، أدم ، نافع) في القصر مرتبط بثلاثة مسائل رئيسية وهي حجم إرتباطهم بالحزب وحجم إرتباطهم الأوثق بالرئيس البشير في المرحلة المقبلة. واخيراً إنتظار خواتيم الحوار مع حزبي الأمة والشعبي والحوار الذي لم يولد بعد مع حركة العدل والمساواه خاصة والتي رهن رئيسها السابق د. خليل إبراهيم إنحيازه للسلام بتعيينه نائباً للرئيس وهو المطلب الذي يتوقع ان يكون « معشعشاً » في مخيلة خلفه شقيقه د. جبريل.غير متناسين قطاع الشمال الذي ينظر قياداته الي القصر الرئاسي – طبعا الي المناصب دون الرئيس -. وكل هذه متغيرات وعوامل قد تعيد تركيبة وترتيب مناصب ثلاثي الإنقاذ.
بالنسبه للثلاثي الثاني مساعدو الرئيس (موسي ، عبد الرحمن ، جعفر) .. ضمانات بقاء موسي هي الأوفر ليس لمستوي اداؤه بل كضامن لإتفاق سلام الشرق الذي تسعي جهات عديدة إلي إحداث ثقوب فيه. فضلاً عن عجز جبهة الشرق في تقديم قيادات جديرة بمنافسة موسي.
بينما عبد الرحمن الصادق حتي الأن عجز في المهمة الرئيسةو التي كان يتوقع الوطني أن ينجزها له وهي إسهامه في تقارب (الامه والوطني) مما يهدد مسألة إستمراره هذا حال تجاوزنا كسب الوطني من تعيينه والتي إعتبرت بمثابة مشاركة لوالده والامة القومي حتي ولو كانت بالشباك كما يصفها الإتحادي الاصل.
بينما جعفر الميرغني البعيد جداً من السياسة كانت مشاركته خصماً علي الوطني والإتحادي معاً .. فالأول وضح أنه عينه إرضاء للميرغني وسد باب الغيرة السياسية بين الامة القومي والإتحادي وإن شئنا الدقه بين المهدي والميرغني اللذان كان لسان حالهما ونجليهما يدخلان القصر يردد المثل المصري ( مافيش حد احسن من حد). بينما مشاركة جعفر كانت خصما علي حزبه كونه لم يظهر بالصورة المشرفة التي تليق بالإتحادي ،وقد ظل كثير التسفار مثل والده ضارباً بالبروتوكول عرض الحائط وظل يصل للقاهرة في كل الأوقات حتي غير الملائمة. بل أن الشاب لم يحدث إختراقاً في حزبه ناهيك عن الحكومة وفيما يبدو أن والده وفي ظل إقامة أبنائه خارج البلاد لم يجد أمامه غير جعفر الذي يدفع الأن في فاتورة باهظة الثمن ممهورة بإسم الميرغني.
القاسم المشترك بين عبد الرحمن وجعفر عدم لعبهما دور محوري في علاقة الامة والإتحادي بالحكومة فالإثنان – الحزبان – يتقاسمان الإبتسامة أمام الحكومة والمعارضة ، كما ولم يفلحا في التحرك جنوباً نحو جوبا ويتردد أن ذلك هو السبب في حالة الغضب التي تبدو علي جعفر عندما تم الإعلان عن إسناد ذلك الملف لعبد الرحمن.
أما بالنسبة لمساعد الرئيس الامين العام للإتحادي جلال الدقير فإنه أن الأوان التعامل مع كل حزب بوزنه علي أرض الواقع وحسب الوقائع بعيداً عن المطامع.
صحيفة آخر لحظة
أسامة عبد الماجد
ع.ش[/SIZE][/JUSTIFY]
