عبد اللطيف البوني

جبايات ونص وخمسة


[JUSTIFY]
جبايات ونص وخمسة
في مقابلة اجرتها الاستاذة هاجر سليمان مع اللواء حقوقي الدكتور الطيب عبد الجليل مدير شرطة ولاية الخرطوم نشرتها السوداني في عدد الخميس 17 مايو 2012 قال ان التسويات الفورية يقال عنها خطأ وبكل اسف جبايات فهي تسويات فورية يحكمها في ادارة العدالة الجنائية ما يعرف بالعدالة التصالحية لان البديل لها تدوين بلاغ جنائي وتوقيف متهم وحراسة ومحكمة وحجز مركبة وفي تبريره لتسديد التسوية خارج اورنيك 15 ان هذا يقع مايعرف عليه بمنهجية (الروكيبي) وهي منهجية تشريعية تنبني عليها التشريعات والقوانين او كما قال.
فاللواء الدكتور استخدم مصطلحات قانونية تخصيصية في دفاعه عن تلك التسويات او الجبايات بلغة الشارع لابل (المستويات العليا في الدولة) كما ذكر وليسمح لنا سيادته ان نخالفه الرأي ونقول له انها جبايات وجبايات مغلظة ان لم يكن من ناحية تشريعية فمن حيث الممارسة فكلنا يعلم ان فلسفة التسويات الفورية معمول بها في كثير من انحاء العالم سواء آليا (عن طريق الكومبيوتر) او (مانوال) عن طريق البشر كما يحدث في السودان ولكن حسب علمي المتواضع ان جبايات السودان ليس لها مثيل ليس مقارنة مع الدول الاخرى التي تمارس الغرامة المباشرة بل مقارنة مع ما كان سائدا في السودان في عهود سابقة قبل ان تتنزل الجبايات علينا كالحمم وتورد البلاد مورد التهلكة فهذه الجبايات عطلت الانتاج واسهمت في تجفيف الاسواق ورفعت معدل السخط العام واضاعت وقت المواطن ودهورت الاخلاق وحاجات تانية واثبات هذا لايحتاج الى درس عصر ولنتركه لفرصة اخرى.
الف باء العدالة تقول ان كل متهم برئ حتى تثبت ادانته فالسيارة التي تسير في طريق في (امان الله) ينبغي عدم ايقافها الا اذا بدرت منها مخالفة فعندها يمكن ايقافها وفحصها وفحص كل ما يتعلق بها وبسائقها من اوراق ثبوتية ولكن مرورنا الكريم يوقف اية سيارة وفي اية لحظة وفي اي مكان دون ان يبدر منها اي شئ ثم يسعى الي تجريمها الى ان يصل مرحلة منشات المطر في شهر يناير ولبس الشبشب والذي منه خاصة العربات المنتجة من لواري وشاحنات اما السيارات الفارهة و(بتاعت الجماعة) تمر مرور الكرام حتى ولو لم ترخص من سنوات علما ان المساواة في الظلم عدل ولكنها الجباية ياسيادتك.
نحكي لك عن صاحب الدفار الذي كان يحمل فيه موتره لاصلاحه فيغرم 50 جنيها لانه لايحمل اذن شحن وعندما يعود عصرا يطالب بخمسين اخرى ام نحكي لك عن صاحب البوكسي الذي يحمل ثلاث شتلات منقة في حوضه ذاهبا بها الي مزرعته فتمت غرامته ام نحكي لك عن سائق اللوري البدفورد الذي طاردته عربة شرطة المرور الي ان انقلبت سيارته عند السكة حديد فرجعوا عنه دون ان يفكروا حتى في انقاذه ام نحكي عن المطاردات التي هدمت البيوت وقتلت اهلها الآمنين وفرار الجماعة من موقع الحدث ام نحكي لك عن الذي طولب باستمارة التفتيش الشهري وهو ذاته لعبة جبائية فقال لهم انه نسيه في البيت ثم فتش سيارته فوجده ورغم ذلك فرضت عليه الغرامة (اسف التسوية) بحجة انه قال انه قد نسيه فهل النسيان مخالفة مرورية ام نحكي لك حكاوي ظريفة من شاكلة الحافلة التي خرجت من مستشفى سوبا وهي تحمل طفلا عمره اثنتي عشرة ساعة اكرر ساعة ومعه والده سائق الحافلة ووالدته الواضع حديثا وحبوبته ودفعوا غرامة مرورية اسف تسوية لانه ليس معهم منفستو ياسيادة اللواء لدينا من المبكيات والمضحكات الكثير وباثباتاتها ومن كثرتها تركنا الكتابة حولها لاننا تاكدنا من انها سياسة دولة وبالتالي كلامنا عنها ينبغي ان يكون مع الحكومة راس ولكن سيادته غلب علينا المواجع . نواصل غدا ان شاء الله.

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email][/JUSTIFY]