خالد حسن كسلا : طلاب الخرطوم الحقوا تداعيات «كادوقلي»
2013/11/20
[JUSTIFY]لو أردنا أن نتناول جذور مشكلات الأمن في ولاية الخرطوم باعتبارها انعكاسات لأوضاع أمنية في بعض الولايات، فلا بد من إلقاء نظرة عميقة على الساحة التي يمكن أن يوجد بها انعكاس تلك الأوضاع الأمنية، وهي بالطبع الجامعات الحكومية وبعض الجامعات الخاصة، فتنطلق منها «الانعكاسات» إلى الشارع، وكأنما هي جسور لنقل عمليات نسف الأمن والاستقرار من الحدود والقرى المتاخمة لها إلى أعماق المدن الكبرى. وهذا بالطبع محاولة لمشروع صوملة البلاد إبتداءً من العاصمة، وللأجيال الجديدة جداً نقصد بمشروع الصوملة «حالة الصومال في تسعينات القرن الماضي وقبل سنوات قليلة أيضاً». لكن الآن الصومال تنعم بالأمن أكثر من سوريا التي حدثت فيها الصوملة للأسف بآلة النظام العسكرية. وليس بواسطة ثوار الحرية، ومعلوم أن في جامعات سوريا لا يسمح نظام البعث بحرية التعبير إطلاقاً، ورغم ذلك وقع على سوريا بيده ما لم يحدث بيد إسرائيل في فلسطين ولبنان خاصة أيام صبرا وشاتيلا. لكن إذا أردنا تناول جذور مثل هذه المشكلة أعتقد أن اتحاد طلاب ولاية الخرطوم باعتباره يمثل تقصير الظل النقابي للاتحاد العام للطلاب السودانيين في ولاية الخرطوم، هو واحد من الجهات المنوط بها تناول المشكلة من جذورها للحفاظ على بيئة العملية التعليمية في الجامعات العاصمية الكثيرة جداً مقارنة بجامعات الولايات الأخرى. ولذلك يستحق اتحاد طلاب ولاية الخرطوم كل أنواع وأشكال الدعم لما يتحمله من مسؤولية تجاه الاستقرار الأكاديمي والأمن الاجتماعي من خلال العمل النقابي الرسمي من أجل صنع مناخ دراسي ملائم، فأغلب الطلاب لا يعنيهم أثناء فترات دراستهم ما يربط بعضهم بأجندات سياسية وعسكرية تتبناها المعارضة غير البرلمانية وحركات التمرد، ولو كان ذلك بتنسيق بينهما كما أعلنت الأولى أخيراً أو بدونه.. اتحاد طلاب ولاية الخرطوم وهو الآن في دورة جديدة لم يمض منها ربع الفترة، تحت قيادة المهندس مصعب محمد عثمان، ذلكم الشاب النابه الذي أول ما بدأ به عمله كرئيس للاتحاد هو دعم وجبة الطالب الجامعي رغم أنف رفع الدعم عن المحروقات، والمهندس مصعب باعتباره نابه وصاحب أفكار اختراقية أخشى أن يهدينا طرفة «اقتصادية» فيقول سيستعين بالدواب والدّراجات الهوائية لنقل لوازم الوجبة الجامعية حتى لا يواجه تحدي رفع الدعم عن المحروقات. إذن ها نحن نرى نقابة طلابية ممثلة باتحاد طلاب ولاية الخرطوم تقوم بدور عظيم من أجل مستقبل علمي معافى في البلاد. فكل همّها بالدرجة الأولى أن يروح الطالب ويغدو بلا أذى ولا ضرر، فيكون مهيأ لإنجاز سنوات دراسته بصورة مرضية من ناحيتي الاستقرار النفسي والذهني ومستوى الشهادة، ومعلوم أن استهداف الجامعات من قبل كل من يسعى إلى الوصول للسلطة لا يجدي فتيلاً، والسعي للسلطة يختلف طبعاً عن الرغبة في التغيير بصورة شبه إجماعية على الأقل. وتغيير الحكم في السودان الآن سواء بالقوة أو عبر الانتخابات ليس من أدواته في هذه المرحلة على الأقل نسف الاستقرار في الجامعات واعتماد العنف الطلابي. واحتجاجات وإضراب خريجي كلية المجرم غردون «جامعة الخرطوم حالياً» ضد سياسات الإدارة البريطانية لم يشمل حرق وتدمير مؤسستهم التعليمية ولا إلحاق الأذى بالطلاب والخريجين المتسامحين مع سلطات الاحتلال البريطاني، رغم أن الكلية بريطانية وتعتبر جزءاً مهماً من دعم الاحتلال البريطاني للبلاد، لكن كان المحتجون يفكرون في أنهم هم الوارثون بعد طرد المحتل طال الزمن أو قصر كان ذلك عام 1931م، الآن تغيرت النظرة إلى المؤسسات الوطنية حتى وسط كثير من الطلاب لسبب واحد هو أن الساحة الجامعية أصبحت تستقبل انعكاسات اضطرابات أمنية في مناطق حدودية قديماً قبل انفصال الجنوب وحديثاً لم تكن لدواع أمنية. حينما كان باقان أموم طالباً بالجامعة كان يقول للطلاب سوف نطرد الجالية العربية والإسلامية من السودان. إنه حديثه كان انعكاساً للأسباب التي وقفت وراء تمرد كاربينو وقرنق حينها. الآن الحقوا كادوقلي فيراد لها أن تكون جوبا الأخرى.