عبد اللطيف البوني

غازي ،قال ولم يقل (2)

[JUSTIFY]
غازي ،قال ولم يقل (2)
للذين انضموا الينا اليوم استعرضنا بالامس ورقة اكاديمية قدمها الدكتور غازي صلاح الدين العتباني في مركز التنوير المعرفي بالخرطوم بعنوان (بناء الدولة السودانية بعد الانفصال) قال فيها ان الدولة الوطنية في السودان فصلت على مجموعة اثنية معينة هم سكان وادي النيل وطرح نظاما انتخابيا بديلا ثم عدد اسباب فشل اتفاقية اديس اببا واتفاقية السلام الشامل (نيفاشا) ولم تحظ الورقة بنقاش مستفيض من الحضور نسبة لمشغوليات غازي الاخرى.
من المداخلات الموجزة التي قدمت لغازي تلك التي قال بها الاستاذ جحا (مرشح رئاسي سابق) وقد كان معترضا لعدم تعرض الورقة لهوية السودان الاسلامية وقد قال جحا ان اسلامية الدولة السودانية هو مايميزها ولابد من اي بناء دستوري ان يقوم على تعريف السودان بانه دولة اسلامية لان سكان السودان مسلمون وبالتالي ليس لهم الخيرة في ان يكونوا محايدين تجاه الدين او كما قال . رد عليه الدكتور غازي ردا لاينم على خلاف معه ولا اتفاق معه ولكن ذكر انه عندما قدم هذه الورقة في لندن انبرى له احد المعارضين للنظام الحاكم في السودان متحدثا عن الهوية فرد عليه غازي بالقول من قال لك ان الدستور يجب ان يكون مشتملا على هوية الدولة ؟ ليس بالضرورة ان يذكر في الدستور ان اللغة العربية هي لغة السودان الرسمية فاسقط في يد ذلك المعارض كما قال غازي.
في تقديري ان قول غازي ان الدستور الذي يقترحه سيكون خاليا من ذكر هوية الدولة فيه جديد اذا نظرنا لموقع غازي السياسي والفكري من الانقاذ فعدم ذكر اللغة الرسمية الذي ضرب به المثل يجعلنا نفترض وبالقياس ان الدستور سيكون خاليا من ذكر الدين الرسمي (لمزيد من التدقيق غازي ضرب مثلا لخلو الدستور من ذكر الهوية باللغة وليس بالدين) اي انه سكت عن الدين لحاجة في نفسه والسكوت في معرض الحاجة لبيان بيان كما يقول علماء الاصول فالدين من مكونات الهوية كما اللغة لابل اكثر منها.
غازي يقترح دستورا خاليا من الهوية وبهذا يكون دستورا اداريا بحتا وفي تقديري ان هذا اقتراح متطور للخروج من الجدل الذي اقعدنا كثيرا ربما يرى غازي ان مسالة الهوية مسالة محسومة في الواقع المعاش ولاتحتاج الي تنظير فاللغة العربية لاتحتاج الي نص دستوري لكي يثبتها في تربة السودان وكذا الدين الاسلامي او ربما كان يرى ان تقف الدولة على مسافة واحدة من كل الاديان او الافهام المتعددة للدين الاسلامي فان كانت هذه الاخيرة فيكون غازي قد اتفق مع الدكتور محمد محجوب هارون الذي استعرضت له هذه الصحيفة قبل اسابيع ورقة قال فيها مثل هذا الراى في جلسة منزلية تفاكرية ثم هناك الدكتور التيجاني عبد القادر الذي قد توسع في شرح الدولة الادارية غير عابئ بالوصف بالعلمانية وهنا يثور السؤال هل هناك فهم جديد لعلاقة الدين بالدولة لدى النخبة الاسلامية في السودان ؟.
يبدو ان جدل الهوية او التنازع الهويوي (لو جاز التعبير) الذي كان سائدا في السودان قد انتهى عمليا بانفصال الجنوب مهما كان راينا في هذا الانفصال على الصعد الاخرى ثم ان تجربة الانقاذ الطويلة في الحكم وهي ترفع شعار اسلمة الدولة كفيل بان تجري الحركة الاسلامية مراجعة مواقفها العملية من الهوية في تقديري انه ينبغي لها ان تراجع موقفها من الهوية الوطنية .(افتكر ان الوطنية بمدخل جديد مخرج كويس) وكما يقولون المعرفة قوة و(خليك واضح ياجميل).

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email][/JUSTIFY]