الرسوم المسيئة أم أسباب أخرى وراء تفجير سفارة الدانمارك
وبينما سادت لغة استنكار الهجوم على سفارة الدانمارك الأوساط الشعبية والأحزاب السياسية فضلا عن مسؤولي الحكومة وعلى رأسهم الرئيس برويز مشرف ورئيس الوزراء يوسف جيلاني، فإن الأنظار تتجه لمعرفة الجهة التي تقف خلف هذا الهجوم الذي يضع حكومة حزب الشعب أمام تحد في غير موعده مع الغرب عموما.
الرسوم المسيئة
وقد أشار مستشار وزارة الداخلية رحمن ملك إلى أن السلطات الأمنية قد عثرت على دليل من موقع الهجوم سيكشف قريبا هوية الجناة والجهة المدبرة، دون الإفصاح عن طبيعة هذا الدليل.
المحلل السياسي فخر الرحمن قال للجزيرة نت إنه رغم أن نشر الصحف الدانماركية رسوما مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم خلف أجواء من الهيجان الشعبي استمرت أكثر من عام وربما تكون أعطت الضوء الأخضر لبعض الجماعات المسلحة لمهاجمة أهداف دانماركية، فإنه من الصعب الجزم بهذه النتيجة في الوقت الراهن.
وتواجه أجهزة الأمن الباكستانية انتقادات لاذعة عن الكيفية التي وصل بها منفذو الهجوم إلى موقع السفارة الذي يقع في منطقة توصف بأنها حمراء على صعيد الحماية الأمنية، في وقت تشير في المعلومات المتوفرة إلى استخدام المهاجم سيارة تحمل رقما دبلوماسيا ربما يكون قد سهل له اختراق الحواجز الأمنية المنتشرة في المنطقة.
من جهته يرى المحلل السياسي طارق شودري أن مهاجمة أهداف دانماركية في باكستان أمر كان متوقعا كردة فعل من أطراف بعينها على الرسوم المسيئة للرسول الكريم، أما استهداف مبنى السفارة الدانماركية الذي يقع في منطقة أمنية شديدة التحصين فلم يكن متوقعا.
هوية الفاعل
يشار إلى أن باكستان كانت قد شهدت مئات المسيرات والمظاهرات المنددة بالرسوم المسيئة للرسول الكريم، وطالب منظموها بطرد سفير كوبنهاغن المعتمد لدى إسلام آباد وإغلاق السفارة إلى حين اعتذار الدانمارك رسميا عن نشر الرسوم، ورغم أن الحكومة لم تستجب لمطالب الشعب فإن حالة الهيجان ضد كل ما هو دانماركي بقيت على أوجها.
وفي ظل هذه المعطيات فإن الأنظار سرعان ما توجهت في البحث عن هوية الفاعل إلى طالبان باكستان، بينما سارع الناطق باسم طالبان باكستان في وزيرستان الملا محمد عمر إلى نفي أي ارتباط لأفراد حركته بالهجوم على السفارة الدانماركية جملة وتفصيلا.
وفي حين استنكرت الصحف الباكستانية الصادرة صباح اليوم في مجملها الهجوم رابطة هي الأخرى الحدث بالرسوم، فإن صحفا بعينها مثل صحيفة ذي بوست استغلت الأحداث لتنبيه الغرب إلى ضرورة التوقف عن التذرع بحرية التعبير عن الرأي والإساءة لمشاعر ملايين المسلمين، مضيفة في افتتاحيتها أن إعادة نشر الرسوم أكثر من مرة زاد من نسبة التعصب ضد الغرب لا غير.
وعلى صعيد آخر كان لافتا تطرق بعض وسائل الإعلام الباكستانية إلى قراءة أخرى للحدث تتحدث عن أن الرئيس برويز مشرف قد يكون هو المستهدف من الهجوم الذي ربما تم تغيير مسار هدفه لأسباب مجهولة في وقت كان فيه مشرف وقت وقوع الهجوم يحضر ندوة في كلية الدفاع الوطنية القريبة من المكان مما تطلب نقله بطائرة عمودية إلى القصر الرئاسي.
الجزيرة نت[/ALIGN]