عبد اللطيف البوني

والعيلفون ياتمرجي


[JUSTIFY]
والعيلفون ياتمرجي
بعد ثورة اكتوبر في ستينات القرن الماضي عقد الاخوان المسلمون السودانيون اخطر اجتماع لهم حيث كان بند الاجتماع واحدا هو هل تستمر الحركة كجماعة ضغط ام تصبح حزبا سياسيا يسعى للسلطة مباشرة وبعد جدل استمر لمدة 18 ساعة تقرر ان يصبحوا حزبا سياسيا يستخدم كل الوسائل التي يجيزها العرف السياسي للوصول لناصية السلطة والامساك بيد الدولة فان الله يزع بالسلطان مالم يزع بالقرآن
لاادري عما اذا كانت زعامة الشيخ الترابي (الطوييييلة) من مستخرجات ذلك الاجتماع ام لا ولكن الامر المؤكد ان تلك الايام هي التي شهدت بزوغ نجمه السياسي وتسنمه قيادة الحركة والاهم كانت هي استقالته من عمادة كلية القانون بجامعة الخرطوم والتي لم يكمل فيها عاما بعد , ذلك المنصب الذي تسيل له لعاب كل افندية السودان ليصبح اخطر افندي مضاد عرفه تاريخ السودان (عن الافندي المضاد اسالوا استاذنا عبد الله علي ابراهيم)
المهم في الامر انه من العيلفون و(عييييييييك) اذ انطلقت الجماعة دون التقيد بكوابح اسم او عرف متوارث او اي معايير خارج معاييرها نحو السلطة فاجتمعت وتحالفت وانفردت وتصالحت وتخاصمت وتآمرت وسوت السبعة وذمتها فاشتركت في السلطة في جبهة الهيئات التي تآمرت على حلها ثم جبهة الاحزاب بعد اكتوبر ثم دخلت السجن والحرابة مع مايو ثم اشتركت مع مايو من موقع هامشي بعد المصالحة ثم اشتركت في حكومة الصادق واخيرا خطفت قدح الدولة وانفردت به في يونيو 1989 وبهذا تكون الحركة الاسلامية اول حزب وضع الانفراد بالدولة هدفا له ووصل لذلك الهدف في ربع قرن من الزمان ولعمري انه نجاح يستحق التسجيل في منظومة جينس للارقام القياسية بغض النظر عن المكسب والخسارة لهم وللبلاد والعباد اي من ناحية اجرائية بحتة
ربع قرن من الزمان استلموا الدولة ثم بعد ان قاربوا ربع قرن من الزمان وهم منفردون بحكم الدولة اجتمعوا كمجلس شورى في ذات العيلفون ليناقشوا موقفهم من الدولة هذا اذا استعملنا لغة محايدة فظروف الاجتماع والسرية التي اكتنفته ثم مارشح يجعلنا نتكهن بانه على احسن الفروض كان تقييما لتجربتهم في الدولة تلك التجربة التي سعوا لها من ذات العيلفون واذا استصحبنا مانسب لعضو مجلس شورى الحركة عمر البشير(السلطة افسدت الكثير من الاسلاميين) يمكننا ان نتكهن بان مستخرجات اجتماع العيلفون الثاني قد تكون في الاتجاه المعاكس لمستخرجات اجتماع العيلفون الاول وبدا لي ان السؤال الرئيسي المركوز في عقل المجتمعين الباطن كان هو اين نحن من الدولة بعد سعينا لها لمدة ربع قرن ومكثنا فيها قرابة ربع القرن ؟ هل ادخلناها في جيوبنا وام هي التي ادخلتنا في جيبها ؟ لعل احدهم صاح قائلا (ياجماعة الدرب راح لينا في هذه الغابة المظلمة) ويرد عليه اخر مصححا (قصدك في الصحراء الموحشة؟ )وفي النهاية هناك اجماع على ضياع الطريق
اما العنوان فهو على وزن البانسلين ياتمرجي ونادوا الحكيم ياتمرجي .. ياربي الحكيم دا وين ؟ نسأل العنبة الرامية في المنشية ؟

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email][/JUSTIFY]