الطاهر ساتي
(موسس)… وخطأ العلاج..!!
** لقد أخطأت السلطات التي وزعت – لصحف الاثنين الفائت – صور وأخبار الطفل السوداني (موسس).. هذا الطفل لم يُذنب في حق أحد، وليس من العدل أن يكون حدثاً إعلامياً، أو كما أرادت سلطات مطار الخرطوم بمظان أنها حققت انتصاراً ونجحت في إفشال عملية اختطافه من قبل أسرة جنوبية.. لا، ما هكذا الوصف.. ولقد أحسنت الرأي العام عملا حين استنطقت المجلس القومي لرعاية الطفولة، ليقول بالنص: (الطفل موسس لم يكن مختطفاً، ولكنه لا يملك أوراق ثبوتية، ثم إن كفالة الأسرة الجنوبية له لم تكن رسمية، وهذا أسقط حقه في السفر إلى الجنوب مع الأسرة، فهو لا يملك أوراق ثبوتية)… تلك الإفادة بمثابة تأكيد بأن خبر الاختطاف لم يكن صحيحاً، وأن الجهة التي بثت الخبر – وصورة الطفل – لم تكتف بإشانة سمعة الأسرة الجنوبية التي ظلت تتكفل بهذا الطفل السوداني منذ سبع سنوات، بل – بجهل – وضعت تلك الجهة تفاصيل حياة طفل مجهول الأبوين في دائرة الضوء، بلا أي تفكير في مستقبله وأثر تلك الدائرة عليه.. نعم، لقد أخطأت تلك الجهة وهي توثق حياة طفل مجهول الأبوين بالصورة والقلم، لتحقق لذاتها انتصاراً مزيفاً..!!
** فالأسرة الجنوبية كانت بمثابة حياة لهذا الطفل، إذ أنقذته من مصير مجهول بالتبني والرعاية وهو في الأسبوع الأول من عمره، وأسمته (موسس) ووفرت له كل وسائل الحياة الكريمة حتى بلغ من العمر سبعاً، وصار فردا من أفراد هذه الأسرة، ولا يعرف أسرة سواها.. وفي وضع كهذا، ليس من العدل ولا العقل بأن يسمى سفر (موسس) مع أسرته إلى الجنوب بالاختطاف، فالأصوب هو ما قاله المجلس القومي للرعاية والطفولة (كفالته غير رسمية)، واكتشاف كفالة غير رسمية ليست بحدث يستدعي (دق الطار)، أو كما فعلت تلك الجهات الملقبة بالمختصة.. ولو كان حياة هذا الطفل ذات قيمة عند تلك الجهات، لاكتشف تلك الكفالة غير الرسمية قبل سبع سنوات، عندما كان (موسس) يأكل ويشرب وينام ويلعب ويتعلم ويتعالج في كنف تلك الأسرة بمنتهى الحرية وفي هواء كسلا الطلق.. لماذا لم يتم إيداعه في دور رعاية حكومية، بحيث تكون الكفالة رسمية؟.. ومن المسؤول عن عدم الإيداع؟.. وكم (موسس) في بحر المجهول، بحيث لا يعرف هويته، وكذلك لا تعرف السلطات الأسرة التي ترعاه وتتبناه؟، ورسمية كانت تلك الكفالة أو غير رسمية؟.. لهم الله، فهم بعض الضحايا.. ويجب أن تعالج السلطات قضاياهم بمسؤولية وحكمة.. أي بلا تشهير إعلامي يلازمهم مدى الحياة..!!.
[/JUSTIFY]
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]