عبد اللطيف البوني

في عشية التفاوض

[JUSTIFY]
في عشية التفاوض
التفاوض مطلق التفاوض بين طرفين يقوم على الاخذ والرد اي على التنازل والكسب فتتنازل في جهة لتكسب في جهة اخرى لتكون النتيجة (رابح /رابح او خاسر/خاسر)هذا يحدث طبعا في حالة التكافؤ فالتفاوض يختلف عن التقاضي لان التقاضي يقوم على الحجة والبيان واستغلال هفوات الخصم اما التفاوض فيتوقف على قوة موقف الاطراف المتفاوضة وليس على طق الحنك او الفهلوة فالتفاوض بين دولتين يحكمه توازن القوة بينهما وفي القوة هذه تدخل الناحية العسكرية والاقتصادية ومجمل الجبهة الداخلية والعلاقة الدولية اي الاسناد الذي تتمتع به الدولة من المجتمع الدولي الذي قد يكون مجتمعا مطففا
قصدنا من هذه الرمية القول ان المفاوضات التي تجري الان بين دولتي السودان في اديس اببا تتحكم فيها عوامل كثيرة اقلها تاثيرا عدالة القضايا المتفاوض عليها وشخصيات المتفاوضين فالحكاية ليست بين ادريس عبد القادر وباقان اموم فلو كان فلان الفلاني في مكان ادريس فلن يغير من النتيجة باي شئ عليه من اراد ان يقرأ حيثيات التفاوض ليتكهن بنتائجه عليه ان يقرأ الجبهة الدولية فهي المتحكمة فيه فليس هناك مجال لاي طق حنك او عضلات تبش حتى ولو كانت على مستوى الدولة
قبيل بدء المفاوضات وبمجرد ان وطئت قدمي امبيكي ارض السودان القديم اطلق السودان سراح الاربعة الاجانب الذين احضروا بالطائرة الحربية مخفورين من جهة هجليج المحررة للتو بحجة انهم جواسيس لدولة الجنوب لا بل اتهموا بانهم هم الذين فجروا المنشآت النفطية ثم قبل ان يركب ادريس ووفده الطائرة (المرة دي طائرة خاصة يالطيب) متوجهين الي اديس اعلنت الحكومة اكمال انسحابها من ادارية ابيي ذلك الانسحاب الذي اعلنه كارتر من داخل القصر الجمهوري ولم يخطرنا احد ان الترتيبات الادارية من جهاز تنفيذي وتشريعي وبوليس والذي منه قد اكتملت في ابيي فلم يرشح المؤتمر رئيسا للادارية ليوافق عليه الجنوب حتى الان
اطلاق سراح الاجانب والانسحاب من ابيي في تقديري امور واقعية تتماشى مع قرار مجلس الامن 2046 وليس فيها ضرر استراتيجي على السودان وقد يكون ضمن صفقة غير معلن عنها فالمفاوضات الحقيقية تدور في الغرف المغلقة وليست تلك التي امام العدسات ولكن المشكلة في ان الحكومة روجت لهذه المواضيع بعكس الذي فعلته والتقط الاعلام منها القفاز وصور الشغلانات على انها ثوابت دونها خرط القتاد الامر ادخل المواطن في بلبلة وبدا له كأن الحكومة (جرت واطي ولحست كلامها) وهزيمة مبكرة قد لحقت بها مع ان الامر كله تكتيك وقراءة متحركة لشأن متحرك
اشترطت الحكومة ان يكون الامن هو البند الاول في التفاوض واليوم الاثنين سوف تبدأ اللجنة الامنية والسياسية التفاوض وهذه استجابة لمطلب الحكومة ولكن التعثر متوقع في هذه اللجنة فاذا ما حدث لن يتوقف التفاوض في البنود الاخرى ولن تنسحب الحكومة , يبدو لي ان المشكلة تكمن في ان الحكومة ترفع صوتها في لحظة انفعال ثم يتبعها اعلامها دون ان تضع في بالها ان الامور متحركة وان الرافعة الدولية قوية جدا وان الانحناء للعاصفة فرض عين فلا تربكوا الشعب بلحس الكلام او لحس …..

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email][/JUSTIFY]