الطاهر ساتي

لا لغزو دمس الأجنبي ..!

لا لغزو دمس الأجنبي ..!
[JUSTIFY] ** سابقاً، عندما خلت ثمار زهرة الشمس من البذور، عقدت السلطات الزراعية مؤتمراً صحفياً واتهمت أمطار ذاك الموسم، ولكن قدر الله برأ الأمطار وكشف للناس والحياة شخوص قضية تقاوى تلك الزهرة.. يوم مؤتمرهم الصحفي، أشفقت على الأمطار ذاك الموسم، بحيث لاحيلة لها لتعقد مؤتمراً صحفياً وتنفي التهمة، ولا مال لها لتشتري الصفحات التسجيلية وتدافع عن ذاتها..ثم لاحقاً، بعد براءة الأمطار مباشرة، انقطع التيار الكهربائي بسنار ثلاث ليال متتالية، وتكبدت متاجر المدينة خسائر فادحة، فاتهمت السلطات المحلية هناك ضباً كبيراً بالتسبب في تعطيل مفاتيح التوليد، وللأسف لم يجد الضب الكبير مرافعاً ينفي عنه تلك التهمة، رغم أن الصحف شهرت به على لسان سلطات سنار..وقبل عام، تغيرت المياه بالعاصمة، شكلاُ ولوناً ورائحة، فسارعت سلطاتها الى نشر توضيح من شاكلة (الطحالب بتتوالد)، فصبرنا على طحالب العاصمة حتى توالدت و(قامت من الوضوع بالسلامة)، ولم تعتذر أو تنفي تهمة تسببها في تلويث المياه ..ولا ننسى المتهم الرئيسي في قضية القاش بكسلا ذات عام، لقد اتهمت سلطات كسلا عامئذ السناجب بكسر متاريس الأسمنت وإغراق القرى وبعض أحياء المدينة، وكالعادة عجزت السناجب الدفاع عن نفسها وتحملت المسؤولية – بصمتها – إنابة عن الحكومة ..!
** تلك محض نماذج لقضايا وكوارث حملت السلطات الحكومية مسؤوليتها لـ( الضب الكبير والطحالب والسناجب وغيرها من الكائنات).. وتلك كائنات سودانية ولاغبار عليها إن تحملت المسؤوليات واعترفت – بصمتها – بتلك الاتهامات إنابة عن السلطات السودانية.. بل تحمل تلك الكائنات كل الإخفاقات الحكومية خير دليل على طاعة ولاة الأمر، وكذلك يعكس – لدول الدنيا والعالمين – بأن في السودان : سواسية المحليات والسناجب والولايات والطحالب والسلطات المركزية والضب الكبير في تحمل المسؤوليات..وفي تقديري، يجب عكس وتوثيق هذا التجانس الفريد – بين الكائنات والسلطات الحكومية – في شكل خطب حماسية وليالي جهادية وبرامج تلفزيونية وصفحات تسجيلية، حتى نقنع العالم بأن حشراتنا وحيواناتنا تقف في خندق واحد مع سلطاتنا الحكومية في خدمة الوطن والمواطن، وما ضرها أن تخطئ أثناء أداء الواجب الوطني، إذ هي إن أخطأت – كما السناجب والطحالب وغيرها – تصمت وتتعرف بالخطأ وتتحمل المسؤولية إنابة عن السلطات الحكومية..وهذا ما يسمى عند الآخرين بالتلاحم الوطني وتوحيد الجبهة الداخلية – بما فيها من سناجب وضببة كبيرة وسحالي – لخدمة المواطن وتطوير مرافقه الخدمية.. فلندعم هذه الملحمة حتى تتكاتف وتتلاقح جهود كل الحشرات والحيوانات في بلادنا مع الجهد الرسمي، بشرط أن تتحمل الحشرات والحيوانات الأخطاء التي يرتكبها سادة الجهد الرسمي..!!
** ولكن ..ما لا نرضاه – كموطنيين أحرار وكده – هو تسلل بعض العناصر الأجنبية الى المرافق العامة، بحيث تتحمل الأخطاء والإخفاقات إنابة عن سلطاتنا الوطنية، هذا مرفوض.. على سبيل المثال، تشهد أحياء بالعاصمة أزمة مياه حادة منذ شهر ونيف، وسعر برميل المياه – المستجلبة بواسطة عربات الكارو – يكاد أن يتجاوز سعر برميل الجازولين.. وفجأة، خاطبت سلطات المياه -عبر صحف الأحد الفائت – المجلس الأعلى للبيئة بالتوقف عن زراعة (الدمس السعودي)، وقالت بالنص : الدمس السعودي يغلق خطوط المياه ويتسبب في انقطاع المياه، ويجب التوقف عن زراعته في الأحياء.. وعليه، بشهادة السلطات الحكومية، أصبح الدمس السعودي متهما رئيسياً في هذه القضية، كما تلك السناجب والضب الكبير والطحالب في تلك القضايا.. نحن – كمواطنين شرفاء وكده – نرفض هذا التدخل الأجنبي السافر في شئون مياهنا، ونطالب الخارجية باستدعاء السفير السعودي ومساءلته حول أسباب غزو الدمس السعودي لعاصمتنا ودواعي اختراقها لمواسيرنا.. نعم، فالتلاحم في تحمل مسؤوليات الفشل والإخفاق يجب أن يبقى وطنياً، بسناجبنا وطحالبنا وضبنا الكبير وسلطاتنا الوطنية، ولو كان مخترق أرض عاصمتنا تبلدياً أو نيماً أو دوماً لما شجبنا هذا الأمر، ولكن لا لأي دمس سعودي أو طندب إثيوبي يخترق أرض عاصمتنا ويغلق خطوط مياهنا..فلنستنكر هذا العدوان الأجنبي على مواسيرنا.. الله أكبر، وعاشت ملاحمنا الوطنية حرة وأبية في شماعات ( حشراتنا وحيواناتنا وأشجارنا )..!!
[/JUSTIFY]

إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]