الطاهر ساتي

برلمان سعاد الفاتح..(مسؤول ما مسؤول)..!!

برلمان سعاد الفاتح..(مسؤول ما مسؤول)..!!
[JUSTIFY] ** البرلمان يكاد أن يتحول الى أحمد ابراهيم الطاهر وسعاد الفاتح فقط لاغيرهما، أو الأصح : أحمد ابراهيم الطاهر وسعاد الفاتح – فقط لاغيرهما – هما البرلمان.. هذا يذكرني باجتماع الجمعية العمومية للمشروع الزراعي بقريتنا قبل ثلاثة عقود تقريباً، فالمشروع كان ملكاً لأسرة الراحل حمد الملك، عليه رحمة الله، ومع ذلك كانت الإدارة ترغم الزراع على حضور الاجتماع السنوي قبل بداية الموسم الزراعي لمناقشة تفاصيل الموسم، ولم يكن لهم من حقوق المشاركة إلا حق الموافقة على تعليمات وكيل تلك الأسرة، وتلك التعليمات كانت تسمى لاحقاً ب (آراء المزارعين).. ومنذ بداية الدورة البرلمانية الحالية، تصدر الصحف بمانشيتات من شاكلة: (البرلمان يقرر، البرلمان يرفض، البرلمان يستنكر، البرلمان يطالب)، بيد أن تفاصيل الخبر لا تتجاوز أحمد ابراهيم الطاهر وسعاد الفاتح (رفضاً واستنكاراً وطلباً وقراراً).. هذا مايحدث يومياً..كيف يتم توزيع فرص الحديث في هذا البرلمان؟.. إن كان احتكار سعاد الفاتح للحديث مقبولاً ومتفقاً عليه، فلماذا لا تفكر الدولة في التخلص من فائض المقاعد ونوابها، وتبقى على مولانا الطاهر وسعاد الفاتح.. وعسى ولعل تعود منفعة هذا التخلص الى الخزينة العامة بـ(قرشين حلوين)..!!
** تلك ملاحظة مهمة، ونأمل أن يعدل رئيس الجلسة في توزيع فرص الحديث، بحيث لا تكون سعاد الفاتح – أو غيرها- ناطقا رسمياً باسم النواب كل يوم وفي أي قضية وفي أي جلسة.. احتكار الأفعال في الجهاز التنفيذي صار مألوفاً، وليس من العدل أن تحتكر سعاد أقوال نواب الجهاز التشريعي أيضا.. على سبيل المثال، تقول سعاد الفاتح، عفواً يقول نواب البرلمان بلسان سعاد الفاتح: (الراجل بيرسل لي بنته في الداخلية عشرين جنيه، ودي ما بتغديها أسبوع كامل، فالحرة منهن بتعمل طربيزة شاي جوة الداخلية، والتانيات انتو عارفين بعملن شنو)، هكذا تطلق الحديث على عواهنه بلا أي تفكير في آثاره ووقعه على الطالبات وأسرهن بأرياف السودان، وكأنها فتحت فمها فخرج هذا الحديث – وغيره – لا إرادياً، إذ هناك من نوع من البشر يتكلم أولاً بمثل هذا الكلام العشوائي ثم يفكر لاحقاً..!!
** هل بطرف البرلمان أي تقرير رسمي لدراسة حال داخليات البنات، بحيث انتقت منها سعاد الفاتح حديثها هذا؟.. بمعنى: كم ترابيزة شاي تديرها بنات الريف في داخلياتهن؟، وكم غيرهن أدانتهن السلطات عندما (عملن شنو)، أو كما تصف الرذيلة؟.. هل هو اتهام يتكئ على معلومة أم هو مسلسل الاتهام المطلق والظالم والذي يلاحق طالبات الريف اللائي يقطن بداخليات العاصمة؟.. إن كان برلمان سعاد الفاتح عاجزاً عن إعداد التقارير والدراسات بتلك الداخليات بحيث تكون معلومة ذات أرقام، فليتكبد أي نائب مشقة ساعة الى دار المايقوما ويسأل إدارتها : من أين يأتي أكبر حجم للأطفال فاقدي السند؟.. لا تلدهم تلك الداخليات ولا بنات الريف اللائي يقطن بها، فاسألوا الجميعابي ليحدثكم عن المصادر إن كنتم لا تستحون.. ثم، فليمر أحدكم – أو سعادكم – الى مكتب مولانا ميرغني كننة، ليمدكم بقوائم بائعات الهوى وهويتهن وحالتهن الاقتصادية، ليخيب لكم سوء ظنكم في بنات الزراع والعمال الذين يكدحون في أطراف البلاد ليرسلوا لهن تلك العشرين أو أقل، ومع ذلك لا يبعن شرفهن ليعشن، أو كما توهم سعاد الفاتح ذاتها والرأي العام في محاولة يائسة للهروب من الحقائق.. لم تعد للرذيلة عنواناً واحداً في بلادي، ولم تعد تلازم فئة اقتصادية دون الأخرى ولا قطاعاً دون الآخر، ولكن محاولة الهروب من هذه الحقائق هي التي تجعل سعاد الفاتح تدفن رأسها في (داخليات بنات الريف)، وكأن الأخريات اللائي يقطن خارج تلك الداخليات – طالبة كانت أو غير طالبة- من ذوات الفضيلة.. لا تظلموا الفقراء وبناتهم، فابحثوا عن كبش فداء آخر، علماً بأن الأرض بما رحبت صارت ضحية لنهجكم.. حسناً، فلنقل – ولو من باب المجاملة المزيفة – لقد صدق برلمان سعاد الفاتح، وكل بنات الفقراء يبعن الشاي في داخلياتهن أو الهوى خارج أسوارها، فلنقل – زوراً – صدق برلمان سعاد الفاتح.. أها، من المسؤول عن هذا الحال؟.. إن لم يكن برلمان سعاد الفاتح مسؤولا، فليثرثر في الجلسة القادمة ويخبرنا عن المسؤول، بدلا عن هذا الحديث العشوائي و (الما مسؤول)..!!
[/JUSTIFY]

إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]