تحقيقات وتقارير

الرئيس ونائبه .. توزيع أدوار أم خلاف في الرؤى

[ALIGN=JUSTIFY]قطع رئيس الجمهورية المشير عمر حسن البشير أمس بانهم لن يفاوضوا خليل ابراهيم مرة أخرى في مفاوضات تأتي مستقبلا لحل قضية دارفور وجدد ثقته في القوات المسل

حة السودانية وقدرتها على بسط الأمن في دارفور بعد أن وجه كثيرا من الاتهامات لحركة العدل والمساواة ونعتها بالحركة الإرهابية كما قادتها.
وقال البشير في كلمته التي ألقاها أمس في خاتمة أعمال مؤتمر قطاع المراة بحزبه أن الحكومة تسعى للسلام وتعمل له من موقع القوة .
وكان نائب الرئيس على عثمان طة قد ألقى كلمة هو الاخر لكنه نحى منحا آخر في طريق حل الازمة في اقليم دارفور عندما أوضح أن قضية دارفور لن تحل عبر الترتيبات العسكرية ولكن بتحقيق الطمأنينة ونزع الريبة والشك .
وهو الحديث الذي يبدو متناقضا في الفاظة وربما معناه نسبة لأن الأول يعني ظاهره أن أي تفاوض في الوقت الراهن مرفوض الى حين تحسين الموقف العملياتى للحكومة على الأرض وهو القول الذى يدعمه حديث البشير أمس الاول عندما دعم فكرة السلام من موقع القوة باستشهاده بمعركة استعادة توريت التي سبقت سلام نيفاشا بل وكانت طريقا إليه بحسب البشير الذي دعم فكرته أيضا باستعادة القوات المسلحة لعدد من القرى في دارفور مما عجل بتوقيع اتفاق اطلاق النار في أنجمينا مع حركتي العدل والمساواة وحركة تحرير السودان عندما كانت موحدة
وبالنظر الى حديث طه نجد أن معناه مخالف لحديث البشير وهو ما يمكن ان يفسر بان الرجلين مختلفين فى طرائق ورؤى الحل لمشكل دارفور وهو الحديث الذي سقته الى القيادي بالمؤتمر الوطني محمد محجوب هارون الذي قال” بدءاً الرئيس ونائبه أن كانا مختلفين من غير المعقول أن يظهرا هذا الخلاف في مؤتمر حزبي وعلى الهواء الطلق ” وأوضح هارون في مهاتفتي معه أمس أن حديث الرئيس ونائبه يخدمان معنى واحدا حيث أن الرئيس عندما يتحدث عن السلام من موقع القوة لا يعني هذا القوة المسلحة ولكن يعني قوة تماسك الجبهة الداخلية وقوة الموقف السياسي فى طاولة المفاوضات وهو مايقودك تلقائيا لحديث نائبه القائل بان المفاوضات هي الطريق الأمثل بعد تحقيق الأمن على الأرض .
وكان السكرتير الصحفي لرئيس الجمهورية محجوب فضل بدري متفقا مع هارون في جزئية عدم وجود خلاف أو تناقض في الرؤى مابين حديث الرئيس ونائبه عندما أكد للاحداث أن القيادة ترمي من قوس واحد وزاد عليه بوصفه للامر بتوزيع أدوار بينهم أضافة إلى ان حديث كل منهما يكمل الآخر وهو ماشرحه بقوله “عندما جدد الرئيس عدم مفاوضتهم للعدل والمساواة مرة أخرى كان النائب يرسل أشارة مكملة لحديث الأول بتاكيده على أن المفاوضات هي الطريق الأمثل لحل المشكل في دارفور وهو مايعني ببساطة أننا راغبون في طاولة مفاوضات خالية من خليل ابراهيم” وأوضح بدري أن رفضهم لمفاوضة خليل ياتي من سياق خرقه لاتفاق وقف اطلاق النار الموقع في انجمينا والمجدد في ابوجا بغزوه لامدرمان “الرئيس كان يرسل أشارة مبطنة فحواها اننا مستعدون لمفاوضة عبد الواحد لأنه الوحيد الملتزم باتفاق وقف اطلاق النار منذ توقيعه في انجمينا فاذا جاء نور لطاولة المفاوضات فمرحبا به واذا جاءت العدل والمساواة فصيل عبدالله بندة أو فصيل ابو قردة فمرحبا بهم لكن خليل لا وألف لا ”
وكان محجوب هارون الذي يدير مركزا للدرسات في الخرطوم قد لفت انتباهي للنظر لمجمل خطاب الرئيس لأنه يحتوي في داخله رفض قاطع لاي حلول تاتي عبر البندقية عندما دعا في سياق آخر من كلمته الى نبذ الجهوية والقبلية التي يسوقها أعداء السودان ليحترب ابناؤه وهو مادعاه ليتساءل عن الفائدة التي جنتها دارفور من الحرب “من يقول هذا الحديث لايمكن أن تكون من خياراته الحرب ”
في الوقت الذي أزال فيه محجوب بدري سكرتير الرئيس الصحفي اللبس الحادث في ثنايا تجديد ثقة الرئيس في القوات المسلحة عندما قال “تجديد الثقة في القوات المسلحة لايعني اتجاهنا للحل العسكري لأن الرئيس قصد أن يقول أي سلام لاتحرسة قوات مسلحة قوية لن يكون فعالاً ولا مستداما وبهذا يكون بناء جيش محترف ومجدد الدماء في القيادة هو الخطوة الأولى في طريق السلام “.
عمار عوض
الاحداث

[/ALIGN]