تحقيقات وتقارير
الوزارية السداسية بين التهدئة والممانعة
فقد شهدت قمة الكويت الاقتصادية اخيرا توترا ومشادات كلامية فى الاجتماع الوزاري الذي كان اعضاء اللجنة الوزارية السداسية لسلام دارفور يشكلون محوره حيث اصر الممانعون بقيادة سوريا على ان ترد فى البيان الختامى اشارة الى مقررات قمة الدوحة لكن المعتدلين بقيادة مصر اصروا على الرفض . اذن الخلافات لم تكن فقط فى الصياغات وانما فى المواقف، واقر الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى بأن المصالحات لم تكتمل وقال فى مؤتمر صحافى فى ختام القمة ان الوضع العربى ما زال مضطربا ومتوترا .
وكانت قد نشبت خلافات وازمة معلنة بين الجامعة العربية وقطر التى تقود المبادرة وصلت الى اتهام رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطرى حمد بن جاسم فى مؤتمر صحفى عقده فى ختام قمة غزة الطارئة، الجامعة بممارسة التزوير والكذب بشأن عدم بلوغ النصاب لافشال القمة، بينما قال الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ان هناك من يحاول تدمير الجامعة فى اشارة الى دولة قطر. وكان جاسم قد اتهم فى لقاء له مع قناة الجزيرة البعض باتباع سياسة «السمسرة» واشار الى ان «الثقة مفقودة بين الدول العربية» وان هناك تنافسا عربيا حول ملف دارفور، مشيرا الى ان «البعض اصبح يتحسس من اسم قطر» بسبب مواقفها المتقاطعة مع مواقف دول عربية اخرى مثل مصر والسعودية بالخصوص،وكان قد افاد مصدر مصري صحيفة ( الحياة اللندنية ) قبيل انعقاد قمة الكويت أن لا نية لدى الرئيس حسني مبارك «لعقد مصالحات مع أي طرف عربي اعتبرته القاهرة ارتكب تجاوزات في حقها»،وقال إن «قمة الكويت ليست المكان أو المجال المناسبين لمحاسبة المخطئين لأن الأخطاء وصلت إلى حدود لا يمكن أن تمر مرور الكرام»، وحذر وزير الخارجية السعودى الامير سعود الفيصل والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى فى مؤتمر صحفى مشترك فى الكويت من ان العالم العربى مأزوم ومقدم على مرحلة خطيرة من الانهيار والتمزق والفوضى والاضطراب بسبب الانقسام الحادث على الساحة العربية، واعرب موسى عن تشاؤمه من العمل المشترك فى المرحلة المقبلة.
وفى ظل هذا الاستقطاب المحموم من الصعب النظر الى المواقف والدوافع والقضايا والمبررات بصورة موضوعية، لان الوضع اصبح اشبه بغزو الكويت وحرب الخليج الثانية ( اما ان تكون معنا او ضدنا) فليست هناك منزلة بين المنزلتين، كما يلمح الى ذلك حديث مستشار رئيس الجمهورية غازى صلاح الدين، الذي دعا الى الفرز بين متطلبات المرحلة ومقتضياتها والتنافس بين الاطراف العربية اذ من الصعب ان لم يكن من المستحيل تجاوز حالة الاستقطاب الحالية. ويرى رئيس تحرير صحيفة ايلاف الدكتور خالد التجاني انه في مثل هذه الاحوال ( لا ينظر عادة في العالم العربي لمثل هذا المواقف بصورة موضوعية )، وفى ذات الوقت ليس هناك متسع من الوقت لاية مبادرة جديدة او لأي حديث عن مصالحة شاملة لانها تحتاج الى مزيد من الوقت .
اذن ووفقا لتلك المعطيات، هل يصبح من العسير تنفيذ البيان الذى اصدرته اللجنة الوزارية السداسية في ختام اجتماعها الذي عقدته اخيرا في الدوحة برئاسة رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطرى الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني ،؟ فالبيان يدعو الى دعم الجهود الحثيثة التي تقوم بها قطروالوسيط المشترك للامم المتحدة والاتحاد الافريقي لاطلاق محادثات السلام في اقرب الآجال، مطالبا جميع الاطراف بالتجاوب مع هذه الجهود ، فضلا عن تنفيذ القرار الذى اتخذته اللجنة بتكليف وفد من قطر والاتحاد الافريقي والجامعة العربية بالتوجه الى نيويورك للعمل بالتنسيق مع الدول العربية والافريقية الاعضاء بمجلس الامن لحشد التأييد الدولي والاقليمي اللازمين لدعم اهداف اللجنة وتعزيز فرص تحقيق السلام ودعوة اللجنة مجلس الامن الى إعمال المادة 16 من نظام روما الاساسي من اجل تأجيل الاجراءات الخاصة بجميع الاحالات المرفوعة الى المحكمة الجنائية الدولية بشأن دارفور، بما يسمح بتعزيز فرص تحقيق السلام والعدالة ويهيئ افضل الظروف لاطلاق مباحثات السلام وتسوية ازمة دارفور بشكل شامل في اقرب الآجال، وحث اللجنة على توثيق وتنسيق الجهود الاقليمية والدولية لتشجيع بعض الحركات المترددة في الانضمام الى مساعي السلام، على التجاوب الايجابي مع هذه المساعي والاسراع بتهيئة المناخ المناسب لمعالجة الازمة الانسانية التي يعاني منها اهل الاقليم ووضع حد لآثارها المختلفة.
تأثير او عدم تأثير الانقسام في الصف العربي على كل هذا سوف تسفر عنه الايام القليلة القادمة .
ابوزيد صبى كلو :الصحافة
[/ALIGN]